القرآن الكريم: سورة يوسف الجزء الثاني للأولى باك جميع الشعب

القرآن الكريم: سورة يوسف الجزء الثاني للأولى باك جميع الشعب

قراءة النصوص:

وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ۚ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29) ۞ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

شرح المفاهيم الأساسية

-راودته التي هو في بيتها: دعت امرأة العزيز يوسف برفق ولين لنفسها.
– هيت لك: هلم إلي.
– معاذ الله: أعتصم بالله،وأستجير من الذي تدعينني إليه،من خيانة سيدي أحسن مثواي:الذي أحسن منزلتي وأكرمني فلا أخونه في أهله.
– همت به: مالت نفسها لفعل الفاحشة.
– هم بها: حدثت يوسف نفسه حديث خطرات للاستجابة.
– برهان ربه:لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عما حدثته به نفسه.
– واستبقا الباب:أسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج.
– قدت قميصه: أسرعت تحاول الإمساك بقميصه من الخلف لتمنعه من الخروج فشقته.
– ألفيا سيدها لدا الباب: وجد زوجها عند الباب.
– سوءا: فاحشة.
– راودتني عن نفسي: طلبت مني ذلك.
– شاهد من أهلها: شهد صبي في المهد من أهلها.
– فلما رأى قميصه قد من دبر: فلما رأى الزوج قميص يوسف  شق من خلفه علم براءة يوسف.
– قد من دبر: شق من الأمام فصدقت في اتهامها له، وهو من الكاذبين.
– كيدكن: مكركن أيتها النساء.
– يوسف أعرض عن هذا: لا تذكر لأحد صنيع ما فعلته هذه المرأة.
– إنك كنت من الخاطئين: من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه، وفي افترائك عليه.
– شغفها حبا: ملك قلبه حبا.
-مكرهن: غيبتهن  إياها واحتيالهن في ذمها.
– أرسلت إليهن: أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها.
– أعتدت لهن متكئا: هيأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد، وما يأكلنه من الطعام.
– وآتت كل واحدة منهن سكينا: أعطت كل واحدة منهن سكينا ليقطعن الطعام.
– أكبرنه: أعظمنه وأجللنه، وأخذهن حسنه وجماله، فجرحن أيديهن وهن يقطعن الطعام من فرط الدهشة والذهول.
– قلن حاشا لله ما هذا بشرا: معاذ الله ،ما هذا من جنس البشر،لأن جماله غير معهود في البشر.
– فذلكن الذي لمتنني فيه: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لمتنني في الافتتان به.
– فاستعصم: فامتنع وأبى.
– ولئن لم يفعل ما آمره :  ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا ليعاقبن بدخول السجن.
– الصاغرين: الأذلاء.
– وإلا تصرف عني كيدهن: وإن لم تدفع عني مكرهن .
– أصب إليهن: أمل إليهن.
– وأكن من الجاهلين: أكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.

قاعدة تجويدية:

قاعدة الراء.
الأصل في الراء التفخيم وترقق لأسباب:
أسباب ترقيق الراء ثلاثة هي: الكسر-الياء-الإمالة.
الكسر:
-أن تكون الراء مكسورة بذاتها: نحو رجالا- رزقا
-أما إذا جاءت متطرفة فإنها ترقق وصلا فقط والفجر –والطور.
-أن تكون مسبوقة بكسر: نحو: الساحر –باسرة.
-أن يفصل بين الكسر اللازم والراء حرف ساكن مستفل(قبل الحديث عن حروف الاستفال لا بد من الحديث عن حروف الاستعلاء ،الاستعلاء: ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى فيرتفع الصوت معه، وحروفه سبعة مجموعة في̋ خص ضغط قظ̋ ، وضده الاستفال:وهو انخفاض أقصى اللسان عند النطق بالحرف فينخفض الصوت معه وحروفه ما سوى حروف الاستعلاء) +حرف الخاء:وزرك –المحراب-إخراج.
الياء:
الراء المسبوقة بياء ساكنة سكونا حيا أو ميتا نحو :خير لكم-بصيرة.
الإمالة:
الإمالة لغة: التعويج واصطلاحا: ميل القارئ بالنطق بالفتحة نحو الكسرة،وبالألف نحو الياء من غير قلب خالص.
الراء الواقعة بعد ألف ممال نحو: إلى النار-الفجار.
الراء الواقعة قبل ألف ممال نحو:اشترى-الكبرى.

استخلاص الدروس والعبر:

– الحذرُ من الخُلوةِ بالنساءِ الأجنبياتِ وخُصوصاً اللاتي يُخشى منهنَّ الفتنة، وقد جرى ما جرى ليوسف بسببِ الخلوة لكنَّ الله عصمه، فليخشى أولئكَ الذين يتعرضون للخلوة بالنساءِ في أماكنِ التطبيبِ والتمريضِ، وفي البيوت خُصوصاً مع الخادماتِ والمربياتِ فذلكَ بابُ شرٍّ عظيمٍ.

– الهمُّ بالسوءِ الذي يعرض للإنسانِ إمَّا أن يجدَ ما يدافعه من نوازع الخير فهنا يتقزم هذا الهمُّ ويتضاءل ويزول، وإمَّا ألا يجدَ ما يُقاومهُ فينمو ويكبر ويتحقق، وهكذا حال يوسف – عليه السلام – رأى البرهانَ من ربه فطرد همه وامرأة العزيز لم يوجد عندها من نوازعِ الخيرِ ما يُقاومُ همَّها فاستمرت وطالبت بأن يتحقق واقعا.

– إذا ابتُلي العبدُ بمواطنِ الريبةِ وأماكن الفتنة فينبغي له أن يهرب لئلا تُدركه أسبابَ المعصيةِ فيقع ثمَّ يندم، وكان هذا حالُ يوسف – عليه السلام – فرَّ هارباً وهي تُمسك بثوبهِ من خلفهِ.
ما كانَ عليهِ يُوسف – عليه السلام – من الجمالِ الظاهرِ والباطنِ، أمَّا الظاهرُ فهو الذي بسببهِ حَصلَ له ما حصل من امرأةِ العزيزِ ومن النساءِ اللاتي كُنَّ يَلُمنها على فِعلها، و أمَّا جَمالُ الباطنِ فهو العِفَّةُ العظيمةُ مع وجودِ الدواعي الكثيرة لوقوعِ السُّوءِ مِنه، لكن ما قذفَ الله في قلبهِ من الإيمانِ والإخلاصِ وقُوةُ الحقِ طَردَ عنهُ الرَّذيلة، وجَعلهُ بَعيداً عنِ السُّوء، وهذا ما جعلهُ عَظيماً في نُفُوسِهم أَجمعين.

– اختار يوسف – عليه السلام – السِّجن وقدمهُ على الوقوعِ في المعصيةِ، وهكذا ينبغي للعبدِ إذا كانَ الخيار بين أمرينِ أحدهُما عُقوبة له عَاجلة تؤول إلى أجرٍ عظيمٍ في الآخرةِ والأُخرى مَعصية، فينبغي ألا يتردد في ذلك ويُقدم ما فيه الخير له في الآخرةِ وإن كان ظَاهرهُ عُقوبة في الدُنَّيا، وقد كانَ السِّجنُ طَريقاً ليوسف إلى العزةِ في الدُنَّيا والفوزَ في الآخرة-
– العبدُ الصادقُ مع ربهِ ينبغي أن يلتجأ إليه ويحتمي بحماه عند وجود أسباب المعصية، ويتبرأ من حَولهِ وقوتهِ لأنه عبدٌ ضعيفٌ –

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *