الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الاصلاح -ن 3-

الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الاصلاح

الأولى باك للعلوم والتكنولوجيا والتعليم الأصيل

النموذج الثالث

مقدمـة: تعرض المغرب منذ القرن 19م لضغوطات استعمارية فرضت عليه القيام بعدة محاولات إصلاحية.
– فما هي مظاهر الضغوط الاستعمارية التي تعرض لها المغرب؟
– وما هي محاولات الإصلاح التي قام بها المخزن وحصيلتها؟

І ـ تعرض المغرب لعدة ضغوط استعمارية خلال القرن 19م:
1- الضغوط العسكرية:
شنت الدول الأوربية الاستعمارية خلال القرن 19 حربين على المغرب، هما: معركة إيسلي و حرب تطوان:
– معركة إيسلي: حاول السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام مساعدة مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، فدخل في مواجهة مباشرة مع فرنسا يوم 12 غشت 1844 انتهت بانهزام المغرب وتوقيعه لمعاهدة للامغنية (18 مارس 1845م)، التي تضمنت مجموعة من الشروط ركزت على تسوية مشكلة الحدود بين المغرب والجزائر وتركت الجزء الجنوبي غامضا لإتاحة الفرصة أمام التوغل الفرنسي في التراب المغربي.
– حرب تطوان: شنت إسبانيا حربا على المغرب ما بين 1854 و 1860م، انتهت بانهزامه واحتلال مدينة تطوان كما فرضت عليه معاهدة صلح قاسية تضمنت دفع غرامة مالية ( 20 مليون ريال) والتنازل عن أراضي بالجنوب المغربي.
2- الضغوط الديبلوماسية:
ضغطت الدول الأوربية ديبلوماسيا على المغرب، فحصلت على مجموعة من الامتيازات التجارية بعد توقيعه على عدة اتفاقيات اقتصادية خاصة مع إنجلترا سنة 1856م، التي منحتها حق استقرار تجارها وتنقلهم وسلامتهم والتقاضي أمام القنصل الإنجليزي عوض القاضي المغربي. بالإضافة إلى منحهم تسهيلات جمركية حددت الرسوم في عشر (10%) مما أدى إلى تضرر الاقتصاد الوطني أمام دخول البضائع الأوربية.
استطاعت فرنسا الحصول على توقيع معاهدة بيكلار (1863) التي منحت للمغاربة الممثلين للدول الأوربية ما سمي “بالحماية القنصلية” هم وأفراد عائلاتهم يُعفون من خلالها من أداء الضرائب  والمتابعة  القضائية.
سنة 1880 انعقد مؤتمر مدريد الذي طالب خلاله ممثل السلطان مولاي الحسن الأول بإعادة النظر في قضية الحمايات الفردية إلا أن نتائجه كرستها وأضافت لأجانب حق امتلاك الأراضي بالمغرب، مما أضر  كثيرا  بالسيادة المغربية.

ІІ – محاولات الإصلاح المغربية وحصيلتها:
1- تعددت محاولات الإصلاح:
قام المخزن المغربي بعدة محاولات للإصلاح لمواجهة الأطماع الاستعمارية الأوربية شملت مجالات متعددة:
– الإصلاحات العسكرية: تمثلت هذه الإصلاحات في محاولة السلطانين عبد الرحمان بن هشام وابنه محمد في تأسيس جيش نظامي لتعويض جيش القبائل التطوعي، ثم إرسال بعثات عسكرية للتدريب بالخارج مع استقدام خبراء عسكريين أجانب وشراء اسلحة حديثة خاصة من فرنسا، إيطاليا والمانيا، وكذا الشروع في إنشاء مصانع للأسلحة بالمغرب وإعادة الاهتمام للأسطول البحري.
– إصلاحات اقتصادية: ركزت الإصلاحات الاقتصادية على القطاع الفلاحي خاصة زراعة القطن والسكر وتصنيعهما واستخراج بعض المعادن ( الحديد، الرصاص والفحم)، مع تطوير البنية التحتية (الطرق والقناطر والموانئ…) وشرع المغرب خلال عهد الحسن الأول في سك عملة مغربية بفرنسا مما ساهم في الرواج التجاري وتنشيط المبادلات.
– الإصلاحات الإدارية والتعليمية: عمل مولاي الحسن الأول على إصلاح إداري شمل إدارة الموانئ وجهاز السلطة المحلية بالإضافة إلى النظام المالي (ضريبة الترتيب سنة 1884)، كما أحدث وزارات جديدة كالعدل والخارجية…
أسس السلطان أيضا مدارس تتنوع مناهجها التعليمية وبرامجها المدرسية، كما عمل على إرسال بعثات  طلابية للخارج لاستكمال دراستهم العليا.
استطاعت فرنسا الحصول على توقيع معاهدة بيكلار (1863) التي منحت للمغاربة الممثلين للدول الأوربية ما سمي “بالحماية القنصلية” هم وأفراد عائلاتهم يُعفون من خلالها من أداء الضرائب والمتابعة القضائية.
2- حصيلة محاولات الإصلاح:
– كثرة المصاريف التي تطلبها الإصلاح مما أدى إلى لجوء الدولة للاقتراض من الخارج ( أوربا).
– عدم رغبة الأوربيين في إصلاح الأوضاع الداخلية للمغرب، فقاموا بعرقلة الإصلاحات خدمة لأطماعهم الاستعمارية.
– مواجهة عناصر الإدارة المخزنية للإصلاحات التي كانت تهدد امتيازاتهم القديمة.
– موقف الفئات المحافظة (الفقهاء) من الإصلاحات لغياب فكر تجديدي في ثقافتها.

خاتمـة: حاول المغرب القيام بعدة إصلاحات لمواجهة الأطماع الأوربية إلا أن عوامل داخلية وخارجية أدت إلى فشلها وسقوط البلاد تحت الاستعمار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *