درس النصوص: الشعر والقيم: الجمال للأولى باكلوريا مسلك العلوم

درس النصوص: مجزوءة الشعر والقيم: الجمال

الأولى باكلوريا مسلك العلوم والتكنولوجيات

مدخل مفاهيمي
– الجمال قيمة مثالية تتصل بالتناغم والتناسق والانسجام واللطافة والطرافة بين الأبعاد الخارجية والداخلية لمظاهر طبيعية أو إنسانية ، وبمدى التأثير الذي تخلقه هذه الأبعاد داخل المتلقي.
– يرتكزا لإحساس بالجمال وتذوقه على الطبيعة الحسية والإدراكية والمرجعيات السوسيو- تربوية والتكوين الثقافي للمتلقي، فالجمال كقيمة ومادة متلازمين يقع تحت الحواس فتنفعل به، فيلتقطه الإحساس المرهف والإدراك العميق، فيخضع لعمليات التشريح والتأويل والتفسير بناء على أدوات منهجية وخلفيات ثقافية وسياقات تداولية سوسيو- سيكولوجية.
– الجمال إذن ليس قيمة مطلقة ويرتبط بالانفعال الفردي المؤسس على الذوق والتأمل البصري أو العقلي، خاصة جمالية الإبداع الفني باعتبار تشابك العناصر المشكلة له، كما أن الجمال يرتبط بالمتعة والاكتفاء والسمو الذي يبثه في النفس، وبما يتيحه من إدراك عميق وشعور قوي غير محدود بالموجودات، ولذلك فإن الإحساس بالجمال متفاوت في درجاته وعمقه بين المتلقين، وعام إجمالي بالنسبة للمتلقي الواحد، تشترك في تكوينه عناصر من الشعور (الإدراك الواعي) واللاشعور (الإدراك الباطني الخفي)
– الإدراك الجمالي ( علم الجمال ) يطال كل المظاهر والأشياء بما في ذلك الإنسان كمادة وقيمة ،غير أنه أكثر ارتباطا بمجال الفن والإبداع، باعتباره قيمة مركزية في هذا النشاط الإنساني، ناهيك عن كون الإبداع يمتاح مادته من المظاهر الطبيعية والإنسانية ، فيعيد صياغتها صياغة جمالية متعددة الأبعاد والأوجه، فيشيع الانسجام والتناسق بين عناصرها المادية والمعنوية، بوسائط لغوية وغير لغوية .
– تؤدي الخاصية الجمالية حزمة من الوظائف منها: الوظيفة النفسية المتمثلة في الإحساس بالمتعة والإشباع لحظة التفاعل مع الظاهرة الجمالية ، والوظيفة الاجتماعية الناجمة عن الدور يضطلع به الجمال في تهذيب أذواق الناس وترقيق إحساسهم الجمالي والرقي بثقافتهم و حضورهم الجمالي في المجتمع، والوظيفة التربوية الفكرية المجسدة في تنمية الإدراك الجمالي وصقل أدواته وإغناء التجربة الجمالية بالممارسة الرصينة والفعل النقدي المضبوط .

ذ محمد الدواس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *