درس النصوص: مفهوم التواصل للأولى باكلوريا مسلك العلوم

درس النصوص: المجزوءة الثالثة: مفهوم التواصل

الأولى باكلوريا مسلك العلوم والتكنولوجيات

مدخل مفاهيمي:

– التواصل طريق وأسلوب لتبادل المعلومات والآراء والأفكار والقناعات والمشاعر بين الأفراد والجماعات عبر وسائط لفظية وغير لفظية ، تعبيرا عن رغبة صادقة في التفاعل مع الآخر والإحساس بوجوده ومعرفة حقيقته.
– يتأسس التواصل على عناصر ضرورية هي المرسل و المتلقي و الشفرة والرسالة . وبواسطته توجد العلاقات و تتطور، ويتضمن كل رموز الذهن ووسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان ، كما يتضمن تعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والمرئيات وكل أشكال الاتصال بالتلغراف والهاتف أو المنتج المتعدد الممررعبر وسائل الإعلام أو الانترنت، وكل ما يشمله آخر ما أسفر عنه التقدم التكنولوجي الحديث.
– التواصل جوهر العلاقات الإنسانية يتم بواسطته تبادل المعلومات والرسائل اللغوية وغير اللغوية بقصد أو بغير قصد، بين الأفراد والجماعات. ومن ثم لا يقتصر على ماهو ذهني معرفي ، بل يتعداه إلى ما هو وجداني و ما هو حسي ـ حركي وآلي ، فهو بذلك تبادل للأفكار والأحاسيس والرسائل التي قد تفهم و قد لا تفهم بنفس الطريقة من طرف كل الأفراد المتواجدين في وضعية تواصلية.
أضحى التواصل في الآونة الأخيرة من المجالات التى تكتسي أهمية قصوى بسبب اكتساحه كل مظاهر الحياة الإنسانية عبر اللغات المنطوقة والإيماءات والحركات والطقوس والعادات والرموز والصور، وغيرها من الأشكال المتجددة ، وهو بذلك يشكل اليوم فلسفة الحداثة، الموقع الذي كانت الفلسفة تشغله قديما باعتبارها أم العلوم. وبهذا المعنى يصبح التواصل الإطار الأساسي للعلوم الحديثة، خصوصا مع التطورات التي عرفتها هاته العلوم عبر الثورة التكنولوجية التي جعلت العالم قرية صغيرة تتضاءل فيها المسافات ويتقلص الزمن، ويغدو الإنسان بدوره مندمجا في حلقات اتصالية و تواصلية لا نهائية ، بفضل الشبكة العنكبوتية والأقمار الإصطناعية التي غزت الفضاء الرحب.
وهكذا أصبح الإنسان كائنا تواصليا بامتياز من حيث ارتباطه بنسق من العلاقات المتشابكة و المعقدة التي أفرزتها متغيرات الواقع المعيش بكل تحولاته الجديدة.
– التواصل إذن تقنية إجرائية أساسية في فهم التفاعلات البشرية و تفسير النصوص و الخبرات الإعلامية و كل طرائق الارسال والتبادل، ومن ثم يمكن الجزم بأن التواصل أصبح علما قائما بذاته، له تقنياته و مقوماته الخاصة و أساليبه و أشكاله المحددة له. و هو في الآن نفسه الوعاء المتسع الذي تستقي منه باقي العلوم والفنون التقنيات والوسائل لأجرأة أهدافها وتحقيق غاياتها. وهو ضرورة إنسانية لبناء تفاعل متبادل على أساس متكافئ يؤصل قيم الحوار والتسامح والكرامة الإنسانية ، ويقضي على مظاهر اللاتواصل المرتهنة إلى الكراهية والعنف والإقصاء.
– للتواصل وظيفتان أساسيتان: وظيفة معرفية و تتمثل في نقل الأفكار والرموز الذهنية وتبليغها وتبادل الخبرات بأساليب لغوية و غير لغوية في الزمان والمكان المحددين من طرف المتواصلين، ووظيفة وجدانية تأثيرية تقوم على تمتين العلاقات الإنسانية و تفعيلها على المستوى اللفظي وغير اللفظي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *