نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية – ن 3 –

نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

الأولى باك للعلوم والتعليم الأصيل

النموذج الثالث

تمهيد: مر نضال المغرب من اجل تحقيق الاستقلال بمرحلتين، الأولى تميزت بالكفاح المسلح (1912 – 1930) والثانية (1934- 1953) بانطلاق حركة وطنية سلمية سياسية تبلورت بعد إصدار الظهير البربري في 16 مايو 1930 وتمكن المغرب أخيرا من انتزاع إعلان الاستقلال في مارس   1956 ليبدأ كفاحا آخر من أجل استكمال وحدته الترابية.

 النشاط الأول: ظهور الحركة الوطنية وتطورها ما بين 1930 و1939
* مهدت عدة ظروف لقيام حركة وطنية:   – بالإضافة إلى الاستغلال الذي تعرض له المغرب في مختلف المجالات وتدهور وضعية الفلاحين والحرفيين والتجار والساكنة كان إصدار الظهير البربري(16 مايو 1930) أهم حدث أدى إلى بروز الحركة الوطنية.

  – الحركة الوطنية في منطقة الاحتلال الفرنسي:

* تم تأسيس أول حزب سياسي مغربي خلال الثلاثينيات وهو كتلة العمل الوطني بزعامة علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني وأحمد بلافريج تقدم ببرامج مطالب شملت عدة مجالات:

– إصلاحــــات إداريـــــــــــــة:

* فرض احترام النظام الإداري الاستعماري للمعاهدات الدولية .

* عدم السماح بالمس بالحدود المغربية .

* إلغاء كل المؤسسات التي أقيمت منذ إعلان الحماية.

 – إصلاحـــــــات اجتماعـــيــة: 

*السماح بإنشاء مدارس حرة وإقامة المؤسسات العمومية خاصة المستشفيات .

 – إصلاحات اقتصادية وماليــة: 

* إعطاء الدولة المغربية حق استغلال المناجم.

* وقف الاستعمار الرسمي بالبوادي والمساواة في الضرائب بين المعمرين والمغاربة .

– الحركة الوطنية في منطقة الاحتلال الاسباني:

قادها حزب الإصلاح الوطني 1933 بزعامة عبد الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية 1937 بزعامة محمد المكي الناصري تقدما ببرامج مطالب منها:

– التشبث بالعرش العلوي  .

– فتح مدارس ابتدائية وثانوية وفرض نظام التعليم بالعربية .

– تكوين مجالس بلدية  .

– تحسين وضعية الفلاحين بالقيام بإصلاح فلاحي .

* على العموم سواء في الشمال أو الوسط فإن الحركة الوطنية كانت موحدة الأهداف، ونسقت بين مطالبها وطريقة نضالها ضد  الاحتلال.
– تأسيس المجلات والجرائد من طرف شباب مغاربة تلقوا تعليما عصريا في مؤسسات الاحتلال فتشبعوا بالأفكار الليبرالية

* اندماجهم في صفوف الحركة الوطنية الناشئة وتأسيسهم لمجلة المغرب (1932) بباريس وجريدة الشعب (1933) بفاس عملت على:
– نشر أهداف الحركة الوطنية والتعريف بها .

– كشف الوجه الحقيقي للسياسة الاستعمارية والتنذيذ بالاستيطان الفلاحي .

– الدعوة إلى مقاطعة بضائع المستعمر.
النشاط الثاني: تطور الحركة الوطنية بين 1939 و 1956 وعودة الكفاح المسلح واستكمال الوحدة الترابية

1 – بعض الأحداث ودورها في التطورات اللاحقة للحركة الوطنية ما بين 1939 و1945 :
– الحرب العالمية الثانية التي أبانت عن ضعف الجهاز الإداري الفرنسي   هزائم متتالية .

– إصدار الميثاق الأطلسي 1941 والذي تضمن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها .

– زيارة الرئيس الأمريكي روزفلت للمغرب وتعهد هذا الأخير في لقاء أنفا سنة 1943 بمساعدة المغرب على نيل استقلال .

*  شكلت هذه الزيارة  تعبيرا صريحا على رفض الاستعمار عبر العالم.

* ساهمت هذه الأحداث في تطور العمل الوطني من مستوى المطالبة بالإصلاحات في ظل الحماية إلى المطالبة بالاستقلال حيث أصدر حزب الاستقلال في  11 يناير 1944 عريضة المطالبة بالاستقلال طالب فيها ب:

– فسخ معاهدة الحماية التي فشلت في تحقيق النتائج المرجوة .

– التأكيد على أن المغرب دولة لها تقاليد عريقة في الحرية والسيادة .

– استقلال المغرب تحت سيادة سلطانه محمد بن يوسف .

* ساعد هذا الحدث (تقديم عريضة الاستقلال) الذي عكس تطور وعي رجال الحركة الوطنية في تمهيد الظروف لاستقلال
المغرب.

2 – التطورات التي انتهت باستقلال المغرب ما بين 1946 و 1956 (عودة الكفاح المسلح):
– كان لإصدار وثيقة الاستقلال بتنسيق مع السلطان محمد بن يوسف
– وخطاب طنجة سنة 1947 الذي أكد فيه السلطان وحدة المغرب
– وخطاب العرش سنة 1952 الذي شبه فيه السلطان الحماية بقميص قصير وضيق لصبي شب وترعرع فلم يعد القميص صالحا له

-اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد 1952 وقيام المظاهرات الاحتجاجية قمعتها فرنسا بعنف ما أثر على سمعتها (أحداث كاريان سنترال)

* كان لهذه الأحداث اثر كبير في التطورات اللاحقة حيث:
– خلعت الحكومة الفرنسية السلطان محمد بن يوسف ونصبت محمد بن عرفة في 20 غشت 1953

– نفي السلطان وعائلته إلى جزيرة كورسيكا ومنها إلى مدغشقر

– انطلاق المظاهرات وعودة الكفاح المسلح من خلال الحركات الفدائية ضد القواعد الفرنسية
* فتح الحكومة الفرنسية مفاوضات مع السلطان وقادة الحركة الوطنية منذ غشت 1955 انتهت بعودة السلطان وانتزاع إعلان الاستقلال في 2 مارس 1956 وفي أبريل 1956 عقد اتفاق مغربي إسباني انهى نظام الحماية في شمال المغرب .

3 – مراحل استكمال الوحدة الترابية:

بعد حصول المغرب على الاستقلال بقيت عدة مناطق في يد الاحتلال الاسباني استرجعها المغرب عبر مراحل كما يلي:

1957: إلغاء الوضع الدولي لطنجة واسترجاعها إلى جانب الرباط

1958: استرجع إقليم طرفاية

1969: استرجع سيدي إيفني بعد مواجهات عسكرية بين جيش التحرير والأسبان

1975: استرجعت منطقة الساقية الحمراء بعد تنظيم المسيرة الخضراء

1979: استرجع المغرب الأطراف الجنوبية (وادي الذهب) بعد تخلي موريتانيا عنها فقدم ممثلوها الولاء للسلطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *