انهيار الإمبراطورية العثمانية والتدخل الاستعماري في المشرق العربي

درس التاريخ – للثالثة إعدادي- :  انهيار الإمبراطورية العثمانية والتدخل الاستعماري في المشرق العربي

 النموذج الأول

مقدمة:

ظهرت الدولة العثمانية بشبه جزيرة الأناضول، وشكلت إمبراطورية شاسعة امتدت في آسيا وأوربا وإفريقيا لتوحد معظم الدول الإسلامية بالمشرق العربي. فما هي أهم أسباب انهيار العثمانيين؟ وما هي أهم أشكال التدخل الأجنبي فيها؟

І- أدى ضعف الإمبراطورية العثمانية إلى تفكيكها:

1- تعددت أسباب ضعف العثمانيين:

ــ سياسية: تتجلى في توالي سلاطين ضعاف عقب وفاة سليمان القانوني (1520- 1566) فتدخل الجيش في الشؤون السياسية بخلع وتعيين السلاطين، واهتم بجمع الثروات وإهمال الدفاع عن الدولة.

ــ اقتصادية: أدى ضعف المستوى التقني في قطاع الفلاحة والصناعة إلى ضعف الإنتاج وتراجع النشاط التجاري، وبالتالي ضعف المداخيل، فاضطرت الدولة إلى بيع المناصب الإدارية والاقتراض من الخارج (36 قرض في ظرف نصف قرن) لتغطية نفقات الطبقة الحاكمة وبعض الإصلاحات، فهيمنت الدول الأوربية على مالية الدولة العثمانية بإحداث ” صندوق الدّيْن العثماني”.

2- تفكيك الدولة العثمانية:

عجزت الدولة العثمانية (الرجل المريض) عن صد الأطماع الأوربية، فتراجع نفوذها الترابي باستقلال معظم الأراضي الأوربية، مثل اليونان ورومانيا، واستيلاء روسيا على الأجزاء المطلة على شمال البحر الأسود. وعقب الحرب العالمية الأولى فـُرضت على الدولة العثمانية معاهدة سيفر سنة 1920 لتفكيك أراضيها وفصلها عن المشرق العربي حتى تتمكن بريطانيا وفرنسا من فرض انتدابهما على الدول العربية بعد توقيع معاهدة لوزان سنة 1923.

ІІ- تمكنت القوى الاستعمارية من احتلال الشرق العربي:

1- تعددت الحركات الاستعمارية بالمشرق العربي:

اهتمت بريطانيا وفرنسا بالمشرق العربي منذ القرن 19 لأهميته التجارية كأقرب طريق بين أوربا والشرق الأقصى عبر قناة السويس، إضافة إلى ضعف تركيا وتشتت القوى العربية، ووفرة الثروات الطبيعية. وقد احتدت المنافسة بعد ظهور أطماع روسيا وألمانيا، فاهتمت كل دولة بإنجاز المشاريع الاقتصادية الاستغلالية، وإرسال البعثات التبشيرية لتسهيل التوغل داخل المشرق العربي. غير أن المنافسة والنزاع بين الدول الاستعمارية قد أخر احتلال المنطقة إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.

2- خضع الشرق العربي للاحتلال البريطاني والفرنسي:

استغلت بريطانيا التنافر العربي التركي لتساعد الشريف حسين بن علي أمير الحجاز خلال سنتي 1916 و1917 على تزعم الثورة العربية ضد تركيا بهدف تشكيل دولة عربية مستقلة، وفي نفس الوقت مهدت بريطانيا لاحتلال المشرق العربي بعقد اتفاقيات سرية أهمها اتفاقية سايكس- بيكو في ماي 1916 لتقسيم المنطقة مع فرنسا، ووعد بلفور في نونبر 1917 لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وبعد الحرب العالمية الأولى تمكنت بريطانيا وفرنسا من احتلال المشرق العربي بناء على قرار عصبة الأمم (نص12 ص:36).

خاتمة:

عقب انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، تمكنت بريطانيا وفرنسا من احتلال المشرق العربي وتقسيمه إلى كيانات سياسية متعددة، مما سيؤدي إلى تفكك الحركات القومية، وظهور حركات وطنية تطالب بالاستقلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *