مدخل الاقتداء: ملخص درس فقه السيرة: الغايات والمقاصد للجذع المشترك

مدخل الاقتداء: فقه السيرة: الغايات والمقاصد للجذع المشترك

ملخص الدرس

 مفهوم السيرة النبوية
تعريف السيرة السيرة لغة:هي السنة، والطريقة، والحالة التي عليها الإنسان. السيرة اصطلاحاً: هي حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته إلى حين وفاته، وتتضمن نشأته، وحياته وأعماله، ومعجزاته، وأخلاقه، وجميع سائر حياته ليلاً ونهاراً، مستيقظاً أو نائماً، مريضاً أو صحيحاً، وتبدأ منذ ولادته في ربيع الأول من عام الفيل، إلى حين وفاته في السنة العاشرة للهجرة، سواء كان في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة.
 أهمية السيرة النبوية
–  تساعد في فهم القران الكريم؛ حيث إنّ القران الكريم نزل بعضاً منه لوصف ومناقشة أحداث في حياة الرسول والصحابة، وجاءت مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم – سواء فعلاً أو قولاً – تفسيراً لما نزل في القرآن وإفهاماً للعقيدة الإسلامية وأحكامها وشروطها.

–  تساعد في فهم بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي قد يحدث فيها بعض الغموض؛ حيث إنّ بعضها نزل بالترافق مع موقف معيّن. زيادة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة؛ فعندما يعرف المسلم ما عاناه صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدعوة، ومواقفه القوية يزاد حباً له وتقديراً واتباعاً. تعزيز محبة الصحابة وآل البيت من خلال المواقف التي حدثت مع الرسول صلى الله عليه وسلم أوأنّه شهدها.

غايات ومقاصد دراسة السيرة النبوية:
• أولاً: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو محل القدوة والأسوة، وهو المشرع الواجب طاعته واتباعه، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [(21) سورة الأحزاب]،

• ثانياً: المقصد الثاني: ليزداد إيماننا ويقيننا بصدقه، فالوقوف على معجزاته ودلائل نبوته مما يزيد في الإيمان واليقين في صدقه -صلى الله عليه وسلم-، فدراسة سيرته العطرة وما سطرته كتب السيرة من مواقف عظيمة وحياة كاملة كريمة تدل على كماله ورفعته وصدقه.
ومن الأمثلة على دلائل النبوة: تكثير الطعام، ونبع الماء بين أصابعه، والإخبار بأمور غيبية مستقبلية وقعت كما أخبر، كحديث أبي هريرة في الصحيحين: ((يهلك كسرى فلا يكون كسرى بعده))، وفي البخاري (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحرَّ والحرير والخمر والمعازف))، و((من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد)) وغيرها كثير.

• ثالثاً: لينغرس في قلوبنا حبه، فما حملته سيرته من أخلاق فاضلة، ومعاملة كريمة، وحرصه العظيم على هداية الناس وصلاحهم وجلب الخير لهم، وبذل نفسه وماله في سبيل إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى السعادة، وما كان من حرصه -صلى الله عليه وسلم- على أمته في إبعادها عما يشق عليها ويعنتها، ولا أعظم من وصف الله -جل وعلا- له في قوله: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [(128) سورة التوبة]،
وأنه لم ينتقم لنفسه قط، ولا فرح أو حزن أو ضحك أو غضب من أجل نفسه ومصالحه الشخصية قط، أو انتصر لنفسه مرة واحدة، بل كل ذلك من أجل الله تعالى.

• رابعاً: لنعبد الله تعالى بذكره والصلاة والسلام عليه، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[(56) سورة الأحزاب]، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بها عَشْرًا)).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *