درس التعبير والإنشاء: مهارة وضع خطة عمل للثانية باك

درس التعبير والإنشاء: مهارة وضع خطة عمل للثانية باك مسالك العلوم والتكنولوجيات

أنشطة الاكتساب

1- مفهوم خطة العمل ( أو تصميم مشروع)
خطة العمل تصميم دقيق ، ومخطط مكتوب مفصل فيه ما تنوي إنجازه قبل أن تبدأ في العمل، وكيف تزمع تنظيم مواردك ومصادر تخطيطك للوصول إلى أهدافك . فهي خارطة طريق واستراتيجية وتكتيك لبدء عملك وتشغيل مشروعك وقياس مدى تقدمك في تنفيذ مراحله وتحقيق النتائج الجيدة. وخطة العمل أيضا وثيقة تتضمن تحديد الأهداف وأسلوب إدارة مجموعة من الأنشطة الإنتاجية أو الخدماتية المنوط بها تحقيق تلك الأهداف، وهي أيضا وثيقة رسمية ملزمة للمسؤولين القائمين على تنفيذها.
2- موضوع خطة العمل
كل خطة عمل تتطلب موضوعا تشتغل عليه، وتتخذ منه مجالا لتطبيق تصوراتها؛ مما يفرض على واضعها تحديد طبيعة هذا الموضوع وعناصره بدقة.
وموضوع الخطة في نص الإنطلاق كما حددته النشرة الوزارية هو : “مركز الاستماع والوساطة التربوية” إطار مؤسسي يعمل على الاستماع إلى هموم التلاميذ وانشغالاتهم ومعرفة حاجاتهم التربوية والنفسية والوجدانية من أجل إدماجهم في الحياة المدرسية.
3- كيفية إعداد خطة العمل
يتم إعداد خطة العمل حسب طبيعة الموضوع وسعة المشروع وعدد المستهدفين والمتدخلين وحجم الموارد البشرية والمالية المستثمرة والجدوى الاقتصادية أو العلمية أو الاجتماعية المستهدفة. وكل خطة تتطلب خبرة كافية وملائمة حتى تكون ناجعة وفعالة ، حتى لو كان المشروع شخصيا بسيطا وصغيرا. وفي المشاريع الكبرى يعد الخطة فريق مختص أو مكتب دراسات يتم تكليفه من قبل أصحاب المشروع أو إدارته، وهذا الفريق يضم نخبة متخصصة في مجالات مختلفة حسب طبيعة المشروع، ويقوم بالإجراءات الآتية:
أ) تحديد أهداف خطة العمل
تسعى كل خطة عمل إلى تحقيق حزمة من الأهداف العامة بعيدة المدى تنعت غالبا بالغايات الكبرى، وجملة من الأهداف الخاصة قريبة المدى قابلة للأجرأة والتطبيق والتقويم.
وفي نص الانطلاق جرى تحديد هدفين رئيسيين بالنظر إلى أن خطة العمل بسيطة تستهدف مشروعا غير استثماري، وهما:
* التصدي للهدر والتسرب والانقطاع المدرسي باعتباره هدفا عاما
* تقديم الدعم النفسي والتربوي لمصالحة التلميذ مع المدرسة والتحصيل الفعال كأهداف خاصة
ب) تحديد الجهة المنفذة والفئة المستهدفة
تستوجب كل خطة عمل جمهورا متلقيا لخدماتها ، كما تستلزم موارد بشرية ولوجستيكية لتنفيذ المشروع، لذا وجب تحديد عددها ونوعيتها وخصوصياتها بالدقة اللازمة .
وفي حال مركز الاستماع والوساطة تتحدد الفئات المستهدفة في المتعلمين المتعثرين وأسرهم ، أما الطرف المكلف بالأجرأة والتتبع والرعاية فمجموعة من المتطوعين من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين والوسطاء التربويين وموظفين إداريين.
ج) مراحل إنجاز الخطة
كل خطة تحتاج إلى مراحل يجب قطعها بدءا بتسمية الخطة وتحديد الأهداف وتعيين الفئات المستهدفة والموارد البشرية واللوجستيكية وتحديد الغلاف المالي والجدول الزمني للتنفيذ، وانتهاء بتحديد الأنشطة لينطلق العمل الميداني، حيث كل جهة تتحمل إنجاز الموكول إليها في التصميم النهائي للخطة المصادق عليه من طرف الإدارة المختصة ، أو الموافق عليه من لجنة ، أو المعد من قبل صاحب المشروع إن كان صغيرا .
وإذا تأملنا خطة عمل ” مركز الاستماع والوساطة التربوية” في نص الانطلاق وجدناها مرت بالمراحل الآتية:
* على مستوى الفئات المستهدفة والجهات المتدخلة (المنفذة)
– اختيار الوسيط المدرسي المؤهل والخبير الموثوق بمصداقيته ونزاهته وأمانته
– تأطير لقاءات ودورات تكوينية لتمكين المشرفين من أدوات العمل المعرفية والمنهجية والتواصلية والبيداغوجية المؤهلة لممارسة دور الاستماع والوساطة التربوية.
– إشراك الإدارة التربوية للمؤسسات في الإشراف والتتبع .
– التعاقد مع الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين والقانونيين وفعاليات من المجتمع المدني ذات الصلة بالموضوع لحل الوضعيات المستعصية.
* على مستوى الإنجاز
– إنشاء مركز للاستماع والوساطة التربوية في ثماني مؤسسات في البداية ، والوصول إلى أربع وخمسين مركزا في غضون ثلاثة أشهر.
– انتداب ثلاثة وستين مؤطرا ومؤطرة متطوعين ومتطوعات للإشراف على عملية الاستماع والوساطة.

د) أدوات العمل ومصادر التمويل
لكي تكون الخطة قابلة للأجرأة والتطبيق لا بد أن تكون مصحوبة بجرد للأدوات والتجهيزات والمقر أو المقرات واللوائح المالية المبوبة بكل التفاصيل التي يتطلبها الإنجاز والجهة أو الجهات الممولة للمشروع وكيفية الصرف ضمانا للشفافية والحكامة.
وفي حال مركز الاستماع وفرت الأكاديمية مقرات العمل داخل المؤسسات التعليمية ، وبعض الأدوات المتوفرة في الحدود الدنيا ، واعتمدت في إدارة المشروع وتقديم الخدمة على المتطوعين من جهات متعددة متخصصة ومؤسسات المجتمع المدني الجاهزة للتدخل لصالح الفئات المستهدفة بدون مقابل باعتبارها مؤسسات لا تستهدف الربح ولا السلطة.
هـ) توقع أسباب التعثر والتوفر على العناصر البديلة في الخطة
تخضع الخطة لمجموعة من المعايير والمؤشرات وشبكات التقويم المرحلي والنهائي تصاحب سيرورتها وتقيس مستويات تقدم الإنجاز أو بطئه وتعثره كمعيار bench mark مثلا أو مبيان الانحراف بالموجب والسالب ، وفي حال تعثر بعض مراحل الإنجاز أو بطئها تقوم الإدارة أو الطرف المتابع لتنفيذ الخطة بجرد المعوقات والعمل على إزالتها من خلال تعديلات تدخل على الخطة ، أو عبر اعتماد خطة بديلة … ومن الاحتمالات التي قد تفشل خطة ما نذكر: الإهمال والتقصير ، تعويم الأهداف ، صعوبات الأجرأة ، تراجع في مصادر التمويل، بروز مشاكل في الميدان ( التسويق ، ندرة المواد الأولية ، ارتفاع الأسعار، الإضرابات…)
وبالنسبة لمشروع مركز الاستماع والوساطة ، فإن شبكة التقويم المرحلي ، ومن خلال التتبع الميداني للخطة، تبين أن معيقات الوساطة قانونية ( الحماية القانونية للوسيط ، التدخل القانوني ضد أفراد الأسرة إذا كانوا مصدر المشكلة ) ولوجستيكية ( الأدوات الإلكترونية ، قاعات الاستقبال الملائمة ، وسائل التحفيز لتيسير البوح والمكاشفة) أكثر منها علمية وسيكولوجية؛ لذا وجب تكثيف الجهود ومواصلة التطوع والبحث عن جهات للتبرع.

ذ محمد الدواس

أنشطة التطبيق

نص الموضوع: بعد الإنتهاء من مسيرتك الدراسية و تخرجك في كلية الطب ، فكرتَ في إنجاز مشروع مختبر علمي للتحليلات الطّبية .
ضع خطة عمل لإنجاز هذا المشروع .

موضوع التطبيق  1

بعد تخرجي في كلية الطب و إنهاء مسيرتي الدراسية الجامعية فكرت في إنجاز مشروع على أساس تخصصي العلمي في صيغة إنشاء مختبر علمي للتحليلات الطبية و ذلك تحقيقا للحلم الذي راودني منذ الصّغر ، ثم لتقديم خدمة جليلة للمجتمع و كذلك قصد إستغلال القدرة العلمية و المهارية في هذا الميدان ،و ذلك نتيجة اهتمامي و ولعي المطلق ،و الدورات التكوينية و التأطيرية التي خضعت لها في عدد من المختبرات العلمية أثناء الدراسة.

في بادئ الأمر اتصلت ببعض المختصين قصد إغناء هذه الفكرة و الإحاطة بما تتطلبه من إعداد تقني و إداري و مادي … ؛ فطلبت استشارة تقنية و إدارية و طبية من بعض المعنيين بالأمر من أصدقائي خريجي الكلية المتقدمين و أساتذتي الممارسين و بعض الموظفين و المهتمين بهذا الإطار ، بعد ذلك قررت اختيار مكان (مكان إنجاز المشروع) ذو موقع استراتيجي بحيث يكون قريبا من عيادة طبية و مستشفى و المؤسسات الطبية… ؛ و ذلك لتسهيل الأمر على المرضى ، و جلب أكبر ما يمكن جلبه من الطلبات و الزبناء .. و استطرادهم عن الذهاب إلى مختبرات أبعد ؛ نظرا للعامل الزمني و تكلفة الخدمات المتوفرة ، و على هذا الأساس ارتأيت أن أقوم بتجهيز المختبر بمعدات طبية ذات جودة عالية ، و أدوات تكنولوجية متطورة ، و حديثة . قصد تقديم خدمات أوسع و كذلك الحصول على نتائج دقيقة .

و بعد الخوض في المشاورات بشأن تقييم الموارد المادية و السقف المــالي لإنجاز المشروع تبين أنه يلزمني أن أتجه إلى عقد شراكة مع أحد الزملاء الذين لَهُم توجه قريب من فكرة المشروع ، فعمدت إلى إبرام عقد شراكة مع صديقين بحيث يُمَوِّلُ أحدهما نصف المشروع و الطرف الثاني رُبُعَه ، فيما أُسْهِم أنا كذلك بالرُبع ، على أساس أن نتقاسم التدبير المحكم بالخبرة المتوفرة لدينا . بعد ذلك تمت المراحل التي خططت لها مسبقا ؛ بفضل التعاون الذي حققته مع زمِيلَيْ الدراسة .

و موازاة مع إنجاز المشروع و تحققه على أرض الواقع ، بادرنا إلى دراسة الموارد البشرية
و بالأساس تقسيم الوظائف اللازم توفيرها لسير العمل المختبري؛ فاتفقنا على أن نوفر طاقما مكونا من أطباء و تقنيين و ممرضين أكفاء (يُشهد لهم بذلك) ، سيخضعون على السواء لتكوينات دورية تؤهلهم للقيـام بعملهم و أداء واجبهم على أكمل وجه .

و من النــاحية اللوجيستيكية عملت على اتخاذ بعض الإحتياطات لتفادي بعض المشاكل التي يمكن أن تعرقل السير العــادي للمختبر ، كمده بمولد كهربائي احتياطي لتفادي حالة انقطاع التيار ، ثم إخضاع الأجهزة الإليكترونية للصيانة الدورية حتى لا تصاب بالتلف أو العطب ، و كذلك الحرص على تعقيم بعض المعدات الطّبية تفاديا للعدوى أو إلحاق الأذى العرضي بالمرتفقين ، و تخصيص قسم للتأكد من نتائج التحليلات الطبية قبل تسليمها ، يتكون من أخصائيين معتمدين ، حتى لا نعطي نتائج خاطئة أو مشكوكة يمكن أن تُسيئ للمريض أو المختَبَرِ .

و بعد ملاحظة السير السليم للعمل و تقديم الخدمات ،و كذا الإقبال المتزايد للزبناء ، و وَفْرَة المداخيل ، والدينامية العملية ، و السمعة التي باتت سمة المختبر ؛ قررت إحداث لجنة لتقييم عمل المختبر من الجوانب المختلفة كل تسعة أشهر و انجاز تقرير مفصل عن وضع المختبر ، و التقويمات التي يحتاج إليها المشروع بعد التقييم الشامل .

موضوع التطبيق 2:

بعد تخرجي في كلية الطب و إنهاء دراستي العلمية عملت على التوجه نحو إطار الإستقلال و العمل بحرية فقررت إنجاز مشروع علمي بناء على ما اكتسبته من خبرة علمية ، في شكل مختبر علمي للتحليلات الطبية من أجل تقديم واجب إجتماعي واستغلال قدراتي العلمية و مؤهلاتي الفكرية ، لخدمة المجتمع و تيسير العمليات الشبه الطبية ، و قصد توفير مناصب شغل مفتوحة و تحقيق المبادرة الذاتية .

بداية و قبل إي إجراء أخذت في إنجاز خطة العمل التي ستمكنني من الدراسة المسبقة لمراحل الإنجاز و تحديد الآليات و الحاجيات ، لذلك أجريت اتصالات بالمهتمين و المنتقدين للميدان و كذلك الممارسين ،لصقل الفكرة العامة و توضيح الرؤيا و السبيل من الجانب الإداري و المادي و التقني ، ثم طلبت استشارة تقنية و إدارية و طبية من عديد المتداخلين . و بعد إتمام الترتيبات الإدارية و القانونية ، افترضت أن يكون مكان إنجاز المشروع في موقع ذو أهمية اجتماعية و إستشفائية فيكون أقرب ما يمكن إلى العيادات الطبية و المؤسسات الطبية . و ذلك ليتمكن المرضى من توفير نتائج التحاليل في أقرب مدة زمنية و من أقرب مكان للمشفى أو مكان التطبيب ، و جلب زبناء بأعداد تتناسب مع التخطيط المسبق ، بعد تدبير مكان المشروع انتقلت الى التجهيز بحيث أن المختبر جديد فإنه ينبغي أن أوفر معدات طبية عالية الجودة ، و أدوات تكنولوجية حديثة . لتقديم أحسن الخدمات للمرضى .

بعد ذلك أخذت في تحديد القيم و السقف المالي الذي يجب توفيره لإنجاز المشروع و الذي تبين فيما بعد أنه لا يمكنني أن أوفر المبالغ اللازمة لإنجاز المشروع ، فعمدت إلى القرض المقاولاتي الذي تدعم به الدولة المقاولين الشباب و المبتدئين .. و بذلك تمكنت من أن استقل بمشروعي دون الحاجة إلى شراكات أو تبِعات أخرى ، و في نفس الإطار طرحت مقدار المداخيل الواقعي و المنتظر خلال بداية العمل و المرحلة البدئية التي تعد جسا لنبض سير العمل داخل المختبر .

و فيما يخص الإمكانات البشرية فلقد حددت الكفاءات و الوظائف التي ينبغي توفرها لسير العمل داخل المختبر ؛ و من ذلك تنظيم مباراة انتقائية يشرف عليها دكاترة متخصصين ، و مدربين بيداغوجيين ، على أساس أن أشتغل إلى جانب أطقم شبابية طموحة ، ذات كفاءة و مهنية .

و فيما يخص التقييم فجل المشاكل و العوائق التي من المحتمل أن تعيق السير العادي للمشروع فإنني اقترحت تخصيص مستودع لتخزين الفائض من الأدوية و الوسائل المادية لحمايتها من التلف أو الضرر ، و أن أوفر الاحتياط من التجهيزات الأساسية و الضرورية التي تضمن توفر أدنى خدمة ممكنة للزبائن ، و في أدنى ظروف الممارسة الممكنة للأطر الموظفة .

و في حالة ما إذا تعذر توفير الخدمات للزبناء فقد أحتمل إحداث شراكة مع مختبر آخر في إطار التعاون على حالة الطوارئ ، و ذلك بتفويت الخدمات إليها على أساس أن تحتفظ للمختبر بسمعته و خصوصياته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *