الدرس اللغوي: الجنـــــــاس للجذع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية

الدرس اللغوي: الجنـــــــاس

الجذع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية

 تعريفه :

هو تشابه كلمتين تشابهاً تاماً أو ناقصاً ، مع اختلافهما في المعنى .
*الأمثلة :
*قال تعالى : ” فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر “
*قال تعالى : ” ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة “
* الوقت من ذهب وقد ذهب
* قالت الخنساء : إن البكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح
 التوضيـــح :
في الأمثلة تجانس بين لفظين ، مع اختلافهما في المعنى ، ففي المثال الأول تجانس بين (تقهر و تنهر ) تجانساً لفظياً مع اختلافهما في المعنى ( تقهر : تأخذ بغير رضا ، تنهر : تغضب وتزجر ) وكذلك في المثال الثاني بين ( ساعة وساعة ) حيث اتفقتا في اللفظ واختلفتا في المعنى ، فالأولى بمعنى يوم القيامة والثانية بمعنى الساعة الزمنية ، وكذلك في المثال الثالث بين ( ذهب و ذهب ) فالأولى يقصد بها المعدن ، والثانية الزوال ، وفي المثال الأخير بين ( البكاء والشفاء) وكل هذا له أجمل الأثر في النفس ، ويحدث نغماً فيه جمال .
أنواع الجناس
( أ ) ـ الجناس التام :
وحقيقته أن يتفق اللفظان في كل من : * عدد الحروف . * نوع الحروف . * ترتيب الحروف . * هيئتها ( تشكيلها ) .
الأمثلة :
* قال البارودي : تحملت خوف المن كل رزية وحمل رزايا الدّهر أحلى من المن ففي المثال السابق تجانس تام بين اللفظين ( المن / المن ) فالأولى بمعنى تعداد المعروف على الغير ، والثانية بمعنى العسل ،وقد اتفقت الكلمتان في عدد الحروف ونوعها وترتيبها وهيئتها .
• قال أحمد شوقي : وسلا مصر هل سلا القلب عنها أو أسا جرحه الزمان المؤسّي فبين اللفظين ( سلا / سلا ) جناس تام ، فالأولى بمعنى اسألا ، والثانية بمعنى نسي ، بالرغم من توافق الكلمتين لفظياً .
• قال تعالى : ” ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ” ففي الآية الكريمة السابقة نجد جناساً تاماً في لفظ ( الساعة ) فقد كرر مرتين ، ومعناه مرة يوم القيامة ، ومرة إحدى الساعات الزمانية .
• وقال الشاعر في رثاء صغير اسمه يحيى : وسميته يحيى ليحيا فلم يكن إلى ردّ أمر الله فيه سبيل في البيت السابق نجد جناساً تاماً في لفظ ( يحيى ) فقد كرر مرتين ، ومعناه مرة اسم لشخص ، كسيدنا يحيى ـ عليه السلام ـ ، ومرة بمعنى يعيش.
( ب ) ـ الجناس غير التام :
وحقيقته أن يختلف اللفظان في واحد من أربعة أمور ، على النحو التالي :
1 ـ نوع الحرف : بأن يختلف طرفا الجناس في حرف من حروفهما .
الأمثلة :
• قال تعالى : ” وهم ينهون عنه وينأون عنه “
• قال صلى الله عليه وسلم : ” الخيل معقود بنواصيها الخير “
• قال تعالى : ” ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالاً وعدده “
• قال تعالى : ” وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به “
التوضيح 
في المثال الأول جناس غير تام بين ( ينهون / ينأون ) وقد اختلفا في نوع الحرف ، وهو (الهاء / الهمزة ) ، وكذلك في المثال الثاني بين ( الخيل / الخير ) وقد اختلفا في نوع الحرف ، وهو ( اللام / الراء ) ، وكذلك في المثال الثالث بين ( همزة / لمزة ) وقد اختلفا في نوع الحرف ، وهو ( الهاء / اللام ) ، وكذلك في المثال الأخير بين (أمر/ أمن )وقد اختلفا في نوع الحرف ، وهو ( الراء/ النون ).
2 ـ عدد الحروف : بزيادة حرف أو أكثر .
 الأمثلة :
• وقال الشاعر : لئن صدفت عنّا فربت أنفس صوادٍ إلى تلك النفوس الصواد ف *قال تعالى : ” والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ” *
وقال الشاعر : إن البكاء هو الشفا ء من الجوى بين الجوانح ( صدفت ): أعرضت. ( الصوادي ): العطاش في شوق. (الصوادف): جمع (صدوف ) ، وهو وصف للمرأة المعرضة بوجهها .
التوضيح
في الآية الأولى نجد جناساً غير تام بين(الساق / المساق) ، وذلك بزيادة ( الميم ) وفي قول الشاعر في المثال الثاني نجد جناساً غير تام بين ( الجوى / الجوانح ) ، وذلك بزيادة ( النون والحاء ) ، وفي المثال الأخير نجد جناساً غير تام بين (صواد / صوادف ) ، بزيادة ( الفاء ) .
3 ـ ترتيب الحروف : سواء كان في بعضها أو جميعها .
الأمثلة :
*قال أبو تمام : بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشك والريب
*كقولنا : حسامه فتح لأوليائه ، حتف لأعدائه
التوضيح
الجناس في المثال الأول بين ( الصفائح / الصحائف ) ، وفي المثال الثاني بين
( فتح / حتف ) ، حيث جاء اللفظ الثاني في كل مثال على عكس ترتيب اللفظ الأول ، وهو نوع من القلب .
4ـ هيئة الحروف ( تشكيلها ) : وهو أن يكون اختلاف لفظي الجناس في الحركات والسكنات .
الأمثلة :
*قال أحمد شوقي :
ظَفَرٌّ في فم الأماني حلو ليت لنا منه قُلامة ظُفْر
التوضيح
فالجناس غير التام بين ( ظفر / ظفر ) ، ففي الأولى الظاء مفتوحة والفاء مفتوحة أيضاً ، أما في الثانية فالظاء مضمومة والفاء ساكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *