الدرس اللغوي: الحقيقة والمجاز

الدرس اللغوي: الحقيقة والمجاز

الجذع المشترك للآداب والعلوم الإنسانية

تمثيل الظاهرة

1- اصطاد الأسد ثوراً فقتلة وأكله.
2- قال تعالى: ” واسأل القرية التي كنا فيها…”
3- بنى مجلس المدينة مركباً رياضياً
4- فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَهُ ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ

تحليل الأمثلة

– إذا تأملنا المثال الأول وجدنا الفاظه لا تخرج عن المعنى الذي وضع لها في أصل اللغة ، والمقرر في المعاجم ، ولذلك نقول إن اللفظ مستعمل في معناه الحقيقي.
– إذا تأملنا المثال الثاني وجدنا لفظ “القرية” مستعمل في غير معناه الحقيقي، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هي لفظ (اسأل) لأن القرية لا تعامل معاملة الفرد العاقل حقيقة فتسأل ،والمعنى الحقيقي هو (أسأل أهل القرية ). ويعتبر هذا الإستعمال مجازيا ويسمى مجازاً مرسلا ، وبينه وبين المعنى الحقيقي علاقة ضرورية وهي هنا (المحلية )لأن القرية محل الحالّين بها، وقد (السببية )ماهو الشأن في المثال الثالث لأن مجلس المدينة سبب في بناء المركب بقراره ، وإنما بناه البناؤون. وقد تكون العلاقة (الجزئية )، وذلك بإطلاق الجزء وإردة الكل كقولهم : طلبت يد الفتاة ، والطالب إنما يريد الفتاة كلها . وقد تكون العلاقة ( الكلية) بإطلاق الكل وإرادة الجزء كما في قوله تعالى ” جعلوا اصابعهم في آذانهم…” والمقصود أطراف اصابعهم . وقد تكون اعتبار ما كان كقول الشاعر:
ورمى يغسل رب كل جنابة فشفى وصامت كل حائضة خجول
فلفظ حائضة يعني طاهرة لأن الحائضة لا تصوم وإنما كانت كذلك قبلا.
وقد تكون اعتبار ما سيكون كقوله تعالى : ” ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً …” لأن المولود يكون على الفطرة، وإنما المراد اعتبار ما سيكون حين يكبر فيصير فاجراً.
– وإذا تأملنا المثال الأخير وجدنا المثال يستعمل لفظتي (البحر )(والأسد ) استعمالاً مجازياً ، والقرينة (مشى – تعانقه ) والمقصود بهما الممدوح سيف الدولة الحمداني والعلاقة بين الممدوح والبحر والأسد، أي: بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي علاقة مشابهة . وفي هذه الحال يسمى هذا المجاز استعارة

تركيب مفاهيمي

الحقيقة هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له –
– المَجَازُ اللّغَويُّ: هُوَ اللفظُ المُسْتعْمَلُ في غير ما وُضِعَ لَه لِعَلاقة مع قَرينةٍ مانِعةٍ مِنْ إِرادَةِ المعْنَى الحقيقي. والعَلاقةُ بَيْنَ الْمَعْنَى الحقيقي والمعنى المجازيِّ قدْ تكونُ المُشَابَهةَ، فيدعى المجاز استعارة، وقد تكونُ غيرَها، فيسمى مجازا مرسلا، والقَرينَةُ قد تكونُ لفظيةً وقد تكونُ حَالِيَّةً تفهم من السياق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *