المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال وإتمام الوحدة الترابية

المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال وإتمام الوحدة الترابية للسنة الثالثة إعدادي

مقرر منار الاجتماعيات

مقدمة: 

أدت سياسة الاستغلال الفرنسي والإسباني للمغرب إلى تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال والموجهة المسلحة. فم هي أهم مراحل الاحتلال؟  وما هي أهم التحولات التي شهدتها الحركة الوطنية؟

І- مر احتلال المغرب بعدة مراحل:

ــ المرحلة الأولى: امتدت قبل 1914 وتميزت باحتلال إسبانيا للمناطق الساحلية الشمالية، في حين سيطرت فرنسا على مناطق الشمال الغربي (المغرب النافع) بعد فشل حركة أحمد الهيبة الصحراوية في معركة سيدي بوعثمان في شتنبر 1912 إثر استعانة فرنسا ببعض الخونة من قبائل الرحامنة بزعامة القائد العيادي.

ــ المرحلة الثانية: امتدت من 1914 إلى 1926 وتميزت باحتلال جبل الأطلس وجبال الريف، وتمكنت خلالها قبائل زيان بزعامة موحا أو حمو الزياني من تأخير إخضاع الأطلس المتوسط إلى سنة 1921 بعد الانتصار على فرنسا في معركة الهري قرب خنيفرة سنة 1914، كما حقق محمد بن عبد الكريم الخطابي انتصارا ضد الإسبان في معركة أنوال سنة 1921 واستمرت مقاومته إلى حين استسلامه في ماي 1926.

ــ المرحلة الثالثة: استمرت من 1926 إلى 1934 وشهدت استكمال احتلال المناطق الجنوبية عقب استسلام مقاومة قبائل أيت عطا بزعامة عسو أو بسلام بطل معركة بوغافر سنة 1933.

ІІ- مرت مطالب الحركة الوطنية من الإصلاحات إلى الاستقلال:

1- المطالبة بالإصلاحات:

توحدت الحركة الوطنية في إطار كتلة العمل الوطني وتقدمت في دجنبر 1934 بعدة مطالب إصلاحية تشمل:

ـ سياسية: تكوين مجلس وطني منتخب وحكومة مغربية واقتصار دور المستعمر على المراقبة والتوجيه.

ـ قضائية: توحيد نظام القضاء في المحاكم المغربية، وإلغاء تطبيق السياسة البربرية.

ـ اجتماعية: إصلاح التعليم وتعريبه وإحداث المراكز الصحية بالمدن والقرى، ومنع التبشير بالمغرب.

ـ اقتصادية: حماية الصناعة الحرفية من المنافسة الأجنبية، وتوسيع الزراعة الحديثة، وحرية المبادلات داخل المغرب.

غير أن تماطل المستعمر في تلبية هذه المطالب بطرق سلمية أدى إلى تأسيس الحزب الوطني في أبريل 1937 وانطلقت التظاهرات لإجبار المستعمر على إنجازها، وتواصلت الإضرابات إلى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية.

2- المطالبة بالاستقلال:

أظهرت الحرب العالمية الثانية ضعف القوى الاستعمارية، فأعلن الحلفاء في ميثاق الأطلنتي عن حق الشعوب في تقرير مصيرها لكسب تأييد المستعمرات أثناء الحرب. وقد استغلت الحركة الوطنية المغربية هذه الظروف لتأسيس حزب الاستقلال، والمطالبة بوحدة واستقلال المغرب في إطار نظام ملكي منذ 11 يناير 1944، ومن جهة أخرى طالب السلطان محمد الخامس باستقلال ووحدة في لقاء أنفا سنة 1943 وخلال زيارته لطنجة في أبريل 1947 مما سيؤدي إلى توثر العلاقات بينه وبين المقيم العام جوان (1947- 1951) ثم مع المقيم كيوم، فعملت سلطات الاستعمار على قمع التظاهرات بقوة السلاح، واعتقال ونفي الزعماء الوطنيين.

ІІІ- تمكنت المقاومة المسلحة من تحقيق الاستقلال:

توثرت علاقة محمد الخامس مع الاستعمار عقب تعاونه مع حزب الاستقلال منذ تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، فنفيت الأسرة الملكية في 20 غشت 1953 إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر بعد تنصيب محمد بن عرفة ملكا على المغرب، فاندلعت المقاومة المسلحة ضد المستعمر وأعوانه من الخونة (جدول ص:63) فاضطر الاحتلال إلى إرجاع الأسرة الملكية من المنفى فحصل المغرب على استقلاله ووحدته عبر مرحلتين:

1- عهد محمد الخامس: استرجاع المنطقة الفرنسية والمنطقة الإسبانية الشمالية ومدينة طنجة سنة 1956 ثم منطقة طرفاية سنة 1958.

2- عهد الحسن الثاني: استرجاع سيدي إفني سنة 1969 والساقية الحمراء سنة 1975 عقب تنظيم المسيرة الخضراء، ووادي الذهب سنة 1979.

خاتمة: 

شهدت الحركة الوطنية عدة تحولات انتهت بإعلان ثورة الملك والشعب واندلاع المقاومة المسلحة مما أدى إلى استرجاع المناطق المحتلة باستثناء مدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر الساحلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *