دروس الجغرافيا : رهانات التكتلات الإقليمية للأولى باك آداب

دروس الجغرافيا : رهانات التكتلات الإقليمية للأولى باك آداب

التكتل الإقليمي كخيار تنموي نموذجا المغرب العربي و مجلس التعاون الخليجي

مقدمة : يتجلى التكتل الإقليمي العربي في كل من اتحاد المغرب العربي و مجلس التعاون الخليجي .
فما هي دوافع و مقومات التكتل الإقليمي العربي؟
ما هو واقع التكتل الإقليمي لاتحاد المغرب العربي ؟
إلى أي حد يعتبر مجلس التعاون الخليجي نموذجا للتكتل الإقليمي العربي؟

 دوافع و مقومات التكتل الإقليمي العربي :

 يرتبط التكتل الإقليمي العربي بدوافع متعددة منها :
– فشل كل دولة عربية في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة، و بالتالي البحث عن صيغ وسيطة للتعاون و التنسيق و التكامل .
– التحديات المحلية والإقليمية (القارية) و الدولية التي تواجه الدول العربية .
– بروز ظاهرة التكتلات الدولية الكبرى .
– التجاور الجغرافي، و تداخل المصالح الاقتصادية و تشابه الأنظمة السياسية.

 تصنف مقومات التكتل الإقليمي العربي إلى ثلاث مجموعات :
القوة البشرية : و تتمثل في ضخامة عدد السكان؛ و ارتفاع نسبة الساكنة النشيطة مع تباين في توزيع اليد العاملة حيث أن دول الخليج و ليبيا تستورد اليد العاملة، في المقابل  تعمل باقي الدول العربية على تصديرها .
موارد طبيعية : تتوفر دول الخليج العربي و ليبيا و الجزائر على رصيد مهم من البترول و الغاز الطبيعي ،و يمتلك المغرب اكبر احتياطي للفوسفاط في العالم ،و تعد موريتانيا من اهم الدول المنتجة و المصدرة للحديد في العالم ،و تتوفر بعض الدول العربية على مؤهلات فلاحية لا يستهان بها كالمغرب و مصر و تونس و العراق .
قوة مالية : تحقق الدول العربية المصدرة للمحروقات (الغاز الطبيعي و البترول ) موارد مالية ضخمة يمكن استثمارها في باقي البلدان العربية بدل استثمارها خارج الوطن العربي.

 اتحاد المغرب العربي :

تأسس اتحاد المغرب العربي سنة 1989:
يتألف اتحاد المغرب العربي من خمس دول هي : المغرب و الجزائر و تونس و ليبيا و موريتانيا .
اقترن تأسيس اتحاد المغرب العربي بثلاث عوامل هي :
– عامل تاريخي : التضامن في مواجهة الاستعمار.
– عامل ثقافي حضاري ديني : و يتلخص في العقيدة الإسلامية، والتفاعل الحضاري بين العرب و الأمازيغ.
– عامل اقتصادي : التوفر على ثروات طبيعية : فالجزائر و ليبيا تمتلكان ثروة مهمة من البترول و الغاز الطبيعي في المقابل يتوفر المغرب و تونس على الفوسفاط و على مؤهلات فلاحية و سياحية بينما تتفوق موريتانيا في مجال إنتاج الحديد  و الصيد البحري .
* شكل اجتماع زعماء الحركة الوطنية المغاربية بطنجة لسنة 1958 خطوة تمهيدية لتأسيس اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ رسميا 17 فبراير 1989 و الذي استهدف تمتين الأخوة بين شعوب المغرب العربي و تحقيق التقدم و رفاهيتها ،و المساهمة في ضمان السلم ،و نهج سياسة مشتركة بين دول المغرب العربي في مختلف الميادين ،و العمل على حرية تنقل الأفراد و البضائع و رؤوس الأموال و الخدمات .

 اعتمد اتحاد المغرب العربي على عدة أجهزة من أبرزها :
– مجلس الرئاسة الذي يتخذ القرارات الإجماع (يتكون من رؤساء الدول الخمس)
– الأمانة العامة التي تدير الشؤون العامة للاتحاد
– مجلس وزراء الخارجية  الذي يتولى تهيئ الدورات لمجلس للرئاسة .
– مجلس الشورى الذي يبدي الرأي في مشاريع قرارات مجلس الرئاسة .

    يظل اتحاد المغرب العربي دون تطلعات شعوبه :
تشكل المبادلات التجارية البينية نسبة جد ضعيفة 3% من مجموع المبادلات الخارجية في المغرب العربي ، كما أن حركة الاستثمارات هي  الأخرى ضعيفة. في المقابل تزدهر المبادلات غير المنظمة بين البلدان المغاربية في المناطق الحدودية .
من بين العوامل التي تحول دون تحقيق اتحاد فعلي لبلدان المغرب العربي :
– ضعف المصالح الاقتصادية الآنية  المشتركة .
– التطورات الإقليمية و في طليعتها النزاع المغربي الجزائري حول قضية الصحراء، و إغلاق الحدود بين الجزائر و المغرب . بالإضافة إلى الوضع السياسي في الجزائر .

 مجلس التعاون الخليجي :

تأسس مجلس التعاون الخليجي سنة 1981:
يتألف مجلس التعاون الخليجي من ست 6 دول و هي السعودية و الكويت و عمان و قطر و البحرين و الإمارات.
تتلخص دوافع تأسيس مجلس التعاون الخليجي في النقط الآتية :
– عمق الروابط التاريخية و الدينية و الاجتماعية و الثقافية بين سكان المنطقة.
– الرقعة الجغرافية المنبسطة ذات البيئة الصحراوية .
– تطلعات أبناء المنطقة من اجل الوحدة الإقليمية
– مواجهة دول المنطقة لتحديات الأمن و التنمية .
يستهدف مجلس التعاون الخليجي ما يلي :
– تحقيق التنسيق و التكامل بين الدول الأعضاء، و تعزيز الروابط بين شعوبها.
– وضع أنظمة متشابهة في مختلف الميادين
– دفع عجلة التقدم العلمي و التقني، و إنشاء مراكز البحوث العلمية.
– إقامة مشاريع مشتركة، و تشجيع تعاون القطاع الخاص.
لتحقيق هذه الأهداف يعتمد مجلس التعاون الخليجي على عدة أجهزة من أبرزها :
– المجلس الأعلى الذي يتخذ القرارات بالإجماع.
– الأمانة العامة: التي تدير الشؤون العامة للاتحاد.
– المجلس الوزاري الذي يقترح التوصيات الهادفة لتطوير و تنسيق التعاون بين الدول الأعضاء، و يتولى إعداد دورات المجلس الأعلى.
– الهيئة الاستشارية التي تدرس القضايا التي تحال عليها من طرف المجلس الأعلى.

 يعتبر مجلس التعاون الخليجي نموذجا للتكتل الإقليمي العربي رغم محدودية نتائجه :
تشكل المبادلات البينية نسبة ضعيفة 7% من مجموع المبادلات الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي، و ينطبق نفس الشيء على الاستثمارات المتبادلة.
يرتبط فشل مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه بالتفاوتات بين الدول الأعضاء من حيث الدخل الفردي و مخزون المحروقات و وتيرة نمو القطاع غير النفطي.
لتعزيز التعاون بين دول المجلس تتخذ بعض الإجراءات منها : خلق فرص العمل للقوى العاملة المحلية، و الحد من تذبذب أسعار البترول، و تشجيع نمو القطاع غير النفطي، و تحقيق العدالة الاجتماعية .

خاتمــــة : يظل التكتل الإقليمي العربي دون مستوى طموحات الشعب العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *