درس التطورات السياسية الكبرى بأوربا الأولى باك آداب

درس التطورات السياسية الكبرى بأوربا الأولى باك آداب

مقدمة  :
خلال القرن 19 شهدت أوروبا تطورات سياسية هامة .
فماذا عن مؤتمر فيينا و ثورات أوروبا في النصف الأول من القرن 19.؟ و كيف  تمت الوحدتان الإيطالية و الألمانية ؟و ما هي أساليب تعزيز الديمقراطية و المواطنة في أوروبا خلال القرن 19.

 أوربا من مؤتمر فيينا إلى ثورات 1848 :
 مؤتمر فيينا لسنة 1815م :
الظروف الممهدة لمؤتمر فيينا : في فترة 1799-1814 ، توسعت فرنسا بقيادة نابليون بونابرت على حساب الدول الأوروبية المجاورة فتحالفت عسكريا كل من الإمبراطورية النمساوية المجرية و بريطانيا و روسيا القيصر و بروسيا ضد فرنسا . وانهزمت هذه الأخيرة و تمت الإطاحة بحكم نابليون .

 قرارات مؤتمر فيينا : تمثلت في المبادئ الآتية :
– الشرعية : إعادة الأنظمة التقليدية التي كانت سائدة قبل الثورة الفرنسية .
– التوازن الأوروبي: إعادة فرنسا إلى حدودها الدولية مقابل توسع الدول المنتصرة عليها.
– التحالف المحافظ أو الحلف المقدس: و تألف من أربع دول هي: روسيا – بروسيا – النمسا – فرنسا.

ثورات أوروبا في الفترة 1815-1831 :

التواريخ البلدان طبيعة الحركة الثورية مصيرها
1817 م ألمانيا انتفاضة طلابية نادت بالحد من الملكية المطلقة و منح دستور للبلاد القمع العسكري
1820 م ايطاليا – انتفاضة جمعية الكاربوناري ضد النظام القديم و ضد الاحتلال النمساوي القمع على يد الجيش النمساوي
1820 م اسبانيا – انتفاضة الجيش   و مطالبته بالدستور القمع على يد الجيش الفرنسي
1829 م اليونان – ثورة قومية تحريرية ضد النظام العثماني ساندتها فرنسا     و بروسيا و بريطانيا استقلال اليونان على التاج العثماني
1830 م فرنسا : ثورة الأيام

الثلاثة المجيدة بباريس

– ثورة بورجوازية ليبرالية ضد الملك شارل العاشر الذي انحاز للمحافظين نجاح تعرض للإجهاض بعد تواطؤ البورجوازية الكبرى مع الملك الجديد لويس فليب
1830 م بلجيكا – ثورة قومية تحريرية ضد الهيمنة الهولندية استقلال بلجيكا و التزامها بالحياد
1831 م بولونيا – ثورة قومية تحريرية ضد الهيمنة الروسية القمع على يد الجيش القيصري

ثورات أوربا 1848م (ربيع الشعوب) :

انطلقت ثورات أوربا لسنة 1848 من باريس (فرنسا) إلى روما و فيينا. ومن هذه الأخيرة امتدت إلى شمال ايطاليا و ألمانيا و إلى القوميات الخاضعة للحكم النمساوي .

عرفت باريس سنة 1848 تورثين هما :
– ثورة فبراير : في ظل الاستبداد السياسي و الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية اندلعت هذه الثورة التي انتهت بسقوط حكم الملك لويس فليب ، و إنشاء الجمهورية الثانية التي اتخذت تدابير ديمقراطية و اقتصادية و اجتماعية
– ثورة يونيو : تحت ضغط البورجوازية، أغلقت الدولة المعامل التابعة لها، فثار العمال و استعمل النظام البورجوازي الحاكم بقيادة الجنرال كافينياك وسائل القمع لإخماد هذه الثورة .
امتدت الثورة إلى فيينا فتمت الإطاحة بحكم المستشار النمساوي الاستبدادي مترنيخ .

الوحدتان الايطالية و الألمانية :

الوحدة الايطالية :
سياقها التاريخي :
إلى حدود منتصف القرن 19 م كانت ايطاليا مجزأة إلى عدة  إمارات بعضها كان خاضعا للاحتلال النمساوي . وكانت البيمونت ساردينيا أهم قوة اقتصادية و عسكرية في البلاد وبالتالي قادت الوحدة الايطالية بزعامة وزيرها الأول كافور.
وسائل تحقيق الوحدة الايطالية :
اعتمد كافور في تحقيق الوحدة الايطالية على التحالف مع فرنسا و بروسيا ضد النمسا و على الاستفتاءات و الانتفاضات الشعبية المؤيدة للوحدة و على حملة القائد العسكري غاريبالدي.
مراحل تحقيق الوحدة الايطالية :
تحققت الوحدة الايطالية عبر مراحل امتدت بين سنتي (1859- 1870 م) حيث تم ضم منطقة لومبارديا و فينيسا و إمارات  الشمال و مملكة الصقليتين و أخيرا منطقة روما.

الوحدة الألمانية :
ظروفها : إلى حدود منتصف القرن 19  كانت ألمانيا منقسمة إلى عدة دويلات بعضها كان خاضعا لنفوذ النمساوي. و كانت بروسيا أهم قوة عسكرية و اقتصادية و لهذا قادت الوحدة الألمانية بزعامة مستشارها الوزير الأول ” بسمارك ”
وسيلة الوحدة : اتبع بسمارك ” في تحقيق الوحدة أسلوب ‘ الحديد و الدم ” أي الاعتماد على القوة العسكرية و شن مجموعة من الحروب .
مراحل الوحدة : خاضت بروسيا عدة معارك ضد الدول المجاورة خرجت منها منتصرة :
– انتصار على الدانمرك سنة (1864.م) و بالتالي ضم منطقتي شالزفيك و الهولشتاين .
– انتصار على النمسا في معركة ” سادوفا ” سنة 1866 م و بالتالي توحيد الإمارات الألمانية الشمالية .
– انتصار على فرنسا في معركة ” سيدان ” سنة 1870-1871 و بالتالي استكمال الوحدة الألمانية بضم الإمارات الجنوبية و إعلان تأسيس الإمبراطورية الألمانية.

تطور أساليب تعزيز الديمقراطية و المواطنة بأوروبا خلال القرن 19 :

إقرار الاقتراع العام المباشر .
– كانت فرنسا سباقة إلى الأخذ بالاقتراع المباشر. و في النصف الثاني من القرن 19   و مطلع القرن 20 امتد هذا الأسلوب الديمقراطي إلى معظم دول أوروبا الغربية .
– أتاح الاقتراع العام المباشر للمواطنين انتخاب البرلمان الذي يتولى السلطة التشريعية و انتخاب أعضاء المجالس الجماعية  لإدارة الشؤون المحلية و الجهوية.

جوانب أخرى لتدعيم الديمقراطية و المواطنة :
– مع نهاية القرن 19، تعززت الديمقراطية و المواطنة بفعل تأسيس الأحزاب السياسية و الجمعيات الحقوقية و النقابات العمالية، و إصدار الجرائد، و إقرار حرية الصحافة. في نفس الوقت أصبحت للمدرسة وظيفة تكوين المواطن الصالح وفق مبادئ الديمقراطية.

خاتمـــــــة:
ألت اغلب الثورات الليبرالية و القومية التي شهدتها أوروبا إلى الفشل ، في نفس الوقت تحققت الوحدتان الايطالية و الألمانية و تعززت أساليب الديمقراطية و المواطنة و واكبت ذلك تحولات اقتصادية و مالية .

شرح العبارات :
الحروب النابليونية : الحروب التي خاضها نابليون بونابرت (إمبراطور فرنسا ) في مطلع القرن 19 م ضد الدول الأوروبية المجاورة .
مترنيخ : مستشار النمسا خلال النصف الأول من القرن 19 م عرف بالاستبداد و التوسع
التحالف المحافظ : يقصد به الحلف المقدس الذي أسسته القوى المحافظة (روسيا ، بروسيا ، النمسا ، فرنسا) سنة 1819 م لمواجهة الحركات الليبرالية و القومية .
جمعية الكاربوناري : جمعية سرية ناضلت من اجل الوحدة الايطالية مباشرة بعد مؤتمر فيينا
الثورة القومية: استهدفت استقلال القوميات الخاضعة للإمبراطوريات
الثورة الليبرالية : استهدفت مناهضة الاستبداد وإقامة الديمقراطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *