وحدة التربية الاقتصادية والمالية: محاربة الإسلام للمفاسد الاقتصادية: الربا

وحدة التربية الاقتصادية والمالية: محاربة الإسلام للمفاسد الاقتصادية: الربا- مقرر الرائد في التربية الاسلامية

1) النصوص:
 يقول الله تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿278﴾ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿279﴾” سورة البقرة

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ يَدًا بِيَدٍ فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَصْنَافُ فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ  .    أخرجه الترمذي

2) الشروح:
ص:58 (كتاب التلميذ( ر- ت- إ) السنة الثالثة الثانوي الإعدادي).
وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون: أي إن رجعتم عن الربا فلكم أصل المال الذي دفعتموه من غير زيادة ولا نقصان

3) مضامين النصوص:
ـ الآيتان 278- 279 من سورة البقرة: أمر الله تعالى المؤمنين بتقواه وترك الربا، واستحقاق من يخالف ذلك العقوبة الدينية الدنيوية،وبيان ما يجب أن يفعله كل من تاب عن ذلك .
ـ الحديث الأول، ص:58 ( ر- ت- إ): توضيح الرسول صلى الله للأصناف التي لا يجوز فيها البيع بالتفاضل أو التأخير، وجواز ذلك في حالة اختلافها ودون تأخير

الاستنتاج:
الربا لغة: الزيادة والنماء، واصطلاحا:هو زيادة يؤديها المدين إلى الدائن مقابل مدة معلومة ومحددة .وهو نوعان ربا الفضل وربا النسيئة.

ربا الفضل: وهو مبادلة مال بمال أو طعام بطعام أو بعبارة أخرى جنس بجنسه، كالذهب بالذهب أو الشعير بالشعير مع زيادة يأخذها أحد المتبادلين بدون عوض أو تأخير، وهو محرم شرعا .

ربا النسيئة: وهو الزيادة المشروطة التي يأخذها الدائن من المدين مقابل تأخير الدفع، ولذلك سمي ربا النسيئة أي التأخير، وهو محرم لقوله تعالى:” وأحل الله البيع وحرم الربا ” .

أضراره ومفاسده:
– إلحاق الضرر بالفقير والزيادة في فقره بمضاعفة ديونه عند عجزه عن تسديدها. – تعطيل الاشتغال بالمكاسب.
– يفضي إلى انقطاع المعروف بين الناس من القرض الحسن.
– انتشار الطبقية داخل المجتمع .

الربا في الإسلام

النقود هي شريان الحياة في التعاملات المالية بين الناس ، وهي ركيزة في غاية الأهمية ، والحديث عن المال لا نهاية له، إلا أن المعاملات المالية هي من اختلفت بين الشعوب ، وأقبل العالم على أشكال كثيرة من هذه المعاملات لكونها وسيط فعال بين الدول ، ونحن بصدد أشهر هذه المعاملات (الربا ) .

ما معنى الربا ؟

الربا باللغة يعني الزيادة ، وفى الشرع الإسلامي هو كل زيادة مشروطة مقدمة على رأس المال مقابل الأجل ، فهي معامله بين الدائن والمدين ويقدم الدائن مبلغ من المال للمدين ويشترط زيادة عليه عند استرداده .

حكم الربا في الإسلام

حكمه في الإسلام حرام شرعاً لقوله تعالي : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدون ) ، ووفقاً لما جاء بالقران من آيات فالتعامل به حرام وقد وعد الله المتعاملين بحرب في الدنيا والآخرة لقوله تعالي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ).

المثير في الأمر أن تحريم الربا لم يقتصر على الإسلام فقط بل حرام شرعاً في كل من التوراة والإنجيل أي أن جميع الأديان السماوية حرمت التعامل به . إلا أنهم مع مرور الوقت وتحريف الآيات وانتشار مصلح العلمانية وفصل الدين عن السلطة أصبحت الربا مشاعا عند اليهود والنصارى ويقع فيه كثير من المسلمين .

الربا في الإسلام

المصطلح لم يكن جديدا على الإسلام ، فلقد تعامل العرب بالربا أيام الجاهلية ، ولما جاء الإسلام وحرمه تحريما قطعيا ، انتهى المسلمون عنه وبدأ يتوجهون إلى معاملات إسلاميه أخري كالبيع والقرض الحسن والصدقة والزكاة.. إلا أنه ظهرت هذه الآفة في المجتمع العربي الإسلامي ولكن بمسميات جديدة كالفائدة في البنوك ، وغيرها من المصطلحات التي يتم تسويقها ليظهر التعامل بشكل أخر وجديد ، وقد لا أخفي سرا أن اغلب البنوك العربية والمتواجدة حاليا في الوطن العربي تتعامل بالربا في 95% من معاملاتها البنكية اليومية.

أنواع الربا :

1. ربا القرض

وهو أشهر نوع من أنواع الربا في التعامل ويعنى أن يقرض الدائن المدين شيئا ويشترط عليه أن يرد أفضل منه .

2. ربا النسيئة

ويعنى أن تقرض شخصا مبلغ معين وتسترده بزيادة ماليه عليه ، أو أن تقرض مبلغ وتشترط موعد معين للسداد فإذا أدي القرض في وقت السداد يعفي من الزيادة ، ولكن إذا تأخر في السداد عن الموعد المتفق عليه فانه يؤدي المبلغ وبزيادة ماليه عليه .

3. ربا الفضل

وهو عمليه بيع وتكون الزيادة من دون أجل ، فهو بيع أحد السلع بجنسه مع تفضيل أحدهما بزيادة كأن يتم بيع قنطار شعير مقابل قنطارين من الشعير .

أثرها على المجتمع

يعتبر الربا من أحد أهم أسباب العالمية التي تؤدي إلى التضخم وهو الارتفاع المستمر في الأسعار ، كما أنه يؤدي إلى انتشار البطالة والاتكال ، و يعمل على عرقله حركه الاستثمار في المجتمع ،ولقد كان الربا من أهم أبرز العوامل التي أدت لتدخل دول في شؤون دول أخري واحتلالها اقتصاديا.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *