وحدة التربية العقلية والمنهجية : الاجتهاد والتقليد للثالثة إعدادي

قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾. (سورة البقرة، الآية 170).

وضعية الانطلاق:
الشرح اللغوي والاصطلاحي:
o لا يعقلون: لا يستخدمون عقولهم، بل يبطلون دوره بتقليدهم لآبائهم.
توثيق النصوص:
التعريف بسورة البقرة:
سورة البقرة مدنية من السور الطوال، عدد آياتها 286 آية، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب في المصحف الشريف، وهي أول سورة نزلت بالمدينة المنورة، تبدأ بحروف مقطعة “ألم” ذكر فيها لفظ الجلالة أكثر من 100 مرة، بها أطول آية في القرآن الكريم وهي آية “الدين”، سميت السورة الكريمة بسورة البقرة إحياء لذكرى تلك المعجزة الباهرة التي ظهرت في زمن موسى عيه السلام، حيث قتل شخص من بني إسرائيل ولم يعرفوا قاتله، فعرضوا الأمر عل موسى لعله يعرف القاتل فأوحى الله إليه أن يأمرهم بذبح بقرة وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله ويخبرهم عن القاتل وتكون برهانا على قدرة الله جل وعلا في إحياء الخلق بعد الموت، سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق وهي من السور المدنية التي تعني بجانب التشريع، شأنها كشأن سائر السور المدنية التي تعالج النظم والقوانين التشريعية التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم الاجتماعية.

مضامين النصوص:
 دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الاجتهاد باستعمال العقل بعد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لاستنباط الأحكام الشرعية لما له من الأجر والثواب العظيم عند الله.
 تبين لنا الآية الكريمة أن السبب الذي منع المشركين من إتباع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم هو إتباعهم لآبائهم حتى ولو لم يكونوا على صواب .
التحليل والإيضاح:
مفهوم الاجتهاد:
الاجتهاد هو بذل أقصى الطاقة العقلية للبحث عن الحق في شتى مجالات الحياة من تشريع وعلوم وصناعة وتجارة …
موقف الإسلام من الاجتهاد:
حث الإسلام على الاجتهاد باعتباره سبيلا لتحقيق التنمية والنهوض بالمجتمع والحفاظ على توازنه واستمراريته وفق مراد الله تعالى وشرعه، ولهذا أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم للمجتهد الأجر سواء أخطأ أو أصاب فقال عليه الصلاة والسلام: “إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر”.
أنواع الاجتهاد:
أ – الاجتهاد التشريعي: وهو استنباط الفقيه الراسخ في العلم حكما شرعيا لنازلة من نوازل الحياة لم يرد فيها حكم صريح في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ولا في الإجماع وذلك باعتماد قواعد القياس.

ب – الاجتهاد القضائي: وهو بحث القاضي عن الحق باعتماد وسائل الإثبات والقرائن بناء على العلم بمراد الله تعالى في الأحكام ومجتنبا إتباع الهوى.
ج – الاجتهاد العلمي: ومعناه المثابرة والصبر على البحث العلمي في كل فرع من فروع العلوم والمعرفة.
د – شروط المجتهد: الاجتهاد مسؤولية عظيمة لا ينبغي أن يتصدى لها إلا العالم العارف بأسرار القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية والفقه وأصوله مع العلم بأسباب نزول الآيات وورود الأحاديث والاطلاع على مستجدات العصر ومتطلباته.
حكم الاجتهاد:
واجب في الإسلام.
ثواب المجتهد عند الله:
إذا اجتهد وأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد، حيث يؤجر المجتهد سواء أصاب أم أخطأ .
أهمية الاجتهاد:
تتمثل أهمية الاجتهاد في:
 إيجاد الحلول للقضايا المستجدة في الحياة الإسلامية.
 مسايرة التطور الذي تعرفه الإنسانية عبر اختلاف الأزمنة والأمكنة.
 شموليته لكل الحياة التشريعية منها والعلمية والصناعية والتجارية للمحافظة على توازن المجتمعات واستمراريتها.
التقليد:
مفهوم التقليد:
التقليد هو متابعة الآخرين في أفكارهم وتصرفاتهم دون إعمال العقل والفكر، أو العمل بقول أو فعل أو رأي الآخرين دون حجة أو إقناع.
موقف الإسلام من التقليد:
التقليد سلوك مذموم لأنه عنوان الجمود والضعف وتعطيل للعقل عن القيام بدوره، وهو سبيل الانحطاط والتأخر وانتشار الخرافات والعادات السيئة والأفكار الهدامة في المجتمع، كما انه يؤدي إلى طمس شخصية الإنسان فيصبح إمعة يسير حيث سار الناس، ويسير على هواهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا).
أنواع التقليد:
أ – التقليد في العقيدة: حيث أنكر الله سبحانه على من عطلوا عقولهم وقلدوا أسلافهم في الشرك بالله وعبادة الأصنام.
ب – تقليد العادات السيئة: كمتابعة التقاليد المخالفة لشرع الله سواء الموروثة عن الأجداد أو القادمة إلينا من الغرب.
ج – التقليد المباح: وهو تقليد المسلم للرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في أخلاقه وعباداته وأقواله وأفعاله لأنه الأسوة والقدوة كما قال الله تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة “.
حكم التقليد:
نهى عنه الشرع وحرمه لما يتسبب من أضرار وأخطار على الفرد والمجتمع.
أضرار التقليد:
أ – أضرار التقليد على الفرد: تعطيل عقله – إفساد عقيدته وأخلاقه – منعه من قبول الحق بدون حجة – طمس شخصية الشخص المقلد – الخروج عن طاعة الله ورسوله.
ب – أضرار التقليد على المجتمع: انتشار الخرافات والبدع، الأفكار الهدامة، إلغاء دور العقل مما يسبب في تخلف وانحطاط المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *