البرازيل: نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية – 3 –

البرازيل: نمو اقتصادي واستمرار التفاوتات في التنمية البشرية
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الثالث

تمهيد: البرازيل جمهورية فيدرالية، وهي أكبر دول أمريكا اللاتينية مساحة +8.5م.كلم2 وسكانا (201.113.330 ن.) ويعتبر ثاني قوة اقتصادية في العالم الثالث بعد الصين وتاسع قوة صناعية في العالم، لكنه يعرف تباينات إقليمية واجتماعية.

المقطع 1 – رصد مظاهر النمو الاقتصادي بالبرازيل.

1 – مظاهر تطور الفلاحة البرازيلية: تحتل البرازيل مراتب هامة عالميا في إنتاج عدد من المزروعات التسويقية؛ فهي تحتل المرتبة الأولى في إنتاج البن والحوامض وقصب السكر، والثالثة في إنتاج الصوجا والذرة. كما تحتل المرتبة الأولى في تربية الأبقار والثالثة في تربية الخنازير. وأغلب الإنتاج التسويقي يتركز في الجهة الشرقية والجنوبية حيث تسيطر فئة قليلة على الأراضي الصالحة للزراعة. أما الضيعات الصغيرة فتمارس فلاحة معيشية إنتاجها لا يكفي حاجيات السكان.

2 – مظاهر النهضة الصناعية والتجارية بالبرازيل: تشغل الصناعة 20 % من اليد العاملة النشيطة وتساهم بحوالي 44 % في الناتج الداخلي الخام. وتتميز الأنشطة الصناعية بالتنوع؛ فإلى جانب الصناعات الاستهلاكية كالصناعات الغذائية، والصناعات الثقيلة كالصلب والكيماوية، تطورت الصناعات العالية التكنولوجيا. وأصبحت البرازيل أكبر منتج للسيارات في أمريكا اللاتينية، وتميزت بصناعة محركات تعمل بالوقود الثلاثي: البنزين، كحول الإيتانول، الغز الطبيعي. وأصبحت المنتجات الصناعية تمثل 65.7 % من مجموع الصادرات. ٍٍلكن التطور الصناعي في البرازيل يخضع لسيطرة الرأسمال الأجنبي خاصة الأمريكي.

المقطع 2 – العوامل المفسرة لنمو اقتصاد البرازيل.

1 – المؤهلات الطبيعية والبشرية: أهمها شساعة المساحة (م5ع) حيث تحتل البرازيل نصف مساحة أمريكا اللاتينية، أغلبها يمتد في المناطق المداري والإستوائية؛ فحوض الأمازون يحتل 42 % من مساحة البلاد ويشكل ثزوة مائية وغابوية هامة. ورغم توفرها على بعض المعادن كالحديد والقصدير والبوكسيت، فإنها كانت تشكو من قلة مصادر الطاقة خاصة النفط  لكن حصة واردات النفط انخفضت من نحو 80 % في عام 1980 إلى أقل من 5 % في عام 2007، وأصبحت الدولة مكتفية ذاتيا في عام 2008.

. واستفادت الصناعة البرازيلية من توفر اليد العاملة الرخيصة، فهي خامس دولة من حيث عدد السكان، يتركز أغلبهم بالمدن بفعل الهجرة القروية.

2 – العوامل التنظيمية: تعاقبت على البرازيل دورات اقتصادية منذ استقلاله في 1822. وظل اقتصاده موجها لتلبية حاجيات الأسواق الخارجية؛ فخلال القرن 17 اشتهر بإنتاج قصب السكر، وفي القرن 18 بإنتاج الذهب، وفي أواخر القرن 19 و بداية القرن 20 اشتهر بإنتاج المطاط والبن والقطن. وفي منتصف القرن 20 اهتم بالتصنيع معتمدا على الاستثمارات الأجنبية. وحقق معدل نمو إقتصادي بلغ 5.2 %  عام 2004، مكنه من مواجهات المشاكل الاجتماعية كإنشاء برنامج “صفر جوع ” المتعدد الأبعاد كالإصلاح الزراعي والمساعدات المالية والقروض.

المقطع 3 – التفاوتات السوسيو مجالية بالبرازيل.

1 – التفاوتات المجالية بالبرازيل: يشتد التباين بين المناطق الداخلية والمناطق الساحلية من حيث تركز السكان والأنشطة الاقتصادية وطرق المواصلات؛ فالجنوب والجنوب الشرقي يضم أزيد من57 ٍ% من ساكنة البلاد و76%

من الدخل. وأكبر المدن الصناعية هي: ريو دي جانيرو، ساووباولو، بيلو أريزنتي، والتي تشكل المثلث الصناعي بالجنوب الشرقي. أما في الشمال والمناطق الداخلية فمعدل الفقر بلغ 44 % سنة 2001.

2 – ضخامة التفاوتات الاجتماعية: تعاني البلاد من الفوارق الطبقية حيث تنعم فئة قليلة بخيراتها، في حين تعيش الأغلبية في الفقر والأمية والبطالة. ففي البادية ثلثي السكان فقراء لا أرض لهم يعملون لدى الملاك الكبار أصحاب الضيعات الواسعة ” لاتيفونديا “. وفي المدن يتكدس الفقراء في أحياء القصدير ” الفافيلا ” التي تنمو بشكل مستمر بفعل الهجرة القروية. وتنتشر البطالة والفقر والجريمة وأطفال الشوارع. ./.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *