ملف: الهند، أوجه متعددة النمو – 2 –

ملف: الهند، أوجه متعددة النمو
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الثاني

 الهند جمهورية فيدرالية تبلغ مساحتها 3.287.530 كلم2، وعدد سكانها أزيد من مليار نسمة. ورغم توفر بعض الثروات الطبيعية وتنوع الإنتاج الفلاحي والصناعي، فإن الهند تعاني عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية.

التضاريس و المناخ: تمتد في الشمال أجزاء من جبال الهيملايا، وجنوبها يمتد السهل الهندي الغانجي. وفي الوسط تمتد هضبة الدكن. ومناخ الهند موسمي يتميز بالشتاء الجاف والصيف المطير مع اختلاف حسب الموقع والارتفاع. وأكثر المناطق مطرا سهل الغانج والواجهة الغربية لهضبة الدكن، بينما ينتشر الجفاف في الشمال الغربي بإقليم البنجاب (صحراء الطهار ). ويسبب عدم انتظام تساقط الأمطار في كون الهند مهددة إما بالجفاف وإما بالفيضانات.

العوامل البشرية: تعرف الهند تزايدا سكانيا سريعا. وبلغ عدد سكانها مليار نسمة في سنة 2000، حيث تعرقل التقاليد الدينية والاجتماعية سياسة تحديد النسل، التي بدأ تطبيقها منذ 1961. وتتمثل التناقضات الاجتماعية في اختلاف الأجناس واللغات والديانات، فسكان الهند يتحدثون بلغات ولهجات متعددة ( حوالي 3000 ) وأهمها اللغة الهندية والإنجليزية التي خلفها الاستعمار. وأهم الديانات الهندوسية التي يدين بها 82% من السكان، والتي تكرس النظام الطبقي والتخلف بتقديس الحيوانات المختلفة خاصة البقر. وتسبب هذه التناقضات في صراعات طائفية تساهم في تخلف البلاد؛ حيث يطالب السيخ بالاستقلال بإقليم البنجاب، والمسلمون كذلك في إقليم كاشمير.

الفلاحة: الثورة الخضراء نموذجا.

الفلاحة قطاع أساسي حيث تساهم في الناتج الوطني بنسبة 18.6%. لكنها تعرف عدة مشاكل؛ فبالإضافة إلى مشكل المياه هناك مشكل البنية العقارية حيث نجد 3/1 الفلاحين يملكون الأراضي الفلاحية، مع العلم أن 60% منهم لا تتعدى ملكيته هكتارين. و3/1 الثاني يكتري الأرض ويعيش مشاكل متعددة. و3/1 الأخير يعمل في ضيعات الغير أو يتعرض للبطالة. أما الوسائل المستعملة فهي تقليدية لدى أغلب الفلاحين، مما يسبب ضعف المردودية. بالإضافة على اهتمام المزارعين الكبار بالمزروعات التسويقية، وعدم استهلاك المواشي والحيوانات التي تهدد الإنتاج.

وقامت الدولة بعدة إصلاحات في مجال الفلاحة أهمها ” مشروع الثورة الخضراء ”  مما أدى إلى ارتفاع الإنتاج والحصول على الاكتفاء الذاتي في عدد من المزروعات. لكن مشروع الثورة الخضراء لم يشمل جميع المناطق، ولم يحل مشكل البنية العقارية.

وأهم المنتجات المعيشية الأرز(م.2) القمح (م.2)، إضافة إلى مزروعات معيشية أخرى مثل الذرة والشعير. أما المنتجات التسويقية فتعرف فائضا في الإنتاج يصدر إلى الخارج، وأهمها الشاي والتوابل، حيث تحتل (م.2) في إنتاج الشاي و(م.2) في إنتاج قصب السكر، و(م.3) في إنتاج القطن، لكنه لا يكفي حاجيات صناعة النسيج الهندية. وفي الإنتاج الحيواني تحتل المرتبة2 في قطيع الأبقار، لكن الديانة الهندوسية تحرم أكل اللحوم وتقدس الأبقار. الأغنام (م3). لكن هذه المواشي تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية الموجهة للتصدير او الاستهلاك المحلي.

النشاط الصناعي والتجاري بالهند

تفتقر الصناعة الهندية لمصادر الطاقة خاصة البترول. ويمثل الفحم الحجري أهم مصدر للطاقة، لكنه من النوع الرذيئ. أما المعادن فهي متوفرة، حيث تعد الهند رابع منتج في العالم للحديد، كما تنتج المنغنيز والبوكسيت.كما تعاني الصناعة الهندية من قلة الرساميل المستثمرة في الصناعة الثقيلة، ومن ضعف القدرة الشرائية. وأهم الصناعات صناعة النسيج والصناعات المعدنية مثل الصلب والميكانيكية كمعدات السكك الحديدية وتركيب السيارات، بالإضافة إلى صناعة الأسلحة والطائرات. وتتوفر الهند على صناعة كيماوية وصناعة غذائية وصناعة سينمائية. وتتركز أغلب الصناعات حول المدن الكبرى مثل كالكوتا وبومباي ومادراس. واهتمت الهند بالتكنولوجيا العالية، حيث تطورت الصناعات الإلكترونية خاصة في مجال المعلوميات.

وتتوفر الهند على طرق المواصلات المختلفة، لكنها غير كافية. لكن التجارة الداخلية دورها ثانوي بسبب ضعف القدرة الشرائية وانتشار الفقر، كما تتميز التجارة الخارجية بميزان تجاري عاجز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *