الحرب العالمية الثانية 1939-1945 -ن 3-

الحرب العالمية الثانية 1939-1945
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الثالث

مقدمة : شهد العالم بعد الحرب العالمية الأولى سلسلة من الأزمات السياسية والإقتصادية وعجزت عصبة الأمم عن إيجاد حلول لها فتطورت إلى مواجهات مباشرة بين الدول الأوربية وتميزت الحرب بامتدادها الزمني والجغرافي وترتبت عنها عواقب وخيمة على الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

I- كانت السياسة التوسعية لدول المحور من أهم أسباب الحرب :

  1. تسببت أزمة 1929 في توتر العلاقات الدولية :

 أ- دفعت الأزمة الدول الدكتاتورية إلى المطالبة بالمستعمرات : اتسعت النزعة القومية في اندلاع الأزمة الإقتصادية وتخلى معظم الدول الرأسمالية عن التبادل الحر ورفعت الحماية الجمركية وكان لهذا انعكاس على اقتصاد الكثير من الدول منها ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية واليابان. وكانت هذه الدول لا تتوفر على مستعمرات لضمان المواد الأولية والأسواق لمنتجاتها لا تتوفر على رصيد هام من الذهب اللازم للتبادل التجاري إذ لا تتوفر إلا على 5 بالمائة مقابل 80 بالمائة لإنجلترا وفرنسا الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما جعل الأنظمة الدكتاتورية تتطلع إلى التوسع الخارجي لضمان المواد الأولية.

ب- نقضت اليابان السلم بتوسعها في الصين وإيطاليا باحتلال إثيوبيا : شرعت اليابان في توسع نفودها الإقتصادي في الصين منذ 1905 عندما حصلت على امتياز مدخل السكك الحديدية بمنطقة منشوريا. وتزايدت هذه الإمتيازات خلال الحرب العالمية الأولى. وللتحقيق من الأزمة احتل اليابانيون إقليم منشوريا 1931. وتوسعوا في الصين مستغلين ضعف عصبة الأمم والحرب الأهلية، بالصين ما بين 1934 و 1937، وتمكنوا من التحكم في الثروات الطبيعية للمنطقة. واستغلت إيطاليا بدورها انشغال عصبة الأمم قرار فرض عقوبات اقتصادية على إيطاليا لكنها تراجعت عن قرارها خوفا من التقرب الإيطالي الألماني. لكن ألمانيا ساندت التوسع الإيطالي لتكسير التحالف الموجه ضدها في لقاء ستريسا (جهة سترين) .

2) تزايد التوثر الدولي بسبب سياسته ألمانيا والتقارب بين الديكتاتوريا :

أ- دشن هتلر سياسة بإعادة تسليح ألمانيا ونقد معاهدة فرنساي : كانت إعادة تسليح ألمانيا أو خطوة أقدم عليها هتلر إثر تسلمه السلطة. فأثار هذا مخاوف الدول الأوربية. وفي 1935 صوت سكان منطقة السار لصالح الإنضمام إلى ألمانيا. فعقدت إيطاليا وانجلترا وفرنسا مؤتمرا في مدينة ستريسا الإيطالية لمواجهة الأطماع الألمانية. وقد نددت هذه الدول بعمل هتلر الذي أعاد تسليح البلاد وضم النمسا إلى ألمانيا. استغل هتلر تحالف فرنسا مع الإتحاد السوفياتي ضد ألمانيا لعقد تحالف مع إيطاليا فتشكل محور روما-برلين .

ب- دعمت الحرب الأهلية بإسبانيا علاقات الدول الدكتاتورية : فازت الجبهة الشعبية 1931 في إسبانيا بالإنتخابات التشريعية وغيرت النظام إلى جمهورية. فاستغلت الفئات الشعبية التغيرات السياسي وقام العمال باحتلال المعالم واستولى الفلاحون على الأراضي الفلاحية. فالتجأ المحافظون إلى الجيش للحفاظ على مصالحهم. فاندلعت الحرب الأهلية وساند لتوسولين وهتلر الجنرال فرانكو زعيم المحافظة في حين قدم الإتحاد السوفياتي المساعدة للجمهوريين. و تحولت إسبانيا إلى ميدان المواجهة بين الدول المتنافسة في آروبا. وقد انتهت الحرب بانتصار المحافظين ونشأة نظام دكتاتوري بإسبانيا 1936 بقيادة الجنرال فرانكو. فاستغل هتلر انتصار المحافظين لتمتين علاقات مع إسبانيا في الوقت الذي ثم إنشاء محور روما. برلين (1936). كما تحالف مع اليابان وانضمت إليها إيطاليا. وبسبب هذه التحالفات شرع هتلر في تنفيذ سياسته التوسيعية على حساب الدول المجاورة.

3) أدى التوسع النازي في أوربا الشرقية إلى اندلاع الحرب الحرب العالمية الثانية :

استغل هتلر وجود العناصر الألمانية بالدول المجاورة لتنفيد سياسته التوسيعية و تحقيق فكرة المجال الحيوي. ومن أجل هذا دفع 1938 العناصر النازية في النمسا بزعامة إنكوارت إلى القيام بالإضطرابات مما جعل المستشار النمساوي يقدم استقالته وتم تعويضه بالنازي إنكوارت الذي استدعى الجيش قصد وضع حد للإضطرابات .

فاستغل النازيون هذا الوضع وضموا النمسا إلى ألمانيا وتكون حلف استلوس 1938. وفي نفس السنة تطلع هتلر إلى تشكوسلوفاكيا مستغلا وجود الألمان بإقليم السودت.

وفي مؤتمر ميونغ الذي جمع هتلر ورئيسي فرنسا وإيطاليا رئيس الحكومة الإنجليزية ثم الإتفاق على ضم ألمانيا لإقليم السودت لكنه استغل هذا الإنفاق واحتل كل الأراضي التشيكية. وبعد هذا توجه إلى بلونيا وشرع في احتلالها 1939 مع العلم أنها كانت مرتبطة مع فرنسا وأنجلترا بمعاهدة الدفاع. فاضطرت فرنسا وانجلترا إلى إعلان الحرب ضد ألمانيا في شتنبر 1939 وانطلقت الحرب العالمية الثانية.

II- المراحل الكبرى للحرب العالمية الثانية :

1) لغيرت المرحلة الأولى للحرب بتفوق دول المحور :

– بدأت ألمانيا عملياتها الحربية في 10 ماي 1940 بتوجيه هجوم ضخم ومباغث على فرنسا معتمدة على تنظيم محكم وعلى عتاد حزبي مكون من دبابات وطائرات. فتمكن الجيش الألماني في ظرف وجيز من احتلال أكثر من نصف الأراضي الفرنسية بما فيها العاصمة باريس، وتراجعت قوات الحلفاء إلى ميناء دانكرك بالشمال الغربي لفرنسا. وهاجمت القوات الإيطالية بدورها الجنوب الشرقي لفرنسا مما جعل المارشال بيتان رئيس الحكومة يقبل شروط الهدنة واحتلال الأراضي الفرنسية. استغل النازيون إعلان إنجلترا دخولها في الحرب ضد دول المحور وقصفوا المدن الإنجليزية بالسلاح الجوي المكون من الطائرات والصواريخ وحاولوا فرض الحصار عليها بضرب سفنها بالغواصات لكن الدفاع الإنجليزي حال دون ذلك. لهذا حولت ألمانيا المواجهات إلى البحر المتوسط.

حيث كان الأسطول الإنجليزي يواجه هجمات الإيطالية على اليونان وتمكن الجيش الألماني بمساعدة يوغسلافيا من تحقيق انتصار على الإنجليز كما حاول الإيطاليون استغلال تراجع الإنجليز ووجهوا حملة على مصر. لكن القوات الأندليزية انتصرت فاضطر الألمان 1941 إلى إرسال الفليق الإفريقي بقيادة Romel إلى الجبهة المصرية واخترق الجيش الإنجليزي 1942. وفي هذه السنة توصلت إنجلترا و والولايات المتحدة الأمريكية إلى التوقيع على الميثاق الأطلنتيكي الهادف إلى القضاء على النازية. وبعد التفوق في الجبهة الغربية وجه النازيون قواتهم إلى الجبهة الشرقية والمكونة من 4 ملايين جندي و 4000 دراعة لاكتساح الأراضي الروسية ووصلت إلى مشارف العاصمة موسكو وحطمت 2000 طائرة سوفياتية. لكن صعود الجيش السوفياتي وحلول فصل الشتاء القاسي أجير الألمان على وقف تقدمهم. وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب إثر تعرض قاعد تهابيرل هاربورغ بالمحيط الهادي إلى القصف الياباني واحتلال القوات اليابانية لدول الهند الصينية.

2) تحولت الحرب لصالح الحلفاء بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية وصمود الجيش السوفياتي :

– في إفريقيا الشمالية : تنبهت إنجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضعف قوات إيطاليا وألمانيا بالبحر المتوسط ولهذا زجت بقوات ضخمة في شمال أفريقيا وتمكنت من القضاء على الإيطاليين بتونس وانطلقوا منها إلى صقلية ووقع موسولني في أسر الحلفاء. لكن التدخل السريع للجيش الألماني استرجع موسلين. فواصل الحلفاء تقدمهم نحو الشمال ودخلوا مدينة روما 1944.

– في غرب أوربا : سخرت إنجلترا ولايات المتحدة الأمريكية وكندا قوات ضخمة وأنزلتها بنورماندي في شمال غرب فرنسا وفي الجنوب المتوسطي 1944، واخترقت الجبهة الغربية للجيش الألماني واستمر تقدمها شرقا حتى نهر الإلي حيث ألقت بالجيش السوفياتي القادم من الشرق.

– في الواجهة الشرقية : حقق الجيش السوفياتي انتصارات متلاحقة على الألمان انطلاقا من 1943. وعقد شالين وروزفلت وتشرتشل لقاء في ظهران 1943 للتنسيق بينهم وتوجيه الهجمات ضد الألمان من الشرق والغرب. فمكن هذا الجيش الروسي من مواصلة الإنتصارات واكتساح أوربا الشرقية حتى مدينة برلين 1945.

– في الشرق الأقصى : بدأ تراجع القوات اليابانية بعدما حررت الولايات المتحدة الأمريكية جزر المحيط الهادي وفرضت الحصار على القوات اليابانية. واقتنعت الإتحاد س. بإعلان الحرب ضد اليابان في مؤتمر بإلغاء 1945. وبسبب صعود القوات اليابانية لجأت الولايات المتحدة الأمريكية. إلى لقاء القنبلة النووية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في 9-8-1945 واضطرت اليابان إلى الإستسلام يوم 19-8-1945.

خاتمة : انتهت الحرب بانهزام ألمانيا وحليفاتها وخلفت أكثر من 50 مليون قتيل و دخل العالم مرحلة جديدة متميزة بتقسيم النفود العالمي بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الإتحاد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *