مدخل الاستجابة: ضوابط فهم النص الشرعي (القرآن والسنة)

مدخل الاستجابة: ضوابط فهم النص الشرعي (القرآن والسنة)

الثانية باكالوريا جميع المسالك

نصوص الانطلاق:

قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا سورة آل عمران الآية 7

قال عز وجل:” وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ“.سورة النساء الآية 82

المفاهيم الأساسية:

الكتاب: القرآن الكريم.

محكمات: واضحات لا احتمال فيها ولا اشتباه.

أم الكتاب: أصل القرآن الكريم التي يرد إليها غيرها من المتشابه.

متشابهات: خفيات استأثر الله بعلمها، أو لا تتضح إلا بنظر دقيق.

زيغ: مَيْلٌ وانحرَافٌ عن الحق.

تأويله: تَفسيرِه بما يُوافِق أَهواءهم.

يستنبطونه: يستخرجون معناه وحكمه.

إلى الرسول: الرجوع إلى السنة النبوية.

الأحكام الشرعية:

  1. إخبار الله تعالى بتضمن القرآن الكريم لمجموعة من الأحكام البينة والواضحة، وأحكام ومعاني أخرى تحتاج الرجوع إلى أهل العلم لتفسيرها، مع النهي التام عن إتباع أهل التأويل الخاطئ الذين يرغبون في زرع الفتنة، وتغيير مفردات القرآن الكريم.
  2. الدعوة إلى رد المسائل والقضايا المتنازع في حكمها إلى السنة النبوية واجتهادات العلماء.

التحليل:

المحور الأول: مفهوم النص الشرعي وخصائصه:

أولا : مفهوم النص الشرعي:

لغة: ما ظهر وبرز وعلا وتحرك، ومنه المنصة.

اصطلاحا: مجموع ألفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية، وما تحمله من معاني وأحكام ومقاصد…قطعية كانت أم ظنية.

ثانيا: خصائص النص الشرعي:

  • رباني المصدر: فالقرآن الكريم وحي باللفظ والمعنى من عند الله، والسنة وحي بالمعنى، واللفظ من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”.
  • التنجيم والتدرج: نزل القرآن الكريم طيلة 23 سنة حسب الأحداث والوقائع، أو من خلال سؤال أو استفتاء، ومنه ما نزل ابتداء بلا سبب. وكذا الأمر بالنسبة للسنة النبوية التي نقف على أسباب ورود أحاديث كثيرة.
  • الإيجاز والإعجاز في أسلوبه: المتمثلان في أسلوبه البلاغي الرفيع الذي أعجز أفصح العرب على الإتيان بمثله، قال الوليد بن المغيرة من كفار قريش: “والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وإنه يعلى ولا يعلى عليه…”، وفي السنة حدث النبي عليه السلام بقوله:”…أوتيت جوامع الكلم”.
  • المرونة والسعة: أحكام الشريعة الإسلامية مبنية على الوسطية والاعتدال، لا تشدد ولا غلو ولا تساهل ولا تقصير، وهذا ما يجعلها صالحة للعباد في كل زمان ومكان، قال تعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”.

المحور الثاني: مناهج وضوابط استثمار النصوص الشرعية:

للنص الشرعي قواعد ومناهج وضوابط لابد من الأخذ بها لفهمه واستنباط الأحكام منه، وفيما يلي بعض لهذه الضوابط والمناهج:

  1. التسليم المطلق لكلام الله وكلام رسول الله دون نقاش أو جدال: قال تعالى: “وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخِيَرة من أمرهم”.
  2. الاعتقاد الجازم بشمولية النص الشرعي للدين كله: قال تعالى: “ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء”.
  3. الجمع بين ظاهر النص ومعناه: فلا يجوز التقصير في فهم النص على ظاهره، إنما لابد من التعمق فيه والوقوف على ما بين سطوره.
  4. التفريق بين المعاني الشرعي المقصودة والمعاني اللغوية غير المقصودة: استنباط المعاني من النصوص يستوجب التفريق بين المعاني اللغوية المعجمية، والمعنى الاصطلاحي الشرعي المقصود في استنباط الأحكام.
  5. التفريق بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية: المعنى الحقيقي هو اللفظ المستعمل في موضعه، والمجازي هو اللفظ المستعمل في غير موضعه، فلابد من الوقوف عند حقيقة اللفظ.
  6. عدم معارضة النص بالعقل: لا ينبغي تأليه العقل على الوحي؛ لأن العقل خاضع لمقتضات الوحي الشرعي، يقوم بفهمه والامتثال له والانضباط بضوابطه والعمل بأحكامه.
  7. التحقق من ثبوت النص وصحته: فلابد من التفريق بين الصحيح والضعيف من الأحاديث. أما الأحاديث الموضوعة فتعتبر كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي الأخذ بها.
  8. مراعاة سبب نزول الآيات القرآنية، وسبب ورود الأحاديث النبوية.

المحور الثالث: حجية النص الشرعي ومطلب الاستجابة للحكم الشرعي:

يتضمن القرآن الكريم نصوصا كثيرة تؤكد على حجية القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيها أوامر صريحة بضرورة الاستجابة لأحكامهما ونورد على سبيل المثال:

قال تعالى: “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق”

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”

قال تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”

قال تعالى: “إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه”.

قال تعالى: “وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى”.

قال تعالى:وما كان لمومن ولا مومنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخِيَرة من أمرهم”.

قال عليه السلام: “تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *