مدخل التزكية: صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر للأولى باك -ن 1-

مدخل التزكية: صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر للأولى باك 

النموذج الاول

نصوص الانطلاق

قال تعالى: لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا ”

قال تعالى:” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”

المحول الأول: صلح الحديبية سياقه و نتائجه.

الحدث وقائعه
سبب صلح الحديبية رأى الرسول× في المنام، وهو بالمدينة، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة وطافوا واعتمروا وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر.
المسلمون يتحركون إلى مكة خرج النبي × مع المهاجرين والأنصار وأخذ معه زوجته أم  سلمة وقد بلغ عددهم 1400 وقيل 1500 مسلم يأخذهم الشوق إلى رؤية بيت الله الحرام بعد أن حرموا من ذلك ست سنوات وساق معه الإبل والنعم تعظيما للبيت الحرام، وأحرم بالعمرة من كان يسمى بذي الحليفة، ليعلم الناس وقريش خاصة أنه لا يريد القتال، ولم يخرج معهم بسلاح إلا سلاح المسافر، ولما وصل المسلمون إلى عسفان جاء من يقول له : هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجو ليمنعهم من دخول مكة فقال الرسول× يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحروب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا، وإن أظهرني اللع عليهم دخلوا في الإسلام وافرين…
تبديل الطريق ومحاولة اجتناب اللقاء الدامي حينما شعر النبي بمحاولة قريش منعه وأنها أرسلت خالد بن الوليد ليقوم بهذه المهمة، سلك طريقا وعرا، وترك الطريق الرئيسي الذي يفضي إلى الحرم، فلما رأى خالد أن المسلمسن غيروا الطريق رجع إلى قريش، فلما وصل إلى الحديبية جاءه بعض رجال من خزاعة يسألونه عن سبب قدومه فأخبرهم أنه لم يأت للقتال، إنما جاي ليزول البيت ويعتمر، فرجعوا وقالوا لهم: أنكم تعجلون على محمد×، لم يأت للقتال، إنما جاء زائرا للبيت….
المفاوضات بين قريشورسول الله أرسلت قريش عروة بن مسعود الثقفي للتفاوض، وبعد حديث طويل عاد إلى قريش وحدثهم عما رأى من حب الصحابة للرسول وأنهم يريدون الصلح فرفضوا ذلك، ثم أرسل النبي × عثمان بن عفان إلى إهل مكة ليؤكد لهم الغرض من مجيئه مع الصحابة، فقالوا لعثمان: إن شئت تطوف بالبيت، فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله×، ثم حبسوه عندهم، فأبطأ عثمان وأشيع أنه قد قتل، فلما بلغ رسول الله ×الخبر، قال: لا نترك هذا المكان حتى نحارب هؤلاء القوم.
بيعة الرضوان دعا رسول الله× أصحابه لمبايعته على الموت والقتال، فبايعوه تحت الشجرة على عدم الفرار، وأنه إما الصلح أو القتال، ولما علمت قريش بأمر البيعة، خافوا ورأو الصلح أولى من مواجهته، وهذه البيعة ذكرت في القرآن مع الثناء على المؤمنين، قال تعالى: “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”
إبرام الصلح وبنوده عرفت قريش ضيق الوقت، فأسرعت إلى بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح، وأكدت له على الشروط الآتية:

ü وضع  الحرب أوزارها بين المسلمين وقريش مدة عشر سنين.

ü إذا رجأ رجل من قريش إلى المسلمين فعليهم رده، وإذا فر واحد من المسلمين إلى قريش فلا يرجعونه.

ü من أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه، ومن طلب أن يدخل في عهد قريش دخل فيه..

ü رجوع المسلمون في تلك السنة على أن يأتوا معتمرين العام القادم، بدون سلاح.

موقف الصحابة من الصلح شق على الصحابة بنود الصلح لما رؤوا فيها من إجحاف لهم، وأخذ بعضهم يجادل النبي، ومن أشدهم في ذلك عمر، حتى قال الرسول×: إني عبد الله ورسوله ولن يضيعني، ثم أمر الصحابة بالتحلل من العمرة، وذلك بأن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم فلم يفعلوا ذلك في موجة من الألم،فدخل النبي على زوجته أم سلمة، فقال: هلك المسلمون أمرته فلم يمتثلوا، فقالت له: يا نبي الله اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر وتدعو حالقك فيحلقك، فقام الرسول وفعل ذلك، فلما رأى المسلمون ذلك قاموا فنحروا وحلقوا رؤوسهم

دروس وعبر من صلح الحديبية:

  • قوة إيمان الصحابة وثباته، لأن الله شهد لهم بالإيمان بعد هذا الحدث العظيم صلح الحديبية.
  • انتشار الإسلام في به الجزيرة العربية: انتشار الإسلام في هذه الفترة وأسلم عدد كبير من العرب حيث الحرب متوقفة والسلم والأمان منتشران
  • عودة مهاجري الحبشة إلى المدينة: بعد الصلح هاد المهاجرون من الحبشة وبهذا ازدادة قوة المسلمين بالمدينة.
  • تعاهدت قبائل كثيرة مع الرسول في فترة الصلح.
  • تفرغ النبي لدعوة الملوك في كل مكان، حيث أرسل رسائل إلى كسرى ملك فارس، وقيصر ملك الروم وغيرهم.
  • اليقين في أن شرع الله لا يأتي إلا بالخير في الدنيا والآخرة.
  • الثقة في القيادة: لأن لبنود في ظاهرها كانت ظالمة في حق المسلمين، لكن الله جعل بعد هذا الصلح فتحا مبينا.
  • بيان أهمية التشاور، ومكانة المرأة في الإسلام، لأن النبي استشار الصحابة، وكذلك أخذ برأي زوجته أم سلمة.

المحور الثاني: فتح مكة دواعيه و نتائجه .

الوقائع الحدث
في السنة الثامنة للهجرة في يوم 20 من رمضان الموافق ل10  يناير من سنة 630  م، في مكة كان الفتح الأعظم. تاريخ ومكان فتح مكة
وقع خلاف ونزاع بين قبيلة بني بكر وقبيلة خزاعة، فقامت قريش سرا وأعانت بني بكر وأمدوهم بالسلاح خفية والجند، وقتلوا من خزاعة حلفاء النبي ×أكثر من 20 رجلا، فما كان من أمر قبيلة خزاعة ألا أن أرسلت وفدا إلى النبي× وأخبروه بما حدث. سبب فتح مكة : قريش تنقض العهد
عندما أدركت قُريش سوء ما فعلت وأحسّت بالنتائج الوخيمة؛ بادرت بإرسال زعيمها أبي سفيان إلى المدينة؛ لكي يجدد العهد ويزيد من مدَّته؛ ثُمّ توجّه إلى الرّسول × يكلمه فلم يجبه بشيءٍ وطلب منه الزيادة في مدة الصلح فرفض ذلك، وكذلك فعل معه كلٌّ من أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، حيث رفضا أنْ يُكلِّما الرَّسول × في أمره، ثُمّ ذهب إلى عليٍّ رضي الله عنه؛ فأجابه بالاعتذار عن تلبية طلبه، وأشار عليه أن يرجع إلى مكّة؛ ففعل أبو سفيان كما أشار عليه علي رضي الله عنه. قريش تحاول تدارك نقض عهدها.
بدأ الرَّسول × الاستعدادات والتَّحضيرات للغزوّ وأمر الصَّحابة بالاستعداد، وبدأ باستنفار القبائل العربيّة المقيمة حول المدينة، ولم يخبر أحدا من الناس كي لا يشيح الخبر فتعلم قريش قتستعد للحرب، والنبي لا يريد حربا ولا إراقة الدماء، وكان يقول في دعائه:”اللهم خُذ العيون والأخبار عن قريشٍ، حتى نبغتُها في بلادها”. الاتجاه سرا إلى مكة
حاطب بن أبي بلتعة كان له أقاريب بمكة وأراد أن يتخذ عند قريش معروفا ليدفع عنهم أذاهم، فكتب رساله إلى قريش ليخبرهم بقدوم النبي الى مكة، فعلم النبي الخبر بواسطة الوحي، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ل؟إحضار تلك الرسالة، ففعلوا وجاؤوا بها إلى النبي ×فيها من حاطب بن أبي بلتعة ‘لى قريش، فقال له النبي×: ما حملك على هذا يا حاطب؟ فأجاب أنه أراد أن يصنع لقريش معروفا لحماية أقاربه لا غير، فصقه النبي ×وسامحه على ذلك. حاطب بن أبي بلتعة يحاول إخبار قريش
سار النبي بعشرة لإلاف محارب قاصدا مكة، فالتقى بعمه العباس الذي أسلم وانضم إلى المسلمين، والتقى أيضا بأبي سفيان وأعلن إسلامه. في الطريق إلى مكة
دخل النبي× مكة بعد أن اختفى رجال قريش خلف الأبواب، فلم يجد النبي معارضا وكان راكبا دابته منحنيا، متواضعا وخاشعا على ما أكرمه الل به من النصر، ثم دخل النبي إلى الكعبة وحطم الأصنام التي بلغ عددها 360  صنم، ثم طاف بالبيت ووقف يخطب في الناس خطبة. دخول النبي مكة المكرمة
بعد أن خطب النبي× في الناس وجه خطابه لقريش قائلا: ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال الرسول× أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ» اذهبوا فأنتم الطلقاء، العفو الكبير

نتائج فتح مكة:

  • اعتناق كثير من قريش دين الإسلام والاقبال عليه أفواجا ومنهم أبو سفيان وهند بنت عتبة وأبو قحافة .
  • تخليص مكة من براثين الشرك وضمها لحمى التوحيد .
  • تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب .
  • تحطيم ما حول الكعبة من أصنام.
  • زيادة إيمان المؤمنين بتحقق وعد ربهم بدخول البيت الحرام و الطواف به.
  • عفو الرسول على قريش بقوله× « اليوم أقول لكم ما قاله أخي يوسف من قبل {قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين } اذهبوا فأنتم الطلقاء .
  • مبايعة قريش للرسول ×على السمع و الطاعة.
  • دخول الناس في دين الله أفواجا، كما قال تعالى: إِذَا جَاءَنَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”
  • أمر الرسول لبلال بالأذان لصلاة الظهر على ظهر الكعبة

الدروس والعبر المستفادة:

  • بيان عاقبة خيانة العهود ونقض المواثيق
  • بيان عفو الرسول ×على كفار قريش
  • تفضيل النبي× الحل السلمي في مقام الصراع وعدم اللجوء إلى العنف إلا في وقت الحاجة.
  • شكر الله تعالى على نعمة الفتح والانتصار

     المحور الثالث: قيم الحرية والسلام و الوفاء بالعهود في نشر الإسلام و بقائه .

ساهمت الحرية  و السلام و التسامح و الوفاء بالعهود من أسس إنتشار الإسلام  من خلال  صلح الحديبية و فتح مكة فيما يلي:

  • في قوله  أنتم الطلقاء  دلالة على مطلق الحرية في الإختيار  دون إكراه .
  • ونستشف أيضا مبدأ السلام من معاهدة الصلح بين الرسول × و قريش التي ساهمت بدورها في استثباب الأمن والإستقرار و فتح المجال أمام دعوة غير المسلمين وإسماعهم الوحي و إقناعهم بالإسلام، و كانت مجالا لمواجهة أعداء الإسلام من اليهود و تقوية شوكة الإسلام.
  • كما تظهر قيمة التسامح في قوله ׫ اليوم أقول لكم ما قاله أخي يوسف من قبل {قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين } اذهبوا فأنتم الطلقاء . حيث صفح عنهم  رغم قدرته النيل منهم.
  • كما تظهر قيمة الوفاء بالعهود كانت حاضرة بقوة في صلح الحديبية و ما تضمنته من شروط. مما  ساهم في نشر الإسلام و الإعتراف بدولة الإسلام  و سقوط معقل الشرك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *