مدخل الاقتداء: نماذج للتأسي: عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة البذل والحياء

مدخل الاقتداء: نماذج للتأسي: عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة البذل والحياء

الأولى باك جميع المسالك

نصوص الاستدلال من سورة يوسف:

“وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)”
“وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)”
“رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)”

النصوص المؤطرة:

النص الأول: لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)

النص الثاني: عن عائشة قالت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه قال محمد ولا أقول ذلك في يوم واحد فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك؟ فقال: “ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟” رواه مسلم (2401)

مضامين النصوص:

النص الأول:
تشير الآية الكريمة إلى أن أفضل كلام الناس ،أمر بالمعروف و نهي عن المنكر وإصلاح بينالمتخاصمين ، وتلك خصال المؤمن المستحيي من الله، ومن تخلق به فله الأجر العظيم يوم القيامة.

النص الثاني:
يبين الحديث الشريف مكانة عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه بين الصحابة وتميزه بشدة الحياء إلى درجة أن النبي ﷺ استحيى منه لكونه تستحيي منه الملائكة.
فضل صحابة رسول الله ﷺ:
هم صفوة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه محمد ﷺ، فتعلموا منه دينهم القويم، ثم نشروه في أصقاع الأرض. يعد الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه من أبرز الصحابة وأعظمهم بعد أبي بكر وعمر، فقد خصه الله تعالى بخصال عظيمة جعلته قدوة لمن بعده من المؤمنين.
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، يلتقي نسبه مع رسول الله ﷺ عند عبد مناف، أمه أروى وجدته من أمه البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم، فهو بذلك يكون ابن عمة رسول اللهﷺ، وهو صهر رسول الله ﷺ.
كان عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في الجاهلية شريفا عفيفا لم يسجد لصنم ولم يرتكب الفواحش، كما أنه حكيم العقل سديد الرأي، ورث التجارة عن والده فاهتم بها ونمت ثروته، أحبه قومه وكان مفضلا لديهم، وبعد إسلامه أصبح أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو من الأوائل الذين اعتنقوا الدين الاسلامي، هاجر مرتين: الأولى إلى بلاد الحبشة، والثانية إلى المدينة المنورة، لذا سمي بصاحب الهجرتين، جمع القرآن الكريم في مصحف واحد.
مناقب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه لقب بذي النورين لزواجه من ابنتي الرسول ﷺ رقية وأم كلثوم، أخلاقه كريمة بذل ماله في سبيل الله ونصرة رسوله والمسلمين، خلافة عثمان بن عفان بعد وفاة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سنة ثلاثة وعشرين للهجرة، واستمرت خلافته حوالي اثني عشرة عاما،وهو أول من أنشأ أسطولا بحريا لحماية بلاد  المسلمين.
استشهاد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه مات شهيدا كما بشره الرسول ﷺ سنة خمس وثلاثين للهجرة في شهر ذي الحجة، ودفن في البقيع في المدينة المنورة بثيابه دونما تغسيل، بعد أن عاش حوالي اثنين وثمانين عاما.
عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه مضرب المثل في البذل والإنفاق في سبيل الله: لقد كانت لسيدنا عثمان بن عفان كثير من الأعمال الخالدة، فقد كان مشهورا بالبذل والعطاء وإنفاق المال في سبيل الله تعالى، ومن ذلك:

  • انفاقه ومساهمته في تجهيز جيش العسرة أو جيش بوك حيث قام بتوفير المال لشراء العذة والمؤونة، وقد كانت نسبة مشاركته تقارب الثلث، وقد فرح النبي الكريم بسبب هذا البذل حتى قال ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك.
  • شراؤه بئر رومة، فحينما أتى المسلمون المدينة المنورة مهاجرين وجدوا بئرا يملكها رجل من أهل المدينة ويبيع الماء للمسلمين، فشق ذلك على المسلمين، فرغب من يريد شراءها من المسلمين واعدا إياه بعين له في الجنة عوضا فاشتراها سيدنا عثمان وجعلها وقفا للمسلمين.
  • توسعة المسجد النبوي، فقد اشترى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أرضا ملاصقا للمسجد النبوي بعد أن ضاق بالمسلمين وقام بتوسعته.

عثمان بن عفان من أصدق الأمة حياء، الحياء في الشرع: خلق يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال، ويمنع من التقصير في حق الله تعالى، اشتهر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه بالحياء، وكان عثمان بن عفان حيي جدا ولقبه الرسول ﷺ بالرجل الذي تستحيي منه الملائكة لأنه شديد الحياء وهو أشد الناس حياء في أمة محمد، والدليل على ذلك قوله ﷺ : “ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟”

وقد روى الإمام أحمد في مسنده حيث ذكر عثمان وشدة حيائه، فقال: ” إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ ”

4 تعليقات

  1. شكرا جزيلا ?

  2. شكرا جزيلا كثر الله من امثالكم

  3. شكرا على هذا الدرس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *