مدخل الحكمة: العفو والتسامح للأولى باك جميع المسالك -ن 1-

مدخل الحكمة: العفو والتسامح للأولى باك جميع المسالك

النموذج الأول

النصوص:
– قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)﴾ سورة يوسف، الآيتان:97-98

– قال تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ سورة الأعراف :199

شرح الكلمات الصعبة:
– سوف استغفر لكم ربي: : أجَّلَ الاستغفار لهم إلى آخر الليل أو إلى ليلة الجمعة .
– العفو: ما كان سهلاً لا كلفة فيه وهو ما يأتي بدون تكلف .
– بالعرف: أي المعروف في الشرع بالأمر به أو الندب إليه
– وأعرض عن الجاهلين: الجاهلون هم الذين لم تستنر قلوبهم بنور العلم والتقوى ، والإِعراض عنهم بعدم مؤاخذتهم على السوء قولهم أو فعلهم .
المضامين:
1- الأمر بالتزام الآداب والتحلي بأكمل الأخلاق ومن أرقها العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ، وصلة من قطع .
2– فضل الصفح والعفو وترك عتاب القريب إذا أساء .

المحور الأول: العفو صفة رب العالمين وخلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والمؤمنين الصالحين
أولا: مفهوم العفو والتسامح
أ- مفهوم العفو لغة:الطمس والمحو
واصطلاحا: إسقاط العقوبة عن المذنب المستحق للعقوبة ، مع وجود القدرة على إنزالها به.
ب- مفهوم التسامح لغة:اللين واليسر
واصطلاحا: اليسر في المعاملة ، النابع من جود المتسامح وكرمه، وهو خلق يشمل المعاملات المالية والإجتماعية، يراعي خلالها المتسامح حال المتعاملين معه ، ويحترم حق الغير في التعبير عن رأيه ولو كان مخالفا له في الرأي مالم يسئ إلى معتقده ومقدسات دينه.
ثانيا: مشروعية التحلي بالعفو
إن العفو عن العقوبة من الأمور التي دعت إليه الشريعة الإسلامية والأصل في ذلك الكتاب والسنة قال تعالى :” فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ” البقرة:178.
كما أن العفو عن الناس من أجل ضروب الخير حيث يجوزللإنسان أن يعفو حتى لو ظلم قال تعالى :” وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” آل عمران :134.
وقال تعالى :” فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ”
آل عمران :159 ففي هذه الآية أمر الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو وهذا يدل على جواز و مشروعية العفو في ما هو حق للإنسان. ومن السنة عن أنس رض الله عنه قال :”ما رأيت النبي ﷺ رفع إليه شيء من القصاص إلا أمر فيه بالعفو ” رواه أبو داود

ثالثا: مظاهر العفو وحقيقته في الإسلام
إن العفو اسم من أسماء الله الحسنى الدال على سعة صفحه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا ومن تجلياته:
أ- العفو صفة من صفات الله : فهو سبحانه الصبور الذي يصبر على ذنب عبده ، فإذا تاب يفرح بتوبته ، وإذا تاب واستغفر عفا عنه ، فالله تعالى عند حسن ظن العبد به.قال سبحانه:” وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” الشورى:23
ب- العفو خلق الأنبياء والرسل عليهم السلام: لقد اجتبى الله تعالى الرسل والأنبياء عليهم السلام من صفوة الخلق لأنهم أكرم الناس خلقا ، وقد حفلت السيرة النبوية بمواقف العفو ، من بينها موقف سيد الخلق محمد ﷺ عند فتح مكة لما سأل مشركي قريش المهزومين والمستسلمين :ما ترون أني فاعل فيكم ؟ قالوا:خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم .أخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله ﷺ خاطبهم فقال : أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } قال فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام.
ج- العفو خلق الصالحين: إن العفو هو السبيل للصلح بين المتخاصمين ، ووسيلة لإصلاح حال المسيئين ، وفرصة لكي ينتبه إلى حال نفسه ، ويستيقظ من غفلته ، ولهذا فلا يعفو إلا من انطبعت نفسه عليه وفاض قلبه بالكرم والسخاء ، قال تعالى :” وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ” الشورى:37

– تحليل المحور الثاني: التسامح فضله وأثره
1- فضل التسامح وأثره:
لقد حث ورغب الرسول ﷺ في التسامح فقال :”رحم الله رجلا سمحا إذا باع ، وإذا اشترى وإذا اقتضى” صحيح البخاري وهذا الحديث فيه الحض على السماحة في المعاملة واستعمال معالى الأخلاق وترك المشاحة والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة وأخذ العفو منهم فالله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء فهو يدخل صاحبه الجنة

2- يوسف عليه السلام المتسامح الكريم:
لقد ضرب يوسف عليه السلام النموذج الراقي في التعامل مع المسيء معه وهم إخوته ، حتى قبل أن يعرفوه حيث أكرم وفادتهم وأحسن ضيافتهم ، ووفى لهم الكيل قال سبحانه :” وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ” سورة يوسف :59
– ثم سامحهم بعد أن عرفوه ، وتجاوز عنهم فقال سبحانه :” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” سورة يوسف: 92
– فالسعيد من تخلق بخلق سيدنا محمد ﷺ واقتدى به وبهديه واتبع سبيل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، وتحلى بخلق العفو والتسامح، فالعفو التسامح من غنى النفس .

تحليل المحور الثالث: كيف أكتسب خلق العفو والتسامح

– أحب لنفسي ما أحب للآخرين ، وأعفو عن المسيء كما أحب أن يعفو عني الناس إذا أخطأت،
– الرفق بالمسيء ، وإيجاد العذر له قبل أن أتسرع برد الإساءة فأندم.
– الإقتداء بخلق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، فأتسامح مع الناس في معاملاتي .

8 تعليقات

  1. المرجو تصحيح الامر فالنص الاول من سورة يوسف وليس الاعراف والعكس في النص الثاني كذلك
    شكرا :]

  2. اتمنى ان تضعوا الوضعية المشكلة في كل درس و شكرا جزيلا

  3. صلاح الدين

    استمروا في اكمال وتاطير جميع دروس المقرر . ولا شك ان الطلبة على تقدير العمل الدي تقومون به . جزاكم الله كل الخير

  4. هل يمكن توضيح ما الفرق بين العفو و تسامح جزاك الله خيرا

  5. رشيد الرحماني

    السلام عليكم
    مشكورين على الجهود القيمة
    لكن ينبغي الالتزام بما جاء في الإطار المرجعي الخاص بكل درس فعليه المعتمد في الامتحان الإشهادي
    اكتفيت أخي الكريم بنسخ ما في الكتاب المدرسي فقط
    والسلام عليكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *