المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس للجذع المشترك -ن 2-

درس الجغرافيا: المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس للجذع المشترك

النموذج الثاني

مقدمـة:
يتكون سطح الأرض من ثلاث مجموعات بنيوية كبرى ترتبط بها عدة أشكال تضاريسية تساهم في تطورها عوامل باطنية وخارجية.
– فما هي الخصائص الطبوغرافية والعوامل الباطنية والخارجية المساهمة في تشكيل التضاريس؟

І ـ المجموعات البنيوية الكبرى والخصائص الطبوغرافية للأشكال التضاريسية:
1 ـ المجموعات البنيوية الكبرى:
يتكون سطح الأرض من ثلاث مجموعات بنيوية كبرى، وهي:
– القواعد القديمة: تعتبر أقدم العناصر المكونة للقارات، ونميز فيها بين الدروع والكتل القديمة.
– الأحواض الرسوبية: تكونت نتيجة تراكم الرواسب في أجزائها المنخفضة، ثم انسحب عنها البحر فأصبحت تشكل جزءا هاما من اليابس على شكل هضاب رسوبية.
– السلاسل الجبلية الحديثة: عبارة عن سلاسل نتجت عن التواءات الطبقات الرسوبية بفعل الحركات الباطنية العمودية والأفقية خلال الزمنين الجيولوجيين الثالث والرابع.

2 ـ الخصائص الطبوغرافية للأشكال التضاريسية ومناطق انتشارها:
تتميز الأشكال التضاريسية بتنوعها وباختلاف توزعها عبر مناطق العالم، ومنها:
– السلاسل الجبلية: تتميز بشدة ارتفاعها وحدة قممها وأوديتها العميقة والضيقة، تتخللها فجاج وسفوح شديدة الانحدار تنتمي إلى بنية السلاسل الإلتوائية الجديدة، منها:

سلسلة جبال الهملايا (بآسيا)، سلسلة جبال الأنديز والركي (بأمريكا) و سلسلة جبال الأطلس (بإفريقيا).
– الهضاب: أراضي منبسطة أو متموجة قليلا، أوديتها متعمقة، تتخذ أشكالا متباينة تبعا لكثافة الأودية، وهي أكثر انتشارا بالقارتين الإفريقية والآسيوية (هضبة التبت والدكن بآسيا، هضبة الفوسفاط بإفريقيا، وهضبة كولورادو بأمريكا).
– السهول: هي عبارة عن أراضي منبسطة، أوديتها ضعيفة العمق لقلة الانحدار، تنتشر بوسط أمريكا الشمالية (السهل الكبير) وبالشمال الغربي لآسيا (السهل السيبيري) ووسط إفريقيا (حوض الكونغو).
ІІ ـ تلعب العوامل الباطنية والخارجية دورا هاما في تشكيل التضاريس:
1 ـ دور العوامل الباطنية في نشأة التضاريس:
أ- الحركات التكتونية البطيئة:
ينتج عن الحركات الباطنية البطيئة نوعان من التضاريس، وهما:
– التضاريس الالتوائية: تنشأ عندما تتعرض الطبقات الرسوبية للالتواء بفعل الحركات الباطنية مما يشكل طيات تختلف حسب سمك الطبقات الرسوبية وصلابتها والقوة الضاغطة عند الالتواء.
– التضاريس الانكسارية: تنشأ عندما تتعرض التضاريس القشرة الأرضية للتصدع في مناطق ذات طبقات صخرية صلبة بعد تأثرها بالحركات التكتونية.
يتكون الانكسار من عدة عناصر:
– المرتفع الانكساري Horst، وهو الجزء المرتفع بين جزئين منهارين.
– الأخدود الانكساري، وهو الجزء المنخفض بين جزئين مرتفعين.
– المدرج الانكساري، تتخذ فيه الأجسام المنكسرة شكل مدرج في اتجاه واحد.
ب – الحركات الباطنية السريعة: الزلازل والراكين:
تتمثل الحركات الباطنية السريعة في البراكين والزلازل التي تؤثر على سطح القشرة الأرضية، وهي تخلف خسائر بشرية ومادية وبيئية خطيرة:
– البراكين: مقدوفات باطنية تنتج عن اندفاع المواد المنصهرة الموجودة في باطن السطح عبر الشقوق والانكسارات.
– الزلازل: هي اهتزازات تتعرض لها أجزاء من القشرة الأرضية، وتنتج عن التحرك السريع للمواد المنصهرة بباطن الأرض.
والمناطق الأكثر تعرضا في العالم للزلازل والبراكين، هي: المحيط الهادي، سلسلة جبال الأنديز واليابان.
2 – دور العوامل الخارجية في تشكيل التضاريس وتطورها:
أ – تأثير التجوية والتعرية:
التجوية هي عملية تفكيك وتحليل الصخور بطريقة ميكانيكية وكيميائية، وهي تمهد لعملية التعرية، وتنشط بالمناطق الصحراوية.
توثر التعرية في تشكيل التضاريس بالمناطق الصحراوية بفعل الحرارة، مما يؤدي إلى تكوين غطاء من المفتتات الصخرية، وبذلك تكون التجوية قد مهدت السبيل لعملية التعرية بفعل عامل الرياح مما يعطي اشكالا تضاريسية كالعروق والرقوق والحمادات.
ب – تأثير التعرية على تطور الأودية النهرية:
التعرية هي عبارة عن عوامل خارجية تغير معالم التضاريس وتطورها، وذلك من خلال عمليات النحت والنقل والترسيب.
تؤثر التعرية على تطور الأودية عبر مراحل:
– مرحلة الشباب: تتميز فيها الأنهار بعدم انتظام الجريان وسيادة النحت على سفوح شديدة الانحدار.
– مرحلة النضج: يأخذ جريان الأنهار فيها في الانتظام، ويؤدي استقرار النحت إلى تراجع السفوح واتساع القعر وتكدس  الرواسب.
– مرحلة الشيخوخة: تكون خلالها الأنهار قد حققت توازنا لمجراها، وتصبح سفوح الأودية خفيفة الانحدار والقعور مليئة بالرواسب.
خلال المراحل الأخيرة لتطور الأودية النهرية، تأخذ المرتفعات الفاصلة بين الأودية شكل تلال تتحول بفعل التعرية لسطح شبه منبسط، فيعرف بالسطح التحاتي.
ج – دور التعرية في تشكيل الأجراف الساحلية:
تؤثر التعرية البحرية على تشكيل الأجراف الساحلية (نتوءات صخرية)، فباستمرار قوة الأمواج عندما تندفع وتصطدم بالشاطئ عند انكسارها، تتفتت هذه الأجراف وتنقسم.
خاتمـة:
تتشكل المجموعات البنيوية والأشكال التضاريسية عن طريق عوامل باطنية تقوم بعملية التشكيل وعوامل خارجية تقوم بعملية الهدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *