دعامة من القرآن الكريم: سورة الحجرات من الآية 9 إلى الآية 10

وحدة التربية الأسرية والاجتماعية: دعامة من القرآن الكريم: سورة الحجرات من الآية 9 إلى الآية 10

الثانية إعدادي

1) النصوص:
سورة الحجرات من الآية 9 إلى الآية 10 .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
2) توثيق سورة الحجرات :  

السورة : سورة الحجرات
نوعها :  مدنية
عدد آياتها : 18آية
ترتيبها في القرآن الكريم : 49
ترتيبها بين السور : جاءت بعد سورة الفتح وقبل سورة ق
سبب تسميتها: سميت ‏سورة ‏الحجرات ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر  فيها حرمة بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهم وهذا لتربطنا بالنبي وفي هذا دلالة أيضاً على ارتباط السور الثلاثة محمد والفتح والحجرات بمحور واحد هو (محمد) ففي سورة محمد كان الهدف إتّباع الرسول وفي سورة الفتح مواصفات أتباعه وفي سورة الحجرات أدب التعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمجتمع.‎

 

 3)  سبب نزول الآيتين (9-10) من سورة الحجرات
ورد في شأن نزول الآيتين – هاتين – أنّ خلافاً وقع بين قبيلتي “الأوس” و”الخزرج” “وهما قبيلتان معروفتان في المدينة” أدّى هذا الخلاف إلى الإقتتال بينهما وأن يتنازعا بالعصي والهراوات والأحذية فنزلت الآيتان آنفتا الذكر وعلّمت المسلمين سبيل المواجهة مع أمثال هذه الحوادث .

وقال بعضهم: حدث بين نفرين من الأنصار خصومة واختلاف! فقال أحدهما للآخر: سآخذ حقّي منك بالقوة لأنّ قبيلتي كثيرة، وقال الآخر: لنمضِ ونحتكم عند رسول الله، فلم يقبل الأوّل، فاشتدّ الخلاف وتنازع جماعة من قبيلتيهما بالعصي والأحذية و”حتى” بالسيوف، فنزلت الآيتان آنفتا الذكر وبيّنت وظيفة المسلمين في مثل هذه الأُمور .

 4) الشروح:
طائفتين : جماعتين.
اقتتلوا : أرادوا القتال وجنحوا له.
بغت إحداها : طغت واعتدت وظلمت.
تفيء إلى أمر الله : ترجع إلى الحق وتقبل الصلح.
فأصلحوا بينهما : اعملوا كل ما في جهدكم للإصلاح بينهما.
وأقسطوا : أعدلوا في جميع أموركم
المقسطين : العادلين

 

5) التفسير 

تفسير الاية: 9
وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا أيها المؤمنون بينهما بدعوتهما إلى الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والرضا بحكمهما، فإن اعتدت إحدى الطائفتين وأبت الإجابة إلى ذلك، فقاتلوها حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله، فإن رجعت فأصلحوا بينهما بالإنصاف، واعدلوا في حكمكم بأن لا تتجاوزوا في أحكامكم حكم الله وحكم رسوله، إن الله يحب العادلين في أحكامهم القاضين بين خلقه بالقسط. وفي الآية إثبات صفة المحبة لله على الحقيقة، كما يليق بجلاله سبحانه

تفسير الاية:10
إنما المؤمنون إخوة في الدين، فأصلحوا بين أخويكم إذا اقتتلا وخافوا الله في جميع أموركم؛ رجاء أن تُرحموا.
6) المضمون العام:
حرص الإسلام على وحدة المجتمع الإسلامي بالدعوة إلى الإصلاح بين الفئتين المتخاصمتين من المؤمنين، استجابة لأمر الله ونيل رضاه ورحمته.
7) المعاني الأساسية للآيات:
الآية 9 من سورة الحجرات:
يعتبر الإصلاح بين الجماعتين المتنازعتين أمرا واجبا.

الآيتان 10 من سورة الحجرات:
تقرير الخالق عز وجل بأن الأخوة الدينية هي أقوى الروابط التي تجمع بين المؤمنين في كل زمان ومكان.

  8) استنتاج:
يأمر الله سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين عباده المؤمنين بالحد من فتنة الاقتتال، والسعي إلى الإصلاح بين الجماعتين المتخاصمتين، فإن رفضت إحدى الطائفتين وقف الاقتتال، فعلى باقي المسلمين أن يقاتلوا الفئة الظالمة حتى تكف عن القتال وتقبل الصلح.وحث الخالق جلت قدرته أن يكون الإصلاح بالعدل والقسط، لأن مصلحة المسلمين تكمن في وحدتهم وتماسكهم، ولعل أحسن دليل على ذلك الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه) متفق عليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *