وحدة التربية الأسرية والاجتماعية: أثر الفضائل في المجتمع -ن 2-

وحدة التربية الأسرية والاجتماعية: أثر الفضائل في المجتمع ( الإيثار- التواضع- معاشرة الأخيار)

النموذج الثاني

التمهيد
نوه الإسلام بالفضائل ودعا إلى ترسيخها في نفوس المسلمين ورتب على التمسك بها آثارا حسنة، فما هي هذه الفضائل؟ وما انعكاستها على سلوك الفرد والمجتمع؟

نصوص الانطلاق:
* قال تعالى: ” وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” سورة الحشر الآية 9
* عن عياض بن حمار المجاشعي التميمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَبْغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ” صحيح مسلم رقم الحديث 5109.
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ” مسند أحمد رقم الحديث 8065.
 الشرح اللغوي:
يوثرون: يفضلون غيرهم على أنفسهم.
خصاصة: فقر وحاجة
شح نفسه: البخل الشديد.
ولا يبغ: لا يجور ولا يعتدي
يخالل: يصاحب ويعاشر
توثيق النصوص:
سورة الحشر : مكية ,عدد آياتها 24 آية ,ترتيبها في القرآن الكريم 59 ,سميت بهذا الاسم نسبة إلى غزوة بني النضير حيث نقض يهود بني النضير عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فغزاهم وأجلاهم من ديارهم .

مضامين النصوص:
1- بيانه سبحانه وتعالى أن من صفات عباده الصالحين الإيثار وتقديم الغير على النفس ولو كان بهذه النفس خصاصة وهو من أسمى مراتب الإيثار.
2- أمره صلى الله عليه وسلم بالتواضع كي لا يتكبر احد على أحد ولا يفتخر احد على أحد.
استنتاج:
* الإيثار : هو أن تعطى ما أنت فى أمسّ الحاجة إليه عن رضا وطيب نفس، لمن هو فى مثل حالك، وتقدمه على نفسك إكرامًا له، أو حرصًا على حياته، تفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله.

إن الإيثار – الذي هو أهم سمات المؤمنين – هو حبُّ الخير للناس جميعًا، ونشر الإخاء ونبْذ الأهواء: هي الدعائم التي تُسعِد الأفراد، وترفع شأن المجتمعات، وهي أساس الخير وسبيل الإصلاح، الإيثار رمز المحبة والوفاق، وعنوان الرحمة والوئام والاطمئنان، به تقوَى الروابط، وتتوثَّق المودَّة، وتسود السكينة والطمأنينة، وتَعلو الكلمة الْخَيِّرة، وتعمُّ النعمة والرحمة، فتنعم الأمم بحياة طيبة، وعيشة راضية؛ ولذا فقد امتدَح الله – تعالى – الأنصار الذين آثروا إخوانهم من المهاجرين على أنفسهم، وجاؤوا لهم بأموالهم وأرزاقهم عن طيب خاطر، فطيَّب الله قلوبَهم، وأثنَى عليهم في كتابه العزيز، ومنَحهم الله في الدنيا والآخرة وسامَ الفلاح والفوز بالجنة، فقال الله – تعالى – في حقهم: “وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”
* آثاره : يساهم في التكافل- التضامن- المحبة والتعاطف.
* التواضع: هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله   تعالى  بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
* آثاره على المجتمع : الألفة- التقدير- الاحترام المتبادل.
 *معاشرة الأخيار :  يقصد بها معاشرة الأصدقاء الصالحين في أخلاقهم ودينهم وذلك بمخالطتهم أغلب الأوقات والتأثر بهم دينا ودنيا.
جليسك الصالح يشعر بشعورك، ويعتني بشؤنك ويهتم بأمورك يفرح بفرحك ويحزن لحزنك، ويسر بسرورك، يحب لك ما يحب لنفسه ويكره لك ما يكره لنفسه وينصح لك في مشهدك ومغيبك، يأمرك بالخير وينهاك عن الشر ويسمعك العلم النافع والقول الصادق والحكمة البالغة ويحثك على العمل الصالح المثمر ويُذَكَّرك نعم الله عليك لكي تشكره ويُعَرفك عيوب نفسك لكي تجتنبها ويشغلك عما لا يعنيك.
أثارها على المجتمع : صلاح الفرد نفسيا وخلقيا و إيمانيا ودينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *