درس الجغرافيا: السكان: الدينامية / التدرب على رسم مبيانات -ن 2-

درس الجغرافيا: السكان: الدينامية / التدرب على رسم مبيانات للجذع المشترك

النموذج الثاني

مقدمة:
تهتم دينامية السكان بدراسة التغييرات العددية الناتجة عن الخصوبة والوفاة والهجرة ويتميز القرن 20 بظاهرة الإنفجار الديمغرافي مما نتج عنه عدة مشاكل إجتماعية واقتصادية وبيئية تعاني منها الدول النامية على الخصوص. مما حتم عليها وضع السياسة السكانية ضمن اهتماماتها الرئيسية.
فما مؤشرات النمو الديمغرافي السريع لساكنة العالم؟ وما العوامل المتحكمة فيه؟
ما انعكاسات ذلك على البنية العمرية للسكان بالدول المتقدمة والدول المتخلفة؟
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتحويل المؤشرات الديمغرافية إلى مبيانات مناسبة؟
I- عرف النمو الديمغرافي لساكنة العالم تطورا كبيرا.
1- تميزت الفترة الممتدة ما بين 1950 و 2000 بإنفجار ديمغرافي :
الإنفجار الديمغرافي هو ظاهرة التطور الهائل والسريع الذي طرأ على وثيرة ساكنة العالم وخاصة في البلدان النامية انطلاقا من منتصف ق 20 وسبب هذا الإنفجار هو ارتفاع معدل الخصوبة وذلك بسبب تحسن الظروف الصحية (التلقيح) مما يساعد على التحكم في الأمراض ونمو الإنتاج الفلاحي (السقي، مبيدات الحشرات، الأسمدة…) الشيء الذي أدى إلى انخفاض المجاعة وتحسين الظروف المعيشية فتراجـــــــعـــت الوفيات بشكل كبير+ تعويض الآلة تدريجيا للإنسان في القيام ببعض المهام الشاقة والخطيرة.
2- يختلف معدل التزايد الطبيعي من منطقة لأخرى:
– ترتفع نسبة التزايد الطبيعي بالبلدان النامية لا سيما بقارة إفريقيا وذلك بارتفاع نسبة الولادات وانخفاض نسبة الوفيات، في حين تنخفض هذه النسبة في البلدان المتقدمة وذلك بسبب إنخفاض معدلات الخصوبة، وارتفاع متوسط سن الزواج ونسبة العزوبة، انتشار مساهمة المرأة في النشاط الإقتصادي والتوجيه نحو التمتع إلى حد أقصى في الحياة، انتشار موانع الحمل كطرق لتحيد النسل.
– البلدان المتقدمة: ينتج عن انخفاض معدل التزايد الطبيعي بها شيخوخة المجتمع وينعكس ذلك سلبيا وإيجابيا  بسبب انخفاض الضغط على التمدرس وتأمين فرص الشغل وسلبيا لأن المجتمع يفقد ديناميته وتضعف به روح المبادرة والتجديد.
– البلدان النامية : ارتفاع معدل التزايد الطبيعي بها يساهم في تكريس التخلف وتفاقم المشاكل الإقتصادية والإجتماعية – نقص التغذية، البطالة، عدم توفر فرص كافية للتمدرس، تدهور البيئة. هذا التفاوت في النمو الديمغرافي بين العالم III والبلدان المتقدمة توضحه نظرية الإنتقال الديمغرافي.
3- تبرز نظرية الإنتقال الديمغرافي تطور وثيرة التزايد الطبيعي في العالم:
الانتقال الديمغرافي نموذج يبين وثيرة التزايد الطبيعي للسكان ويعتمد على قياس معدل الولادات والوفيات الخام لتحديد نسبة التزايد الطبيعي للساكنة، والتعبير عن الإنتقال من نظام ديمغرافي تقليدي إلى نظام ديمغرافي عصري.
– النظام الديمغرافي التقليدي : يتميز بخصوبة مرتفعة ويتراوح بين 35 % و 55 % والوفيات هي الأخرى مرتفعة ما بين 30 و 55 % مما يجعل التزايد الطبيعي جد ضئيل يعبر عن التوازن بين نسبة الخصوبة والوفاة.
– الإنتقال الديمغرافي : يتسم باختلاف التوازن بين الولادات والوفيات في مرحلتين : الأولى تعرف انخفاض سريعا للوفيات في حين الخصوبة تقل عن مستواها السابق مما يؤدي إلى نمو ديمغرافي سريع . المرحلة الثانية تعرف تناقصا سريعا للخصوبة في حين تستمر الوفيات، إذن التزايد الطبيعي منخفض.
– النظام الديمغرافي العصري : يتميز بالتوازن بين الولادات والوفيات .
II – تختلف خصائص البنية العمرية لساكنة العالم بين الدول المتقدمة والنامية.
1- دراسة بنية هرم أعمار ساكنة العالم:
– هرم الأعمال هو تمثيل مبياني يعطي صورة عن توزيع بنية السكان حسب فئات الأعمار وحسب الجنس.
– الخاصية العمرية التي تميز بنية ساكنة العالم هي غلبة فئة الشباب على فئة الشيوخ وكذلك ارتفاع نسبة الأطفال بشكل كبير ثم من ناحية الجنس نلاحظ غلبة الذكور على الإنات.
2- يختلف هرم الأعمار في الدول المتقدمة عن نظيره في الدول المتخلفة:
– هرم أعمار إفريقيا يتميز بقمة حادة وقاعدة عريضة تعكس ارتفاع عدد الأطفال وقلة الشيوخ.
– العوامل المتحكمة في تباين البنية العمرية للسكان بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة هي عوامل اجتماعية واقتصادية تتمثل في تدني نسبة العزوبة، ارتفاع نسبة الخصوبة أو انخفاضها، ارتفاع متوسط الزواج ومشاركة المرأة في النشاط الإقتصادي.
– هرم أعمار البلدان المتقدمة تنتج عنه شيخوخة المجتمع وبالتالي تراجع ديناميتية المرتبطة أساسا بفئة الشباب.
– هرم أعمار البلدان النامية تنتج عنه البطالة، عدم كفاية الإمكانيات الصحية وقلة فرص التمدرس.
III – إدراك حجم المشاكل المترتبة عن النمو الديمغرافي السريع لساكنة العالم.
1- تنتج مشاكل اقتصادية كبيرة عن سرعة النمو الديمغرافي:
– كثرة عدد الشباب وطالبي العمل مما أدى إلى المحافظة على المستويات الحالية لعدد سكان مضاعف، مما يقتضي رفع عدد المدارس والمستشفيات والمصانع إلى ثلاثة أضعاف.
– ظهور انحرافات وانعدام الأمن نتيجة انتشار البطالة.
– ضعف المردود الزراعي .
– ضعف المستوى المعيشي .
2- يتفاقم حجم المشاكل الإجتماعية الناتجة عن النمو الديمغرافي السريع:
– ضعف الدخل الفردي لدى شرائح واسعة في كل مجتمع.
– انتشار أحياء الصفيح الهامشية.
– تفشي ظاهرة الأمية.
– انتشار عادات وتقاليد البوادي في المدينة
– أدت الهجرة الخارجية إلى اللجوء لأساليب مختلفة لفرض الذات ومنها الإجرام المتاجرة في المخدرات والإرهاب والفوضى الإجتماعية النفسية للمهاجر.
3- يؤثر النمو الديمغرافي السريع على البيئة:
تعاني جل الدول الصناعية ودول العالم III من المشاكل البيئية فهي مشكلة تعاني منها البشرية إلى حد الآن. وقد زاد من تفاقم هذه المشكلة بالنسبة لبلدان الجنوب ظاهرة الإنفجار الديمغرافي التي تشكل ضغط متزايدا على الموارد البيئية، مما يؤدي إلى الإسراع باستنزافها .
خاتمة :
يمكن هذا الدرس من معرفة الدينامية التي تحكم النمو الديمغرافي لسكان العالم ومعرفة امتدادات ذلك من خلال توزيع السكان على سطح الكرة الأرضية بشكل متفاوت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *