وحدة التربية العقلية و المنهجية: محاربة الجهل و الأمية -ن 2-

وحدة التربية العقلية و المنهجية: محاربة الجهل و الأمية للسنة الأولى إعدادي

النموذج الثاني

 التمهيد:

«لا تجادل بليغا ولا سفيها فالبليغ يغلبك والسفيه يؤذيك»
ما معنى هذه القولة؟ بماذا يمتاز البليغ؟ لماذا كان السفيه يؤذينا؟

المراجعة
ما هو أول شيء أمر الله به نبيه في القرآن؟… لماذا أمر الله تعالى عباده بطلب بالعلم ؟… بماذا ميز الله الإنسان ؟ ولماذا ؟… أذكر بعض آداب طلب العلم.

النصوص:

قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ سورة الزمر الآية: 9
قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾  سورةالعلق من الآية: 1 إلى الآية: 5
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «طلب ‏العلم فريضة على كل مسلم». أخرجه ابن ماجة في السنن

 

  توثيق النصوص:

سورة الزمر
إسم السورة : الزمر
نوعها : مكية
عدد آياتها : 75 آية
ترتيبها : 39
موقعها : بعدسورة ص وقبل سورة  غافر

سبب التسمية :  سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏تعالى ‏ذكر ‏فيها ‏زمرة ‏السعداء ‏من ‏آهل ‏الجنة ‏‏،وزمرة ‏الأشقياء ‏من ‏آهل ‏النار، ‏أولئك ‏مع ‏الإجلال ‏والإكرام ‏‏، ‏وهؤلاء ‏مع ‏الهوان ‏والصغار

   سورة العلق  
إسم السورة :العلق
نوعها : مكية
عدد آياتها : 19 آية
ترتيبها : 96
موقعها : بعدسورة التين وقبل سورة القدر
 أنس بن مالك: هو الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار، خادم رسول الله  ، كان يتسمَّى به ويفتخر بذلك، وقد وُلد  قبل الهجرة بعشر سنوات، وكنيته أبو حمزة. تربى أنس بن مالك   على يد الرسول العظيم  تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول  ، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: “هذا أنس غلامٌ يخدمك”، فقَبِله. صحب النبي صلى الله عليه وآله أتم الصحبه ولازمه أكمل الملازمة منذ أن هاجر إلى أن مات ، وغزا معه غير مرة ، وبايع تحت الشجرة. توُفِّي -رضي الله عنه- بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية.

 ابن ماجة: هو الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ، وُلد بقزوين سنة تسعٍ ومائتين من الهجرة. نشأ ابن ماجه في جو علمي، ومن ثَمَّ شبَّ محبًّا للعلم الشرعي عمومًا، وعلم الحديث خصوصًا؛ فحفظ القرآن الكريم، وتردد على حلقات المحدثين، حتى حصَّل قدرًا كبيرًا من الحديث. من كتبه غير كتابه (سنن ابن ماجه) أحد الصحاح الستة؛ فكان له تفسير للقرآن وصفه ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) بأنه “تفسير حافل”، وله أيضًا كتاب في التاريخ أرَّخ فيه من عصر الصحابة حتى عصره، وقال عنه ابن كثير بأنه “تاريخ كامل”. بعد عمر حافل بالعطاء في الحديث النبوي الشريف درايةً وروايةً، دارسًا ومدرسًا ومؤلفًا، تُوفِّي ابن ماجه (رحمه الله) سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين من الهجرة.

 

  شرح المفردات

يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ: ويعرف الفرق أصحاب العقول السليمة.
طلب ‏العلم فريضة: طلب العلم واجب.
الجَهْلُ: تَصَوُّرُ الشَّيْءِ عَلَى خِلاَفِ مَا هُوَ بِهِ في الوَاقِعِ.
الأمية: تعني الغفلة بالشيء وتدل على الجهـل بالقراءة والكتابة
العِلْمُ:  مَعْرِفَةُ المَعْلُومِ عَلَى مَا هُوَ بِهِ في الوَاقِعِ.

 

مضامين النصوص:
النص الأول:  لا مجال للمساواة بين العالم والجاهل، والتنويه بأهل العلم والمعرفة.
النص الثاني : الدعوة إلى العلم والقراءة، وذكر وسيلة القلم لإدراك عظمة الله وتحقيق عبوديته.
النص الثالث:  يدعو رسول الله   إلى التعلم لما له من قيمة وفضائل عند الله تعالى.
تحليل المحور الأول:«الأمية والجهل وآثارهما على المجتمع»
مفهوم الأمي: هو الذي لا يعرف القراءة والكتابة.

مفهوم الجاهل: هو الذي لا علم له.

يطلق مصطلح الأمية ويراد به عدم القدرة على القراءة والكتابة والجهل بمبادئهما. لكن هذا المفهوم البسيط قد تم تجاوزه حاليا إلى عدم معرفة استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة المتعلقة بالاتصال خصوصا كالحاسوب. مع العلم أن هناك أشكال كثيرة من الأمية، فالجاهل بالقانون مثلا يعتبر أميا فيه، والجاهل باللغات الأخرى يعتبر أميا، وهكذا.
وقد بعث الله عز وجل في العرب الأميين حينها، سيدنا  محمدا ليدعوهم إلى القراءة والتعلم والبحث عن المعرفة ومصادرها، كما دعا إلى تعلم العلوم النافعة كما رأينا في الدرس السابق، ولذلك حرص الإسلام على محاربتها بشتى الوسائل. للأمية والجهل آثار خطيرة على المجتمع وتطوره، فهما سببان يؤديان إلى انتشار الخرافة والفساد والظلم، تنعدم فرص التكافؤ بين أبناء المجتمع الواحد، يصعب تحقيق النمو الاقتصادي والثقافي، الجهل عدو الإنسان لأنه كثيرا ما يؤدي به إلى الهلاك. لا يستطيع الإنسان أن يعيش بسلام بين الناس بدون علم، لأن بالعلم يتعلم الأخلاق وأدب الحوار والتواصل مع الناس. الجاهل يكون معرضا للضياع وعدم الانسجام مع محيطه، لأنه يفتقد أهم وسائل التواصل وهو العلم. المتعلم يمتاز بالأخلاق الحميدة. المتعلم يعرف كيفية التعامل مع الناس بوعي ومسؤولية، وبذلك يكون فردا صالحا في مجتمعه. لذا أوجب الإسلام محاربة هاتين الآفتين.

تحليل المحور الثاني:«كيف حارب الإسلام الأمية والجهل» 
حدد الإسلام مجموعة أساليب في محاربة الجهل والأمية ومن بينها:
دعا الآباء إلى تعليم أبنائهم القراءة والكتابة منذ الطفولة.
دعا الناس للتعاون فيما بينهم لنشر العلم ووسائله كالكتب والأشرطة.
دعا إلى إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات التعليمية.
دعا العلماء إلى بذل الجهود من أجل توعية الناس ونشر دين الإسلام.
دعا إلى تعلم مختلف العلوم الدينية والدنيوية.

خلاصة الدرس:
الأمي هو من لا يعرف القراءة والكتابة، والجاهل هو من لا علم له، والأمية والجهل آفتان خطيرتان على الفرد والمجتمع، لما لهما من آثار وخيمة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، لذا حاربهما الإسلام منذ الوهلة الأولى، وشرع لذلك وسائل منها التعلم والتعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *