يبني القصور و كوخه خرب | ساءت حياة كلها تعب |
الشوك يزخر في مسالكها | و الريح ماتنفك تضطرب |
لا يزدهي في ليله قبس | إلا تولت طمسه النوب |
لكأنه في الناس حاشية | وكأنه في الأهل مغترب |
جلبابه رقع تألفها غرض | و باعد بينها نسب |
مشت السنون عليه فاختلطت | أصباغه و تقارب السبب |
دامي الفؤاد يمضه ألم | ذاوي الجفون يعضه شغب |
عرق الجهاد يزين جبهته | تاجا علته هالة عجب |
بالروح في كانون نظرته | يصطك من قر و يضطرب |
جمدت على المنقار راحته | فكأنها من بعضه خشب |
تلهو الرياح به فإن سكنت | فتحت عليه ثقوبها السحب |
يا رب عفوك إن كفرت فما | ترقى إلى ملكوتك الريب |
أو ليس يجمعه بسيده | نسب من الصلصال أو حسب؟ |
فعلام تشتاق الريال يد | ويد تراكم حولها الذهب؟ |
و علام يغصب حق مجتهد | ليفوز باللذات مغتصب؟ |
ياغائصا بالطين لا نصب | يوهي عزيمته و لا وصب |
ما أنت أول كادح عثرت | آماله و كبا به الدأب |
أولا: عتبة القراءة:
1- ملاحظة مؤشرات النص الخارجية:
أ -صاحب النص:
مراحل من حياته :
|
أعماله :
|
– ولد ف ضواحي دمشق سنة 1916 – هاجر مع أسرته إلى الأرجنتين سنة 1929 – نشر قصائده بالمجلات والصحف التي كانت تصدر بالبرازيل والأرجنتين وفي الوطن العربي – عاد إلى وطنه سنة 1984 ، وأحيا العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية – فاز بجائزة ابن زيدون للشعر سنة 1989 – نال جائزة مجلة الثقافة الدمشقية في سوريا – توفي الأرجنتين ودفن بها سنة 1994 |
* من مؤلفاته : – شظايا – مجموعة شعرية (1939) – الثورة السورية – مسرحية نثرية (1939) – سعاد – مجموعة شعرية (1953) – تحت سماء الأندلس – مسرحية نثرية (1965) – عطش وجوع – شعر (1974) – ألوان وألحان – شعر (1978) – هواجس – شعر (1981) – أشواك (1993) |
ج- طريقة نظمه: اعتمد النص نظام الشطرين (الصدر و العجز) ووحدة الوزن و القافية و الروي و هذه خصائص الشعر العمودي. د-خاصية البيت الأول: نسجل أن صدر البيت الأول و عجزه يشتركان في نفس القافية و الروي وهذه الظاهرة تسمى في علم العروض التصريع. ه- روي القصيدة: حرف الباء
و- عدد أبيات القصيدة: 17بيتا شعريا
ز- العنوان: الكادح
+ تركيبا: مفرد يتكون من كلمة واحدة.
+ دلاليا: صفة اجتماعية بعت بها كل عامل يعتمد على مجهوداته في اجتهاد و صبر من أجل لقمة العيش. ح- البيت الأول و الأخير:
+ البيت الأول: يدل على تناقص مفاده أن الكادح يبني القصور و لكنه يعشي في الكوخ.
+ البيت الأخير: يعبر عن استمرار معاناة الكادح كغيره من الكادحين
ط- مجال النص: مجال اجتماعي.
2- بناء الفرضية:
انطلاقا من المؤشرات السابقة نفترض أن الموضوع يتناول معاناة الكادح ومأساته.
ثانيا: القراءة التوجيهية:
1 – شرح المفردات:
راحته: باطن. قبس : نور . الدأب:العمل باستمرار. قر:لفظ مشترك بين الحر و البرد. النوب:ج نائبة مصيبة. الريب:الشك. تألقها: جمعها. يمضه:يوجعه. نصب:تعب يصطك:يحتك. وصب: مرض.
2- المضمون العام للنص:
الحالة النفسية و الاجتماعية للكادح و معاناته في حياته.
ثالثا:القراءة التحليلية:
1- المستوى الدالي:
+ معجم الصفات الدالة على البؤس و المعاناة: خرب- حاشية – مغترب – رقع – دامي – داوي – مغتصب – غائصا بالطين – كادح.
+ معجم الدال على بؤس و معاناة الكادح: كوخه خرب-ساءت الحياة كلها تعب-النوب كأنه في الناس حاشية في الأهل مغترب-جلبابه رقع –دامي الفؤاد-داوي الجفون- يمضه ألم – يعضه شغب – عرق الجهاد – يصطك من قر ويضطرب -غائصا بالطين- نصب – وصب -الكادح- عثرت آماله…
2 – المستوى الدلالي:
ب – وحدات النص الدالة و مضامينها:
– الوحدة الأولى(1-7): وصف حياة الكادح و تصوير معاناته و بؤسه.
– الوحدة الثانية (8-11): اجتهاد الكادح و تفانيه في عمله المتعب .
-الوحدة الثالثة(12-17): الكادح و السيد و استنكار الشاعر لواقعهما المتناقض.
ج- الخصائص الفنية في القصيدة:
+ الصور التشبيهية أمثلتها: كأنه في الناس حاشية- كأنه في الأهل مغترب- كأنها من بعضه خشب.
+ الصور المجازية: مشت السنون – يعضه شغب – جمدت على المنقار راحته – تلهو الرياح- يد تشتاق الريال.
+ التقابل في المعنى : (يبني القصور- كوخه خرب.) (يزدهي في ليلة قبس – تولت طمسه النوب) (يغصب حق مجتهد- يفوز باللذات مغتصب) ( تشتاق الريال يد – يد تراكم حولها الذهب).
+ الاستفهام الاستنكاري: كلام تشتاق الريال يد ويد تراكم حولها الذهب؟-كلام يغصب حق مجتهد ليفوز باللذات مغتصب؟.
+ أسلوب النداء: يا رب عفوك- يا غائصا بالطين.
3- المستوى التداولي:
- إيقاع القصيدة:
تكررت في القصيدة أحرف كثيرة منها حرف الروي الباء و حروف أخرى(اللام- الميم- الكاف) مما أضفى عليها ايقاعا موسيقيا ممتعا وجمالية من حيث الشكل.
ب- مقصدية القصيدة:
يسعى الشاعر الى تقريب صورة الكادح من منظور المجتمع و اثارة انتباه لهذا الأخير إلى الاهتمام به و الاعتراف بمجهوداته و تفانيه في عمله.
رابعا:تركيب النص:
يصور الشاعر واقع حال الكادح في حياته الاجتماعية ،و يصف حالته النفسية الشاهدة على بؤسه و معاناته ،فهو يقدم كل شيء لبناء المجتمع و استقراره بكل جد و اجتهاد و تفان و صبر لكنه لا يأخذ إلا القليل من أنر ذلك كله، و الكادح وإن كان على هامش المجتمع فهو بفضل صفاته يقدم بعمله أسمى مظاهر الحياة الاجتماعية عطاء .