درس التاريخ: الغزو الايبري ورد الفعل معركة وادي المخازن ودلالاتها

درس التاريخ: الغزو الايبري ورد الفعل معركة وادي المخازن ودلالاتها

مقرر فضاء الاجتماعيات

المقدمة:

عمل الأيبيريون على استغلال ضعف السلطة في الغرب الإسلامي لشن حملات لغزو المغرب خلال القرن 16م. فما هي عوامل هذا الغزو؟ و كيف واجه المغاربة هاته التهديدات؟ و ما هي دلالات معركة وادي المخازن؟

1)      امتد النفوذ الايبري إلى سواحل المغرب فظهرت الدولة السعدية في المواجهة:

ساهمت عوامل كثيرة في مساعدة الايبريين على غزو الثغور والمراكز الساحلية المغربية أهمها:

–  ضعف الممالك الإسلامية في المغرب ( الدولة المرينية ثم الوطاسية).

– تزايد قوة الممالك المسيحية في الأندلس: قشتالة والبرتغال القويتين خلال القرنين 14 و15م.

– تطور حركة الملاحة البحرية على يد الايبريين وتمكنهم من اكتشاف خيرات خارج أوربا.

– نمو النزعة الصليبية المعادية للإسلام.

وكان البرتغاليون سباقين على احتلال السواحل المغربية بدءا بمدينة سبته سنة 1415 م.

وأمام عجز بني مرين والوطاسيين عن المواجهة تزعمت الزوايا حركة الجهاد قبل أن تتم مبايعة الأسرة السعدية سنة 1511م بزعامة محمد بن عند الرحمان القائم بأمر الله، والذي تمكن هو وخلفاؤه من بعده من طرد الاحتلال وإعادة توحيد البلاد وتقوية الدولة السعدية.

2) أعاد انتصار وادي المخازن للمغرب قوته وهيبته أمام المسيحيين:

اندلعت في المغرب أزمة العرش بعد وفاة عبد الله الغالب سنة 1574 بين ابنه المتوكل وعبد الملك. ولجأ محمد المتوكل إلى ملك البرتغال ضد عمه حيث تقدم الجيش المسيحي للانتقام ، وهكذا وقعت المعركة بموقع على وادي المخازن في 4 غشت 1578 م فكان النصر حليف المغاربة بقيادة عبد الملك.

ومن نتائج المعركة ماديا: موت الملوك الثلاثة سيباستيان والمتوكل وعبد الملك، هلاك عدد كبير من جنود العدو، حصول المغرب على غنائم ضخمة جدا من الأسلحة والأموال من الفدية .

3) كانت لمعركة وادي المخازن انعكاسات سياسية كبيرة على المغرب والبرتغال:

على مستوى البرتغال انتهى عرش ملكهم بتحوله إلى يد الاسبان، ثم فقدانهم لدور الزعامة بين دول العالم آنذاك.

على المستوى المغربي ارتفعت سمعة المغرب واكتسب الهيبة بين الدول، تودد الدول الكبرى لصداقة المغرب، تراجع نية بعض الدول في استعمار المغرب، التفوق العسكري للمغرب، إجبار بعض الدول على دفع إتاوات مقابل السماح لها بعبور السواحل .

الخاتمة:

وبهذا سجل السعديون وبكل فخر صفحة قوة جديدة في تاريخ المغرب تميزت بالتفوق العسكري والاقتصادي والسياسي قبل مجئ دولة العلويين.