درس التاريخ: دراسة الدولة الإدريسية من خلال وثائق

درس التاريخ: دراسة الدولة الإدريسية من خلال وثائق للسنة الثانية

حسب مقرر فضاء الاجتماعيات

المقدمة:

ظل المغرب تابعا للخلافة الإسلامية الكبرى في المشرق منذ الفتح الإسلامي، و مع مطلع القرن 2هـ/ 8 م ، قامت أول دولة مغربية إسلامية مستقلة، بخصائص و مقومات و أسس و ظروف خاصة. كيف ومتى تأسست هذه الدولة؟ وما تطورها العام؟ ثم ما هي أهم مظاهرها الحضارية؟

1) بويع الأدارسة بالمغرب ونجحوا في تأسيس وتنظيم الإمارة وتوحيد المغرب:

قبل ظهور الأدارسة كان المغرب خاضعا لعدة قوى سياسية: بنو مدرار في سجلماسة  إمارة برغواطة في تمسنا ، بنو عصام في سبته ، و صالح بن منصور في نكور .

الأدارسة نسبة إلى إدريس بن عبد الله الحسني الذي دخل المغرب فارا من حكم العباسيين ورحبت به قبائل أوربة الأمازيغية لنسبه الشريف ولنبل شخصيته، فبايعوه بمدينة وليلي سنة 172 هـ على أسس   الإمامة والإمارة والجهاد لنشر الإسلام، فدخلت تحت سلطته قبائل أخرى.

تعاقب على حكم الدولة عدة أمراء طيلة 130 سنة نظموا دولتهم سياسيا وعسكريا وأخضعوا القبائل من نول والسوس جنوبا إلى تلمسان شرقا وإلى طنجة وسبته شمالا.

2) تم تأسيس مدينة فاس في موقع متميز لتكون عاصمة للإمارة:

شرع في بناء مدينة فاس سنة 192 هـ من طرف المولى إدريس الثاني،  ويقال أن إدريس الأول هو من اختار الموقع وبدأ عملية البناء، و يلاحظ  أنها تتكون من وحدتين متجاورتين: عدوة القرويين غربا  وعدوة الأندلسيين شرقا يفصل بينهما الوادي الكبير و يحيط بكل واحدة  منهما سور  تتخلله عدة أبواب.

ضمت فاس أسوارا  و من مساجدها جامع القرويين، و مسجد الشرفاء، و مسجد الأندلس ، و نظرا لكونها عاصمة للمملكة و موقعها على أهم المحاور التجارية  لعبت دورا سياسيا و دينيا و ثقافيا و اقتصاديا رئيسيا للبلاد، حيث أصبحت المدينة في ظرف وجيز تضاهي القيروان والفسطاط وغيرها من مدن عصرها.

3) يعتبر جامع القرويين من أبرز مظاهر حضارة الأدارسة بالمغرب:

تأسس هذا كمؤسسة دينية وتعليمية على يد فاطمة الفهرية بنت محمد بن عبد الله سنة 245هـ/859 م. وأصبحت للجامعة شهرة كبيرة بفضل العلوم التي تدرس والطلبة الذين تخرجوا منها، ومن الفروع العلمية فيها: الفقه، الحديث، التفسير، النحو، الفرائض، الحساب، التوقيت، التوحيد، المنطق، البيان، الطب..

(علوم نقلية وعلوم عقلية)

وهكذا أخذت جامعة القرويين ومدينة فاس معها شهرة كبيرة في عصرها.

الخاتمة:

وستعرف الدولة المغربية هذه توسعا وقوة أكبر مع أمراء المرابطين وخلفاء الموحدين خلال القرنين 11 و12 م/ ق5 و6 هـ