الدرس اللغوي: الـتـمـيـيـز للأولى باكلوريا مسلك العلوم

الدرس اللغوي: الـتـمـيـيـز

الأولى باكلوريا مسلك العلوم والتكنولوجيات

تمثيل الظاهرة
المجموعة الأولى
1- عندي مترٌ قماشا
2- في الدورةِ أربعون مشتركاً
3- أعطيته قيراطاً ذهباً
4- شربتُ لتراً حليباً
المجموعة الثانية
1- قال تعالى (( اشتعل الرأسُ شيبا ))
2- وقال تعالى (( وفجرنا الأرض عيونا))
3- وقال تعالى(( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ))
4- امتلأ الحوضُ ماءً
تحليل الأمثلة
لو قال أحدٌ : عندي مترٌ، وسكت ، ألا تظهر على وجهك علامة تعجب !وأظنك ، تطلب مزيد بيان وتوضيح وتفسير لهذا المتر ! أهو متر من القماش مثلا أم متر من الأرض أم متر من الحبال ؟! لكن القائل ربما يكفيك باستدراكه : عندي مترٌ قماشا
قماشا : في السياق ، فسَّر المبهم ( المتر ) ، وبين المقصود منه ، لذا يسمى : تمييزا لأنه يوضح المبهم.. ولولا هذا المفسر أو التمييز لظلت الجملة ناقصة ، ولظل المتلقي حائرا !!
فالتمييز في اللغة هو التبيين ، وأما في الاصطلاح فهو : الاسم المنصوبُ المفسرُ لما انبهم من الذوات أو النسب .ولعل قائلا يقول : هذا الحد أو التعريف ينطبق على الحال أيضا ! فالحال اسم منصوب يفسر ما قبله .. نقول نعم هو ذاك ، لكنه يخرج الحال بقيد وهو :أن التمييز يفسر ما انبهم من الذوات والنسب أما الحال فيفسر ما انبهم من الهيئات .
الفرق بين الحال والتمييز
مثال / قابلتُ الضيفَ مبتسماً
مبتسما : فسر ما انبهم من الهيئة فهيئة المقابل حينما قابل الضيف في حالة تبسم وفرح، أما حين يقول عندي مترٌ قماشاً ـ قماشا : لم تفسر هيئة المتر وإنما فسرت إبهامه وهو الذات : المتر
الضابط في التمييز: التمييز يتضمن معنى ( مِن )، ففي السياق : عندي مترٌ قماشا ، فكأنني أقول : عندي مترٌ من قماشٍ ، هو نفس السياق لكن الصياغة اختلفت، أما الدلالة فواحدة: عندي كوبٌ قهوةً، كأنه يقول : عندي كوبٌ من قهوة.
يقول ابن مالك رحمه الله تعالى: اسمٌ بمعنى (من) مُبِينُ نكرة ** ينصبُ تمييزا بما قد فسره
والتمييز نوعان :
1- تمييز ذات ، ويقال عنه تمييز المفرد وينعت بتمييز الملفوظ .مثل: عندي مترٌ قماشاً ـ التمييز قماشا ، والمميز متر وهو الملفوظ
2- تمييز نسبة ، ويقال عنه تمييز الجملة ، وينعت بتمييز الملحوظ. مثل : اشتعل الرأسُ شيباً ـ التمييز شيبا، والمميزجملة وينعت بالملحوظ أي نلاحظه ، فنلاحظ شيئا في هذه النسبة أو الجملة ونعرف ذلك من خلال أربع سياقات نتأملها نجد أن التمييز: مشتركا ، وقماشا، وذهبا ، وحليبا يفسر اسما قبله ويبينه ،
وهو: أربعون ، ومتر ، وقيراط ، ولتر. ولولاه لوجدنا البلبلة ولما عرفنا معنى (أربعين) و ( متر ) و ( قيراط ) و ( لتر) ! .. وهذا النوع من التمييز ينعت بتمييز الذات .. أو تمييز الملفوظ .. فأما ذات فتعني أن المميز مفرد ، وأما ملفوظ ، فمعين ملموس
نجد أيضا أن التمييز : منصوب وعلامة نصبه الفتحة ، ويمكن جره بحرف الجر ( من ) على سبيل تنويع التعبير، فيمكننا أن نقول : عندي مترٌ من قماش ، شربت لترا من حليبٍ ، أعطيته قيراطاً من ذهبٍ، ويستثنى من ذلك تمييز العدد ، لأنله منصوب أو مجرور بالإضافة.
فـ ( شربتُ لتراً من حليبٍ ) شربت/ فعل وفاعل ، لترا / مفعول به منصوب ، من / حرف جر ،
حليبٍ : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل شربتُ.
ملاحظة:
لا نقول عنه تمييز أو نقول الجار والمجرور في محل نصب تمييز لا يمكن ولم يسمع هذا إنما نتعامل معه كما يقتضيه السياق. لكن ندرك أن ( من حليب ) فسرت اللتر من خلال المعنى نعرف لكن من خلال الوظيفة النحوية نعرب كما في السياق
إذن تمييز الذات يكون على نوعين : ـ تمييز عدد مثل: في الدورة أربعون مشتركا، ـ تمييزمقادير(مساحة أو وزن أو مكيال) أو أشباه مقادير فالمتر مساحة كذلك قدر راحة أي الكف . والقيراط وزن ويشبهه مثقال ذرة . واللتر مكيال ويشبهه البرميل ..
– تمييز النسبة مثل قوله تعالى (( اشتعل الرأسُ شيبا )) ، وقوله تعالى (( وفجرنا الأرض عيونا )) وقوله (( أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا )) ، ومنه: امتلأ الحوضُ ماءً
قلنا تمييز الذات يفسر الذات مثل : عندي متر قماشا ، قماشا فسر المتر فهل نستطيع أن نطبق ذلك فنقول الشيب يفسر الرأس ، والعيون تفسر الأرض، والنفر يفسر العزة، والماء يفسر الحوض. لا يمكن إطلاقا لكن التمييزات السابقة تستطيع تفسير ما قبلها، فهو تمييز نسبة يفسر الجملة أي يفسر علاقة شيء بشيء في الجملة. فما علاقة الاشتعال بالرأس؟ والأرض بالتفجير؟ والأكثرية بأنا؟ والحوض بالامتلاء؟ ماذا يقصد بـ اشتعل الرأس؟ ، فالمميز ليس ذاتا ، وهوغير ملفوظ، لكنه ملحوظ نلاحظه من خلال السياق الجملي أي أن التمييز هنا تمييز جملة .
– في المثال الأول نجد أن التمييز شيبا ليس تمييزا للاشتعال ولا للرأس ، بل هو تمييز لعلاقة الاشتعال بالرأس أو لطبيعة ذلك الاشتعال ، فالنسبةُ بين الفعلِ اشتعل والفاعلُ الرأس تحتاج إلى تفسير و بيان أي تحتاج إلى تمييز لذلك سمي : تمييز النسبة، فهو يفسر جملة ولا يفسر ذاتا مفردة مثل لتر ، متر ، فدان ، وغيرها ومكيال وكل المقادير والأعداد ، وقس على ذلك باقي الأمثلة.
– إن تمييز النسبة فيه أنواع تتضح من خلال العلاقة بالجملة:
• النوع الأول: تمييز نسبه محول من فاعل ، قال تعالى ( اشتعل الراس شيبا ) تمييز محول من فاعل لو قلنا ذلك في غير القرآن حتى نصل الى نفس التعبير: اشتعل شيب الرأس، شيب / أصله فاعل فحول من الفاعل فصار تمييزا محولا
• النوع الثاني: تمييز محول من مفعول به، قال تعالى ( فجرنا الأرض عيونا )) عيونا : تمييز نسبة، لو نعبر في غير القران تعبير آخر سنقول: فجر الله عيون الأرضِ ـ فجرنا عيون الأرض. فأصلهُ مفعول به
• النوع الثالث: تمييز محول من مبتدأ ، قال تعالى (( أنا أكثر منك مالا))، فلو اقترح التقدير في غير القرآن لكان: مالي أكثر من مالك ، فهو محول من مبتدأ.
– وقد يأتي غير محول، مثل: امتلأ الحوضُ ماءً ، ماءً تمييز نسبة ، لأنه ليس تمييز مقدار أو عدد ، هذا الضابط الأول، الضابط الثاني يفسر العلاقة بين مكونين وليس مبينا لمفرد، يفسر علاقة ولا يفسر الحوض ولا يفسر الامتلاء فهو تمييز نسبة، لكنه محول من ماذا ؟ لا يمكن تحويله من فاعل ولا مفعول ولا مبتدأ ولا غيره فلا يصح أن نقول: امتلأ ماء الحوضِ نحن نريد الوصول بنفس الدلالة. امتلأ الحوضُ ماءً ـ الحوض هو الفاعل فكيف يكون ماء هو الفاعل فلا يمكن . إذن هو تمييز غير محول.
نستنتج أن تمييز النسبة ينقسم إلى قسمين :
ـ تمييز محول من فاعل أو مفعول أو مبتدأ حكمه النصب دائما
ـ تمييز غير محول ثابت على حالة واحدة لا يقبل التحويل في نفس صورته، وحكمه الجواز إما النصب أو الجر بمن، مثل: أكرم به فارسا، فارسا : تمييز ليس ذات لأنه لا يفسر الكرم وليس فيه مقدار أو عدد، وهو تمييز نسبة غير محول، لأنه لا يمكن تقديره ، ويمكن جرّه بمن ( ما أكرمه من فارس)
تركيب مفاهيمي
– فالتمييز في اللغة هو التبيين ، وأما في الاصطلاح فهو : الاسم النكرة المنصوبُ المفسرُ لما انبهم من الذوات أو النسب .
– والتمييز نوعان :
* تمييز ذات ، ويقال عنه تمييز المفرد وينعت بتمييز الملفوظ .
* تمييز نسبة ، ويقال عنه تمييز الجملة ، وينعت بتمييز الملحوظ
– تمييز الملفوظ يمكن جره بالإضافة أو بمن، أما تمييز النسبة فمنصوب إلا ماكان من صيغة التعجب: ما أكرمه من فارس.
– تمييز الذات يكون على نوعين :
* تمييز عدد/ في الدورة أربعون مشتركا
* تمييز مقادير(مساحة أو وزن أو مكيال) أو أشباه المقادير فالمتر مساحة ، وكذلك قدر راحة أي الكف . والقيراط وزن، ويشبهه مثقال ذرة . واللتر مكيال ويشبهه البرميل.
تمييز النسبة ينقسم إلى قسمين :
1ـ تمييز محول من فاعل أو مفعول أو مبتدأ حكمه النصب دائما
2ـ تمييز غير محول ثابت على حالة واحدة لا يقبل التحويل في نفس صورته، وحكمه الجواز إما النصب أو الجر بمن ، مثل : أكرم به فارسا ، أو من فارس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *