مدخل التزكية: صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر للأولى باك -ن 2-

مدخل التزكية: صلح الحديبية وفتح مكة: دروس وعبر للأولى باك 

النموذج الثاني

 المدخل :

بعدما ذاق المسلمون الأولون والمهاجرون أصنافا من البأساء والضراء وألوانا من الإيذاء والحرب من كفار قريش ، وبعد غزوة بدر الكبرى وانتصارها المعجز ، وبعد غزوة أحد ونصرها المؤلم وغيرها من أحداث صعبة ، جاءت رؤيا رسول الله بدخول البيت الحرام ايذانا بفتح مكة ، كما كانت رؤيا يوسف عليه السلام والتي كانت ايذانا بالنصر والتمكين.

فما الدروس الإيمانية والعبر التربوية المستخلصة من صلح الحديبية؟

– قال تعالى :” لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا” سورة الفتح:27

– قال تعالى :” قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” سورة يوسف:92

المفاهيم الأساسية :

–  لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق : أي جعل الله رؤيا رسوله التي رآها في النوم حاصلة لامحالة

– لا تخافون: أي أبداً حال الإِحرام وبعده .

– فعلم ما لم تعلموا: أي في الصلح الذي تَمَّ ، أي لم تعلموا من ذلك المعرة التي كانت تلحق المسلمين بقتالهم إخوانهم المؤمنين وهم لا يشعرون .

– فجعل من دون ذلك فتحاً قريبا: هو فتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل .

– لا تثريب عليكم: أي لا عتب عليكم ولا لوم .

المضامين:

1- تتحدث الاية الكريمة على دخول المسلمين معتمرين في العام السابع هجري بعدما منعوا في العام السادس والذي انعقد فيه صلح الحديبية ، كما تشير إلى فتح مكة وخيبر.

2- يشير النص إلى فضل الصفح والعفو وترك عتاب القريب إذا أساء .

المحور الأول: أثر صلح الحديبية وبيعة الرضوان في فتح مكة

– تعريف صلح الحديبية: معاهدة أبرمها المسلمون مع قريش في ذي القعدة من السادسة للهجرة قرب الحديبية بضواحي مكة بعد منع قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول المسجد الحرام معتمرين ، وذلك بعد الرؤيا الصادقة التي رآها وأخبر بها أصحابه من دخول مكة معتمرا ، إلا أن هذه العمرة لم تتم وانتهت بالوقوف عند الحديبية التي فيها بيعة الرضوان.

1- السياق النفسي والإيماني لصلح الحديبية :

رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أنه دخل البيت هو وصحابته آمنين محلقين رؤوسهم مقصرين لا يخافون شيئا، فأمر الناس ان يتجهزوا للخروج إلى مكة معتمرين ، لا يريد حربا لقريش ولا قتالا، فخرج معه المهاجرون والأنصار وكلهم شوق لرؤية بيت الله الحرام بعد أن حرموا منه ست سنوات بإحرام النبي صلى الله عليه وسلم إعلانا بأنه لا يريد قتالا…

2- في الطريق إلى مكة:

خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زوجه أم سلمة في ألف وأربعمائة مسلم إلى مكة لقضاء أول عمرة لهم بعد الهجرة ، فلما وصل صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة أهل محرما ومن معه .

-بعث صلى الله عليه وسلم بسر بن سفيان إلى مكة للإستطلاع فجاءهم وأخبرهم باستعداد قريش لمنع المسلمين من الدخول.

– بعدها سلك رسول الله مسالك وعرة ليتفادى جيش قريش بقيادة خالد بن الوليد ووصل الحديبية حيث بركت ناقته القصواء.

– بعدها أرسل صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى قريش ليخبرهم بأنهم أتوا معتمرين لا لقتال، فحبسته حيث انتشر اشاعة قتله.

-دعا صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى البيعة التي سميت بيعة الرضوان وهي بيعة على التباث على المبدأ.

3- بيعة الرضوان جائزة الصادقين:كانت البيعة نصرة للإسلام وتجديد العهد مع الله.

دعا  الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين للبيعة على الانتصار له.
استجاب المسلمون وبايعوه تحت الشجرة بيعةالرضوان  وبايع رسول الله نيابة عن سيدنا عثمان  رضي الله عنه.
علمت قريش بأمر البيعة ، فأرسلت سهيل بن عمرو الثقفي لعقد الصلح .

المحور الثاني *صلح الحديبية :دروس في فهم الوحي وعبر في التسليم:

علمت قريش بأمر البيعة ، فأرسلت سهيل بن عمرو الثقفي لعقد الصلح ومن بنود الصلح:

ü      أن تضع الحرب أوزارها بين الطرفين لمدة عشر سنوات.

– أن يرد المسلمون كل شخص يأتيهم من قريش مسلماً بغير إذن قريش.

ü       من أراد من القبائل أن يدخل مع المسلمين دخل معهم، ومن أحب أن يدخل مع قريش دخل معها،( فدخلت خزاعة مع المسلمين ودخل بنو بكر مع قريش).

ü      أن يعود المسلمون في هذا العام ويأتوا للعمرة في العام القادم.

*موقف بعض الصحابة من الصلح:

لقد شق على بعض المسلمين ما تم التعاقد عليه ، واعتبروا تلك الشروط مجحفة وأنهم الطرف الخاسر في  القضية ،وتدمروا من هذا الصلح خاصة بعدما حدث مع أبي جندل (ابن مفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم سهيل ابن عمرو)  غيرة وحمية لدين الله ، وما حصل مع الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أشار عليهم بالتحلل من الإحرام ولم يكن أمام الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الثبات على الوفاء بالعهد لعلمه بما ستؤؤل إليه الأمور من الفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا، كما راجع عمر رضي الله عنه  النبي صلى الله عليه وسلم ، وأثناء رجوعهم  إلى المدينة نزلت سورة الفتح مبشرة النبي بالفتح الأعظم فاشتبشر المسلمون بعد حزنهم وغمهم الشديد

* نتائج صلح الحديبية

– تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام دون خوف من قريش

– دخول أعداد كثيرة من العرب في الدين الإسلامي

– إسلام ثلاثة من أعظم قادة مكة:(خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعثمان بن أبي طلحة)

– الاقرار بحقهم في العمرة وهو اعتراف ضمني بالاسلام

– ما البنود التي عدها عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبولا للدنية؟

– أورد بعض التصرفات التي تدل على عدم رضا المسلمين عن صلح الحديبية؟

– أبرز دور أم سلمة رضي الله عنها وحكمتها فيما أشارت به على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

تحليل المحور الثالث: كيف أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وأستفيد من دروس سيرته وأعتبر بأحداثها

q     رؤيا الأنبياء حق.

q     وجوب الثقة في القيادة و طاعة النبي  صلى الله عليه وسلم والانقياد لأمره وإن خالف ذلك العقول والنفوس

q     التواضع والتنازل عن بعض الاعتبارات في سبيل تحقيق هدف كبير ومصلحة عليا متوقفة عليه.

q     من الحكم الباهرة من صلح الحديبية أنه كان بابا ومفتاحا لفتح مكة، في السنة 8 هجرية

q     التأكيد على أهمية القدوة العملية، فقد دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الحلق وذبح الهدي، ولم يستجب أحد لدعوته، فلما أقدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الخطوة العملية التي أشارت بها أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تحقق المراد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *