مدخل القسط: حق البيئة: التوسط والإعتدال في إستغلال البيئة

مدخل القسط: حق البيئة: التوسط والإعتدال في إستغلال البيئة

للأول باك جميع المسالك

وضعية الانطلاق :
بعد أن حضر سعيد وأحمد لندوة علمية موضوعها “الإستغلال المفرط للثروات البيئية البحرية” أشار سعيد إلى أن جل الثروات البيئية مهددة بالإنقراض بسبب التدبير غير المعقلن للبيئة وسوء استغلال مواردها الذي يقوم على مبدأ “التوسط والإعتدال” , وترجيح المكاسب المادية على السلامة البيئية , في حين أعزى أحمد السبب إلى التغيرات المناخية وما صاحبها من كوارث طبيعية .أتت على معظم خيرات البيئة .
في نظرك الى من يعزى سوء تدبير الموارد والخيرات البيئية ؟
أولا : قراءة النصوص وتحليلها :
1- نصوص الإنطلاق :
– النص الاول :سورة يوسف الآيات :47-48-49 : قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)
– النص الثاني: سورة الأنعام :الآية 142: وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (142)
– النص الثالث : سورة الأعراف : من الآية 55: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)

2- القاموس اللغوي :
– سبع شداد :شديدة القحط وهو دليل على الإصابة بالجوع والهلاك
– تحصنون : تدخرون من محاصيل زراعية
-يغاث : نزول المطر
-حقه: إشارة إلى الصدقة و الزكاة
-حصاده : إذهاب الشيء عن موضعه (حصد الزرع)
– ولاتسرفوا: من الإسراف وهو التبدير
-ولا تفسدوا : من الفساد وهو الخراب والدمار
3-المضامين :
-النص الأول: توضيح الآيات منهج يوسف عليه السلام  الدال على التوسط والإعتدال في استغلال البيئة  لمواجهة أزمة الجفاف والقحط بمصر .
-النص الثاني: دعوته عز وجل إلى التوسط والإعتدال في استغلال الثمار  تجنبا للإسراف والتبدير .
-النص الثالث: نهيه تعالى عن الإفساد في اللأرض لأنه إضرار بالبيئة ومكوناتها .

المحور الاول :مفهوم البيئة في الإسلام

الخصائص المعنى الإصطلاحي للبيئة المعنى اللغوي للبيئة
-الشمول :حيث تضم البيئة في الإسلام كل المخلوقات التي سخرها الله للإنسان
-أنها مسخرة لخدمة الإنسان “وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا..”
-ومسخرة لتحقيق العبودية لله قال تعالى “وما من شيء إلايسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم “.
-أنها جزء من العقيدة الإسلامية لأنها لا تنفصل عن النظرة الشاملة للكون والإنسان والحياة .
-أنها ميراث دائم للبشرية قال تعالى “ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين “.وقال أيضا :”..كذلك وأورثناها قوما آخرين “.
البيئة :هي الوسط أو المجال الذي يعيش فيه الإنسان ,ويحصل منه
على كل احتياجاته من غذاء ومسكن ودواء …
هي أيضا المحيط الذي سخره الله بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والإجتماعية قصد اشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته .
البيئة لغة :مشتقة من فعل “بوأ” أي نزل وأقام, و”التبوء”هو التمكين والإستقرار و”البوأ” هو الإقرارو اللزوم .
وتطلق حاليا عند المتحدثين ب :المكان أوالحيز أو المحيط .

المحور الثاني :حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان :
تعتبر الشريعة الإسلامية حفظ البيئة واحترام حقوقها من القيم الإسلامية والمعاني الروحية ,حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ,وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ” فحماية البيئة أمانة ومسؤولية يتطلبها الإيمان وتقتضيها عقيدة الإستخلاف في الأرض ,فإذا كان من ثمرات الإيمان الصادق إخلاص العبادة لله ,فإن من ثمراته أيضا مراعاة الأحكلم المرتبطة بحماية البيئة وعدم الإفساد فيها “كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض  مفسدين “.لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  يوجه سلوكات الأفراد إلى الأعمال الصالحة لأنها من سمات الإيمان من ذلك ربط الغرس والزرع والمحافظة على النظافة والماء والحيوان …بالصدقة الجارية والأجر والثواب .قال عليه السلام “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له صدقة “و قوله أيضا “في كل ذي كبد رطبة أجر “…
المحور الثالث :ضوابط استغلال البيئة في الإسلام(التوسط والإعتدال ) :

ضوابط استغلال البيئة مفهوم التوسط والإعتدال
-اعتماد منهج الوسطية والإعتدال في استغلال خيرات البيئة والإستفادة من ثرواتها
– الدعوة إلى المحافظة على التوازن البيئي من خلال التخطيط المحكم وحسن التدبير ” قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ”
– النهي عن الفساد والخراب كالتلوث  “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها
–تحريم الإسراف والتبدير لأنه استنزاف لخيرات البيئة “ولا تبذر تبذيرا ”
-تحقيق التوازن بين مصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال المقبلة “التنمية المستدامة “
-الإعتدال :لغة ما قام في النفس  أنه مستقيم ويدل على الإستواء والتزكية والتقويم
اصطلاحا : توسط حال بين حالين. بين الغلو والتنطع  أو بين الإفراط والتفريط
-التوسط : مأخوذ من وسط فدل على العدل والفضل
اصطلاحا : جاء في الشرع بمعنى العدالة بين طرفين كالإفراط والتفريط
إذن : الإعتدال يرادف الوسطية وهي خاصية من خصائص الشريعة الإسلامية “وكذلك جعلناكم أمة وسطا ” .

كيف أحقق غاية التوسط والإعتدال في استغلال البيئة ؟
– أتعلم من التوجيهات الواردة في القرآن والسنة
– أوظف التوجهات التي توصل لها العلماء حول البيئة
– أحافظ على البيئة من المخاطر التي تهددها بالتحلي بمبدأ التوسط والإعتدال في استغلال البيئة
– أساهم في خدمة التنمية المستديمة من خلال الأنشطة والنوادي البيئية.

4 تعليقات

  1. شكرا جزيييلا على هذا الشرح

  2. بعد أن حضر سعيد وأحمد لندوة علمية موضوعها “الإستغلال المفرط للثروات البيئية البحرية” أشار سعيد إلى أن جل الثروات البيئية مهددة بالإنقراض بسبب التدبير غير المعقلن للبيئة وسوء استغلال مواردها الذي يقوم على مبدأ “التوسط والإعتدال” , وترجيح المكاسب المادية على السلامة البيئية , في حين أعزى أحمد السبب إلى التغيرات المناخية وما صاحبها من كوارث طبيعية .أتت على معظم خيرات البيئة .
    تعتبر الشريعة الإسلامية حفظ البيئة واحترام حقوقها من القيم الإسلامية والمعاني الروحية ,حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ,وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ” فحماية البيئة أمانة ومسؤولية يتطلبها الإيمان وتقتضيها عقيدة الإستخلاف في الأرض ,فإذا كان من ثمرات الإيمان الصادق إخلاص العبادة لله ,فإن من ثمراته أيضا مراعاة الأحكلم المرتبطة بحماية البيئة وعدم الإفساد فيها “كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين “.لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه سلوكات الأفراد إلى الأعمال الصالحة لأنها من سمات الإيمان من ذلك ربط الغرس والزرع والمحافظة على النظافة والماء والحيوان …بالصدقة الجارية والأجر والثواب .قال عليه السلام “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له صدقة “و قوله أيضا “في كل ذي كبد رطبة أجر “…
    في نظرك الى من يعزى سوء تدبير الموارد والخيرات البيئية ؟

  3. ماعلاقة امانة الاستخلاف في الارض بالاعتدال والتوسط في استغلال البيئة.
    الرجاء الرد في اسرع وقت ممكن وشكرا

    • إن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض و حمله أمانة الحفاظ عليها وفق ما تفرضه أحكام الشريعة الإسلامية من التوسط والإعتدال في استغلالها و عدم الإسراف أو التبذير او التبديد لمواردها الطبيعية مع الحرص على صيانتها
      الوسطية والاعتدال سنة الأنبياء لحماية التوازن البيئي: الوسطية خير ضمان لحماية التوازن البيئي الذي سنّه الخالق جلّ وعلا لاحتضان الحياة واستمرار الوجود على كوكب الأرض، فقد أقام الإسلام بناءه كله على الوسطية والتوازن والاعتدال والقصد، نهى عن الإسراف ، دعا إلى الاعتدال حتَّى في الإنفاق، فالوسطية الرشيدة إذن هي مسلك المسلمين ودعوة كل الأنبياء لأتباعهم في كلّ الأحوال وعموم الأوقات،كما أن الإسراف يفضي إلى مشكلات بيئية أخرى لا يقتصر تأثيرها على الإنسان وحده بل يَمتدّ ليشمل باقي الأحياء التي تشاركه الحياة على كوكب الأرض. وكل ذلك لا يتحقق إلا في كنف عقيدة صحيحة وتصور واضح ومنهج سديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *