اليقظة الفكرية في المشرق العربي
الأولى باك للعلوم والتكنولوجيا والتعليم الأصيل
النموذج الثالث
التمهيد الإشكالي:
عرف المشرق العربي نهضة فكرية خلال القرن 19 . فما هو مفهوم النهضة الفكرية؟ ماهي العوامل الممهدة لبعث اليقظة الفكرية ببلدان المشرق العربي؟ ماهي العوامل المساعدة على على انتشار أفكارها ؟ ماهي الأسس التي قامت عليها؟ وماهي التيارات التي عبرت عنها؟ماهو دور هذه الحرآة في التطورات الفكرية التي عرفتها المنطقة العربية أنذاك؟
1- ساعدت عدة عوامل في بعث اليقظة الفكریة بالمشرق العربي خلال القرن 19 م
أ- العوامل السياسية:
الحملة الفرنسية على مصر.
-ضعف السلطة العثمانية وتزايد الأطماع الأوربية على الإمبراطورية العثمانية .
– سياسة التعصب للعنصر التركي على حساب باقي الأجناس التي تدخل تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
رافق ذلك قيام كل من مصر وتونس بعدة إصلاحات.
ب- العوامل الثقافية:
ظهور جمعيات ثقافية (الجمعية العلمية السورية)
– إحياء اللغة العربية وقواعدها،انتشار المدارس
-إدخال المطبعة وظهور الصحافة.
-دور البعثات الطلابية المصرية المتنورة بأفكار الحضارة الغربية.
يعتبر “بطرس البستاني” و”ابراهيم اليازجي” من بين رواد الحركة الفكرية.
ج- العوامل الإجتماعية:
*ظهور طبقات اجتماعية وسطى في سوريا،لبنان،مصر
* تزايد الشعور القومي ضد سياسة التتريك
* تزايد انتشار روح الإستقلال في أوسط الشباب. ◄▬ نشاط البعثات المسيحية
* تعليم المرأة.
2-ساهمت عدة عوامل في انتشار أفكار اليقظة الفكریة التي امتدت إلى مصر.
أ- دور ” محمد علي” :
– تبنى مشروعا نهضويا بقيامه بإرسال بعثات طلابية إلى أوربا وتشجيعه لحركة الترجمة ونقل المعرفة ونشرها .
– نقل العلم الحديث إلى مصر . ويعتبر مشروع محمد علي قاعدة للمشروع النهضوي الذي
تبناه العديد من المفكرين في باقي الأقطار العربية.
ب – دور أبناء الشام:
هجرة العديد من المثقفين الشاميين إلى مصر ومساهمتهم في إغناء الحياة الفكرية بمصر (تأسيس صحف : الأهرام+ دارالهلال..).
ج- دور بعض المفكرین المصریين :
” رفاعة الطهطاوي” يعتبر من مؤسسي اليقظة الفكرية بتشجيعه للعلم ودعوته لتعليم المرأة وخروجها إلى العمل.
– دعوته إلى التحلي بعد قيم سامية : الحرية،ضمان العيش الكريم ،زرع قيم المواطنة…
3- أفكار التيار السلفي:
يمكننا معرفة مبادئ و أسس التيار السلفي من خلال أفكار أقطاب حركة اليقظة الفكرية بالمشرق وهم:
“محمد عبده” “عبد الرحمان الكواكبي” ” جمال الدين الأفغاني”
أ-“محمد عبده” ( 1849 / . 1905 م).
دعا إلى تفسير القرآن تفسيرا صحيحا لتصحيح الإعتقاد وبالتالي تصحيح السلوكات الفردية.إذ أكد أن علاج الأمة رهين بتهديب الأخلاق. و أن التربية هي المدخل الرئيسي لإصلاح أوضاع الأمةالإسلامية.
ب-“عبد الرحمان الكواآبي” ( 1849 /1903 م).
دعا إلى الإقتداء بالسلف الصالح (الخلفاء الراشدين خاصة أبي بكر وعمر).
كما انتقد الفوراق الإجتماعية (وجود محتكرين مستبدين،مقابل فئات اجتماعية فقيرة).
ج- “جمال الدين الأفغاني” ( 1839 1897 ).
دعا إلى الإتحاد بين المسلمين وتكوين تحالفات بينهم،من أجل الدفاع عن مصالح الأمة. و الإستفادة من تقدم الغرب، وكتم أسرار تقدم الأمة الإسلامية.كما دعا إلى التشبت بالدين الإسلامي وذلك بالرجوع إلى قواعده والأخذ بأحكامه (العودة إلى الأصول ونبذ البدع وتوسيع دائرة المعارف).
4- مبادئ التيار العلماني:
– نقد الإستغلال والمطالبة بالمساواة والحرية باعتبارهما عنصرين متلازمين .
– الدعوة إلى تنظيم السلطة على أسس عصرية أي الحكم باعتماد القوانين المتفق عليها من طرف ممثلي الشعب واعتبرا الشعب سيدا في الدولة.
– رفض الحكم على أسس عقائدية أو إديولوجية (الدين مثلا).
– الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة(السياسة) كشرط للتقدم.
5- دور اليقظة الفكریة في التطورات الفكریة التي عرفها المشرق العربي:
– قامت فكرة القومية في إطار مشروع سياسي نهضوي ساهمت في بلورته عدة جمعيات أدبية وعلمية وصبغته الثورية،آما ساهمت عوامل تاريخية في بلورة هذا الوعي (سياسة التتريك نموذجا).
– ازداد الإقبال السياسي في عملية الإصلاح ، حيث أسندت لرموز النهضة (الزعماء) مناصب سامية في الدولة.
ساهمت أفكار رواد الحرآة الفكرية بالمشرق العربي في حدوث نهضة عربية
(إحياء اللغة العربية – تزايد الجمعيات العلمية والأدبية – الدعوة إلى عدة قيم : الحرية،المساواة،المواطنة..بروز تيارات فكرية علمانية وسلفية..).
خاتمــة: هل يحتاج العرب اليوم لنفس الظروف التي قامت في ظلها اليقظة الفكرية بالمشرق خلال القرن 19 م لإعادة بعثها من جديد،أم أن الأمر يقتضي مواصلة سلسلة الإصلاحات التي تنهجها الدول العربية تحت ضغط الدول الإمبريالية.