التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى -ن 1-

التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

الأولى باك للعلوم والتكنولوجيا والتعليم الأصيل

النموذج الأول

تمهيد: دخلت الدول الأوربية خلال القرن 19 ومطلع القرن 20 في تنافس حاد حول المستعمرات لتوسيع مناطق النفوذ سواء خارج أوربا أو داخلها  ← نتج عن هذا التنافس تسابق الدول نحو التسلح واندلاع الحرب العالمي الأولى.

 بعض مظاهر التنافس الامبريالي في القرن 19 ومطلع القرن 20

      1 – أهم مناطق التنافس الاستعماري

  –تزعمت الحركة الامبريالية عدة دول أوربية خاصة: فرنسا، انجلترا، ألمانيا، اسبانيا، ايطاليا… وتنافست حول عدة مناطق بإفريقيا خاصة: المغرب، تونس، مصر، الكونغو…

  – وقد شكل احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 بداية التنافس الاستعماري

← – عقد عدة مؤتمرات لتسوية الخلاف:  – مؤتمر برلين الأول (1878) والثاني (1884-1885) – مؤتمر الجزيرة الخضراء (1906)

–  نشوء عدة أزمات بين الدول  (أزمة الفاشودا)

→ هذا التنافس كان بسبب:
* الحاجة إلى المواد الأولية ومصادر الطاقة.

الحاجة إلى تصريف المنتجات الصناعية  والفلاحة.

 *الحاجة إلى إقامة مزيد من الاستثمارات.

 *تصريف الفائض البشري.

     2 – بعض الأساليب والوسائل التي استعملتها الدول الأوربية في إطار التنافس الامبريالي

اعتمدت الدول الامبريالية في إطار تنافسها الاستعماري على عدة وسائل منها:

*  إقامة تحالفات إبرام اتفاقيات أهمها:

 ·  التحالف الثلاثي الألماني الروسي النمساوي-الهنغاري لعزل فرنسا وتخفيف التنافس الاستعماري بينها

 ·  التحالف النمساوي الألماني لضمان أمن ألمانيا من أي هجوم فرنسي محتمل

 ·  التحالف الفرنسي الروسي لحماية حدود الدولتين ضد أي هجوم محتمل

  كانت الغاية من هذه التحالفات تامين حماية الدول من الخصوم وتحقيق مصالحها السياسية والترابية

 ·  التقارب الفرنسي الإيطالي لتسوية النزاع حول المغرب وليبيا

 ·  التقارب الفرنسي الإنجليزي لتسوية النزاع حول المغرب ومصر

 · الاتفاق الفرنسي الألماني لإنهاء أزمة اكادير سنة1911 بتنازل فرنسا لألمانيا عن الكونغو.

* إنشاء البنيات التحتية كمد النمسا-هنغاريا خطوط السكك الحديدية في دويلات البلقان.

* تطوير الملاحة النهرية واعتماد عدة معاهدات تجارية.

*   التسابق نحو التسلح من خلال:   – الرفع من عدد الجنود وإجبارية التجنيد لدى بعض الدول (انجلترا).

                                             –  تطوير العتاد الحربي البري (كان التنافس بين ألمانيا وفرنسا).

                                             –  تطوير العتاد الحربي البحري (كان التنافس بين ألمانيا وإنجلترا).

                                             –  تطوير العتاد الجوي (كانت الغلبة لفرنسا).

← هذه الوسائل والأساليب أثرت سلبا على العلاقات الدولية وزادت من حدة التوتر مع مطلع القرن 20.

 بعض الوسائل التي لجأت إليها الدول الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفوذ 

* عقدت الدول الإمبريالية عدة مؤتمرات لتسوية النزاعات الاستعمارية خلال القرن 19 وبداية القرن20 أهمها: 

    مؤتمر برلين الأول 1878 بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، النمسا-هنغاريا والإمبراطورية العثمانية.

الهدف: تعديل معاهدة سان ستيفانو الموقعة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية.

← اقتطاع إطراف من الإمبراطورية العثمانية لفائدة روسيا والنمسا.

 مؤتمر مدريد 1880 بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا،إسبانيا والمغرب.

الهدف: وضع حد لمشكل الحمايات الفردية بالمغرب.

 ← تعزيزها مع إعطاء حق الملكية للأجانب.

   مؤتمر برلين الثاني 1884-1885 بين  فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، بلجيكا وألمانيا.

الهدف: تسوية الخلاف حول مناطق النفوذ بإفريقيا.

← تقسيم القارة بينهم.

 مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 بين الدول المتنافسة حول المغرب (فرنسا+إنجلترا+إسبانيا+ألمانيا) والمغرب.

 الهدف: تسوية الخلاف حول كيفية التعامل مع المغرب.

← تقرر حرية التجارة وإنشاء شرطة ثنائية فرنسية إسبانية بالموانئ المغربية وإنشاء بنك مخزني .

   *  إضافة إلى المؤتمرات لجأت بعض الدول الأوربية إلى إبرام اتفاقات ثنائية لحسم خلافاتها حول نفس مناطق النفوذ ( انظر الفقرة القبل التقاربات والاتفاقات).

   مكنت هذه المؤتمرات الدولية والإنفاقات الثنائية في التخفيف من حدة التنافس بين الدول الاستعمارية حول مناطق رغم أنها لم تحل دون نشوء حرب بينها فيما بعد.

 بعض الأزمات الدولية التي نتجت عن التنافس الإمبريالي وأدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى 

 1  – أزمة المغرب الأولى سنة 1905 و الثانية  سنة  1911 بين فرنسا وألمانيا

الأزمة الأولى: 

من أهم أسبابها:  –  توتر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد الاتفاق الودي الذي أبرمته هذه الأخيرة مع انجلترا حول مصر.
– معارضة ألمانيا مشروع فرنسا في المغرب الرامي إلى فرض سيطرتها على البلد ضمانا لمصالحها الخاصة.

 ← عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 أهم نتائجه:

*   انتصار فرنسا سياسيا وتأكيد مصالحها بالمغرب.

*  إعطاؤها حق إدارة شؤون الجمارك بالمغرب.

الأزمة الثانية والمعروفة بأزمة أكادير 1911: 

من أسباب هذه الأزمة:   –  احتجاج ألمانيا على الحملة الفرنسية التي شنتها على فاس وإرسالها قوات بحرية إلى أكاديرتهدد بالتدخل.
¬   اعتراض فرنسا إلى جانب ايطاليا وإنجلترا وتهديد الأخيرة بالتدخل إذا أعلنت ألمانيا الحرب على فرنسا، ليتم تسوية الأزمة بتنازل فرنسا لألمانيا عن جزء من الكونغو الفرنسية.

  2 – أزمة البلقان الأولى سنة 1908 بين الإمبراطورية النمساوية وصربيا

أسباب هذه الأزمة:  – ضم النمسا للبوسنة والهرسك  إلى أراضيها  وعدم قدرة صربيا على التدخل لمنع طلك بعد مساندة ألمانيا لحليفتها النمسا.

← غضب الصربيين الذين كانت لهم طموحات لضم المنطقتين بحكم الارتباط التاريخي، ما نتج عنه تزايد العداء بين النمسا وصربيا.

  3 – الاحتلال الإيطالي لليبيا 1911 

   –  أعلنت إيطاليا الحرب على الترك ودخلت إلى ليبيا سنة 1911 في إطار سباقها مع ألمانيا على شمال إفريقيا .

هذه الأزمة وسابقاتها نتج عنها انعدام الثقة بين الدول وتزايدت حدة التوتر بين الأمم، فازدادت الاستعدادات العسكرية في انتظار ما سيشعل فتيل الحرب.

  4 – نتج عن اغتيال ولي عهد النمسا اندلاع الحرب العالمية الأولى

          ترتب عن الأزمة البلقانية الأولى تزايد العداء بين الصربيين والنمساويين وعند زيارة ولي عهد النمسا لمدينة سراييفو البوسنية في 28 يونيو 1914 تم اغتياله من طرف طالب صربي.

         جاء رد فعل النمسا بتقدمها لعدة مطالب رفضت صربيا الامتثال لها وبالتالي أعلنت النمسا المدعمة من ألمانيا الحرب على صربيا، وأعلنت صربيا المدعمة من فرنسا وإنجلترا وروسيا الحرب على النمسا لتندلع الحرب العالمية الأولى.

خلاصة:  أدى إذن تزايد حدة التوتر في العلاقات الدولية نتيجة الأزمات والتسابق والتنافس حول مناطق النفوذ، وكذا تضارب مصالح الدول في أوربا وإفريقيا إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى ما  سيترتب عنه تغير في الأوضاع العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *