درس التاريخ: الحروب الصليبية المواجهة واحتكاك الحضارات

درس التاريخ: الحروب الصليبية المواجهة واحتكاك الحضارات

مقرر في رحاب الاجتماعيات

مقدمة:

تعرض المشرق العربي الإسلامي طيلة قرنين خلال العصور الوسطى لهجمات مسيحية عُرفت بالحروب الصليبية. فما هي أهم أسباب ومراحل ونتائج هذه الحروب؟

І- واجه الشرق الإسلامي عدة حملات صليبية:

1- أسباب الحروب الصليبية:

تنوعت أسباب الغزو الصليبي للمشرق الإسلامي بين محاولة توحيد شعوب أوربا لتجاوز مشاكلها السياسية والاقتصادية، والرغبة في السيطرة على الطرق التجارية البرية والبحرية التي تصل أوربا بالشرق الأقصى في الوقت الذي ينقسم فيه الشرق الإسلامي إلى عدة دويلات صغيرة.

2- مراحل الحروب الصليبية:

وجهت دول أوربا المسيحية، منذ نهاية القرن 11 م إلى نهاية القرن 13 م عدة حملات عسكرية لاحتلال القدس والسواحل الشرقية للبحر المتوسط واستمرت هذه الحروب عبر أربعة مراحل تخللتها سبع حملات، وقد تمكن المسلمون من صد هذه الهجمات والانتصار في معركة حِطّين سنة 1187 م بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

ІІ- تمكن المسلمون من صد الحملات الصليبية:

1- معركة حطين:

أقام صلاح الدين الدولة الأيوبية في مصر والشام وشمال العراق، وأخذ يستعد لاسترجاع بيت المقدس وطرد المسيحيين بعدما اعتدى أمير الكرك المسيحي على قافلة تجارية إسلامية سنة 582هـ ونقض بذلك اتفاقية السلم المبرمة بين الطرفين. وقد واجه صلاح الدين الصليبيين في منطقة حطين سنة 583هـ / 1187 م وهزمهم بعد اعتقال ملكهم، وتمكن من تحرير معظم السواحل المتوسطية (وثيقة3 ب ص:72).

2- تأثر المسيحيون بحضارة المسلمين:

ساهمت الحروب الصليبية في تأثر المسيحيين بالحضارة العربية الإسلامية، فتعلموا اللغة العربية، وترجموا عدة كتب إلى اللغة اللاتينية، واستفادوا من عدة مجالات حضارية كالفلاحة والملاحة، فنقلوا بعض المزروعات كالقطن والأرز، وأخذوا عن المسلمين جهاز البوصلة، واستفادوا من عدة علوم أخرى كالرياضيات والفلك والهندسة المعمارية.

خاتمة:

انتهت الحروب الصليبية بانتصار دولة المماليك وطرد الصليبيين منذ نهاية القرن 13 م بعدما تأثروا بالحضارة الإسلامية في عدة مجالات.