تحضير نص الاصدقاء الجدد الاولى اعدادي المفيد في اللغة العربية

تحضير نص الاصدقاء الجدد الاولى اعدادي المفيد في اللغة العربية

نص الانطلاق:

وهنا تبدأ قصة جديدة مع أصدقائي الجدد من الأبقار والثيران والعجول، وعلى رأسهم جميعا صديقي الحمار. لا تكاد تمر فترة قصيرة على وجبة الغذاء حتى أتسلل من المنزل وأنطلق في الطريق إلى الزريبة، حيث كنت أجد «طامو» منهمكة في التنظيف وإعداد المكان لاستقبال الأصدقاء القادمين عند عودتهم من المرعی، فكانت تستقبلني بحفاوة، ولكنها لم تكن من الغباوة بحيث يخفى عليها الغرض الذي أتيت من أجله قبل والدي بمدة تتجاوز الساعتين، ولذلك كانت تسرع إلى الحمار وتعده الإعداد اللازم، ثم ساعدني على امتطائه لأنطلق به في الشوارع المجاورة، وهو يعدو بخطواته المتلاحقة في خفة ويسر، فأشعر بزهو لا مزيد عليه، وأستغرب كيف لا أسترعي انتباه المارة الكامل، أعود إلى الزريبة في الموعد الذي اعتاد أن يحضر فيه والدي. وبالرغم من أنني كنت أمتطيه خلسة، فقد كان هناك شبه اتفاق على أن الحمار ملك خالص لي، وأنني السيد الذي يجب أن يطيعه في كل ما يصدره إليه من أمر.
ولم يخالف صاحبنا الحمار هذه الأوضاع إلا مرة واحدة حينما أقبلت مرتديا، جلبابا جديدا، ولعل الجلباب الجديد يكون قد أثر على سرعتي في السير فوصلت إلى الزريبة متأخرا، وبذلك لم يكن هناك وقت كاف لأن أخرج على ظهر صديقي في جولة قصيرة لأعود قبل أن يصل و الدي، فخلعت الجلباب القشيب، وأخذت أستعد لاستقبال القطيع الذي أزفت عودته، ووضعت الجلباب بعناية على غصن من أغصان شجرة المشمش التي كانت تتوسط الزريبة، وهي الشجرة التي كان يشد إليها وثاق الحمار، ..
وانطلقت إلى الشجرة لألتمس جلبابي المرموق، فكانت دهشتي كبيرة حينما وجدت أن طوله قد قصر، ذلك أنه اعتدى عليه اعتداء منكرا، فقضمه قضمات أضاعت معالم الانسجام بين أطرافه السفلى، ولما ارتديته لم يتجاوز ركبتي، فشعرت من شدة التأثر لما أصاب الجلباب، برغبة ملحة في أن أصفع الجمار، ولكن المقارنة بين كفي الهزيل وصدغه القوي كانت كفيلة بصرفي عن هذه الرغبة، ثم ما يدريني، فقد تكون «طامو» هي المسؤولة إذا لم تكن قدمت إليه العلف الكافي.
ومهما يكن من شيء فهكذا كانت تمر الفترة التي تسبق وصول والدي إلى الزريبة في حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر، حتى إذا ما رجعت من جولتي مع الحمار، تفقدت المكان تفقدا دقيقا، ثم أخذت أستعد لاستقبال أصدقائي من الأبقار والثيران والعجول، ويا لروعة الاستقبال ! ويا للأثر الجميل الذي كانت تحدثه في نفسي الأبقار وهي ترفع أصواتها في نبل بهذه النداءات الكريمة التي لم أكن لأخطئ لها مغزی ! إنها نداءات الأمومة البكماء التي برح بها الشوق إلى وليد سجين.
وتستغرق عملية الحلب مدة قد تزيد على ساعتين، حتى إذا ما قارب العمل نهايته ظهر عند باب الزريبة بائع الحليب» بحماريه العتيدين، فيقرأ السلام، وينطلق إلى مجمع الحليب ليطمئن على وفرته، ثم ليكيله ويغادر المكان في لمح البصر وهو يهش على حماره في قلق خشية أن يتأخر عن ميعاد البيع.
كانت العملية التي تتم عند الفجر على عكس العملية التي كانت تتم عند المساء، ذلك أن الأبقار كانت في المساء تعقل ثم تحلب، أما في الصباح فكانت تحلب ثم يطلق سراحها، لتندفع نحو المرعى وهي تودع عجولها بأصواتها الرحيمة

عبد المجيد بن جلون “في الطفولة”

أولا: تأطير النص:

1-صاحب النص:
هو الكاتب والأديب المغربي، عبد المجيد بن جلون من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1919، رحل به أبوه إلى مانشستر في انجلترا وهو في الخامسة، وعاد إلى فاس وهو في التاسعة، حيث تلقى تعليمه في الابتدائي والثانوي والكتاب، ليلتحق بعد ذلك بجامعة القرويين، عاش سنوات في مصر حيث حصل فيها على الإجازة في الأدب وديبلوم المعهد العالي للتحرير والترجمة، عاد إلى المغرب بعد الاستقلال وشغل منصب مدير تحرير جريدة “العلم”. توفي سنة 1981.
من مؤلفاته:

  • وادي الدماء. قصة
  • في الطفولة: سيرة ذاتية.
  • براعم: شعر.
  • لولا الإنسان: قصص.

2- مصدر النص:  نص “الأصدقاء الجدد” مأخوذ من السيرة الذاتية لعبد المجيد بن جلون بعنوان “في الطفولة”
3- نوعية النص: نص سردي يندرج ضمن المجال الاجتماعي والاقتصادي.

ثانيا: ملاحظة النص:

1- تحليل العنوان:

أ- تركيبيا: العنوان عبارة مركب وصفي وهو مبتدأ لخبر محذوف تقديره “ممتعون”
إعراب الأصدقاء الجدد: (للاستئناس)

  • الأصدقاء: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • الجدد: نعت تابع لمنعوته في الرفع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

ب- دلاليا: يحيل العنوان إلى أن شخصا ما حصل على أصدقاء جدد بدلا من أصدقائه القدامى.

2- التعليق على الصورة: الصورة رسم ملون يظهر فيه طفل في قرية وهو سعيد بمشاهدة الأبقار والثيران والعجول.

3- العلاقة بين العنوان والصورة: علاقة توضيحية، حيث توضح الصور الصورة أن طفلا اتخذ من الحيوانات أصدقاء له.
4- فرضيات النص: من خلال تحليل العتبات نفترض أن النص:

  • سيصف علاقة طفل بالحيوانات.
  • سيسرد مغامرة طفل مع الحيوانات.
  • سيحكي قصة تغيير الطفل لأصدقائه.

ثالثا: فهم النص:

1- الشروح اللغوية:

  • بحفاوة: بفرح.
  • زهو: بفخر واعتزاز.
  • أسترعي انتباه المارة: أشد انتباههم.
  • خلسة: خُفْيَةً.
  • القشيب: الجديد.
  • أزفت: اقتربت.
  • المرموق: المهم: ذو الأهمية.
  • صدغه: الصدغ هو جانب الوجه من العين إِلى الأذن.
  • اللغط: الضجة.
  • برَحَ بها الشوق: بلغ بها الشوق أقصاه.
  • تُعْقل: تُربط.

2- الحدث الرئيس: استرجاع الكاتب لذكرياته مع حيوانات الزريبة وخصوصا حمار ه الذي أفسد جلبابه ذات يوم.

3- الأحداث الجزئية:

الفقرات المضامين
من بداية النص إلى من أمر قضاء السارد لوقته في استقبال الحيوانات العائدة من المرعى، وامتطاء حماره خفية عن أبيه.
من ولم يخالف

إلى الكافي

إفساد الحمار لجلباب الطفل بقضمه، وإلقاء اللوم على طامو.
من ومهما يكن

إلى سجين

تأثر السارد بلحظات عودة الأبقار إلى المرعى ولقائها مع عجولها التي اشتاقت لها.
من وتستغرق

إلى آخر النص

وصف السارد لعملية حلب الأبقار بعد عودتها من المرعى مساء، وقبل ذهابها إليه صباحا.

رابعا: تحليل نص الأصدقاء الجدد:

1- الشخصيات والعلاقة بينها:

الشخصية صفاتها
الطفل – محب للحيوانات – مستمتع بوقته

صاحب الحمار

الحمار مسلي – معتدي –
طامو ذكية – خدوم..

العلاقة بين الشخصيات:
تبدو علاقة الشخصية الرئيسية بالحيوانات أكثر اتصالا من علاقته بالإنسان، فأفضل الأوقات بالنسبة له هي تلك التي يقضيها مع صديقه الحمار.
2- أساليب النص: كطبيعة معظم النصوص النصوص السردية فالنص يراوح بين توظيف السرد والوصف، ومن أمثلة ذلك في النص:
أ- السرد: فخلعت الجلباب القشيب، وأخذت أستعد لاستقبال القطيع الذي أزفت عودته، ووضعت الجلباب بعناية على غصن من أغصان شجرة المشمش التي كانت تتوسط الزريبة، وهي الشجرة التي كان يشد إليها وثاق الحمار، .. وانطلقت إلى الشجرة لألتمس جلبابي المرموق، فكانت دهشتي كبيرة حينما وجدت أن طوله قد قصر، ذلك أنه اعتدى عليه اعتداء منكرا، فقضمه قضمات أضاعت معالم الانسجام بين أطرافه السفلى.
ب- الوصف: ومثاله من النص:
ويا لروعة الاستقبال ! ويا للأثر الجميل الذي كانت تحدثه في نفسي الأبقار وهي ترفع أصواتها في نبل بهذه النداءات الكريمة التي لم أكن لأخطئ لها مغزی ! إنها نداءات الأمومة البكماء التي برح بها الشوق إلى وليد سجين.
3- قيم النص:
قيمة اقتصادية: دور الحيوانات في اقتصاد القرية.
قيمة أخلاقية: الرفق بالحيوان.

خامسا: تركيب نص الأصدقاء الجدد .

يسترجع عبد المجيد بن جلون جزءا من مرحلة طفولته حيث كان يقضي أفضل أوقاته في استقبال الأبقار والثيران والعجول عند عودتها من المرعى، وكان الحمار صديقه المفضل حيث كان يستمتع بامتطائه قبل مجيء والده إلى الزريبة، ورغم أن الحمار كان مطيعا وغير مؤدي إلا أنه خالف هذه العادة يوما حين أفسد جلبابا جديدا للفتى، ورغم هذا الخطأ لم يعاقب الطفل حماره بل أشفق عليه بسبب جوعه.
ووصف السارد لحظات اللقاء بين الأبقار وعجولها في شوق ولهفة بعد نهار كامل من البعد والفراق، كما وصف عملية الحلب التي تتم لمرتين أولاهما حين عودة الأبقار من المرعى صباحا، وثانيهما قبل ذهابها إليه مساء.
ويكشف هذا النص عن أهمية قطعان الماشية في حياة القرويين خصوصا من الناحية الاقتصادية، بينما يجد فيها زوار القرية من سكان المدينة مصدر ترفيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *