ملف: دور التأهيل البشري في القوة الاقتصادية – 1 –

ملف: دور التأهيل البشري في القوة الاقتصادية
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الأولى

مقدمة :
يلعب العنصر البشري دورا مهما في التنمية الاقتصادية من خلال قدرته على استخدام الموارد الطبيعية رغم قلتها و بنسب متفاوتة من حيث الكفاءة و الفعالية في العمليات الإنتاجية ، فالعنصر البشري بما يملكه من قدرة على الاختراع و الابتكار و التجديد   و التطور يجعله يتغلب على نذرة الموارد الطبيعية و يساهم في النمو و التقدم الاقتصادي و هذا يجعل المؤشرات السوسيو اقتصادية ترتفع بالدول المتقدمة ( فرنسا و اليابان ) و تنخفض بباقي القوى الصاعدة ( الصين والبرازيل )

I- مفهوم التأهيل البشري و بعض خصائصه : 
1. تعريف التأهيل البشري :
التأهيل البشري هو   تكوين و تربية الأفراد   في مجتمع معين و تمكينهم من مهارات و قدرات و كفاءات تجعلهم   يندمجون في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لتحقيق التنمية الشاملة لمجتمعاتهم .
و مما لا شك فيه إن الموارد البشرية تمثل شرطا أساسيا لتحقيق هذه التنمية الشاملة مع العلم أن الدولة التي تعجز عن تنمية و تأهيل مواردها البشرية لا يمكنها إن تحقق أهدافها . في الوقت الحاضر و مع التقدم التكنولوجي يتأكد إن استغلال الموارد الطبيعية لم يعد كافيا … ونفس الشيء بالنسبة للمقاولات التي ترتبط تنمية إنتاجيتها بالرأسمال المادي و لكن قبل كل شيء بالر أسمال البشري ( المهارة و المبادرة و القدرة على حل المشكلات )

2. بعض خصائص عملية التأهيل البشري :
من أهم خصائص التأهيل البشري تمكين الإفراد من قدرات عملية و تقنية و تربوية و ذلك لتسهيل اندماجهم في المجتمع و مساهمتهم في تحقيق المكتسبات الأساسية للمواطنين و إدماج الطاقات البشرية في الأنشطة الإنتاجية على جميع المستويات و تحفيزها على المثابرة و الإبداع و توفير الظروف المناسبة لتكوين الموارد البشرية المؤهلة من تعليم متطور يواكب المستجدات الاقتصادية و الاجتماعية و التكنولوجية مع ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي و التكوين المهني و ذلك قصد ضمان التجديد و التحديث للمهارات و الكفاءات الفردية و الجماعية دون إهمال   الاهتمام بتحسين مؤشر التنمية البشرية بتحسين جودة الخدمات الصحيةو السكن و النقل …..

II. دور التأهيل البشري في بناء القوة الاقتصادية من خلال بعض النماذج

1. نموذج اليابان :

2. نموذج فرنسا

شرعت الدولة في   اليابان منذ عصر الميجي 1868 بالاهتمام بمواردها البشرية من خلال : إرسال البعثات الطلابية للخارج خاصة فرنسا وانجلترا + استقدام الأطر العلمية و التقنية لنقل التكنولوجيا الغربية + تشييد بنية تحتية + خلق مقاولات صناعية مع تدعيمها بالقروض و التخفيض من الضرائب .وحاليا تخصص اليابان نسب مهمة من الناتج الداخلي الخام لتأهيل العنصر البشري ( الوثيقة 3 ص 165 ) خاصة البحث العلمي حتى أن عدد الباحثين اليابانيين    في المجال يفوق مثيله في الدول الصناعية الكبرى ( الوثيقة 5 ص 165 )

رغم افتقار اليابان للموارد الطبيعية( المعادن ومصادر الطاقة ) فإنها استطاعت تحقيق تنمية جعلتها من الدول الكبرى بفضل اهتمامها بالعنصر لبشري ( الكفاءات بدل الثروات ).

وتبرز الخصائص الوسيواقتصادية لليابان ( الوثيقة 3 ص 165 ) نتائج جهود الدولة فنسبة تعليم الكبار 100 %  وحصة الفرد من الناتج الاجمالي تفوق 36 ألف دولار

تحتل فرنسا المرتبة الخامسة في الاقتصاد العالمي و الرتبة الثالثة في الاتحاد لأوروبي ( الجدول1 ص 166) و يعزو ذلك إلى اهتمام فرنسا بمواردها البشرية عن طريق : تخصيص 2.2 %   من الناتج الداخلي الخام للبحث العلمي  و 6 % على التعليم و 7.7 % كما تعمل الدولة على إيجاد عشرات الآلاف من المناصب الشغل سنويا و تسهيل ولوج مراكز التأهيل المهني و العلمي مما انعكس إيجابا على مستوى التنمية البشرية حيث يصل معدل الدخل الفردي السنوي حوالي 37000دولار و معدل البطالة لا يتعدى 10 % و مؤشر التنمية البشرية 0.942 (محتلة الرتبة 16 ) .

وتنعم الساكنة باهتمام الدولة   كذلك من خلال   تحسين جودة الخدمات الطبية فهناك 337 طبيب لكل 100 ألف من السكان كما أن تعليم الكبار يمثل 100 %  ( الوثيقة 1 ص 166 )

   III. تجارب بعض الدول النامية في مجال التأهيل البشري :

يظهر من خلال المؤشرات السوسيو اقتصادية لبعض البلدان النامية ضعف الاهتمام بالعنصر البشري لكن إذا قورنت بالبلدان الصاعدة و البلدان الصناعية الجديدة فإننا نجد هذه الأخيرة قد حققت تقدما اقتصاديا بفضل اهتمامها بالبحث العلمي و استثمار المؤهلات البشرية في كل المجالات خاصة بكوريا الجنوبية  و الهند …  فالى حدود النصف الأول من القرن الماضي كانت الهند و كوريا تصنف من أفقر دول آسيا و تقدم مثالا صارخا للتخلف و التناقض لكن   تمكنت كوريا ( ج ) من تأهيل عنصرها البشري و تحسين مؤشر التنمية البشرية من خلال الاهتمام بالتعليم و الصحة كما تحسن الدخل بالموازاة مع النمو الاقتصادي   فتمكنت من تحسين جودة الكفاءات البشرية في ظل غياب الثروات الطبيعية . أما الهند فرغم تناقضاتها الداخلية   الصارخة   فتعد اليوم   خزان للكفائات / المهندسين المعلوماتيين   بفضل جودة النظلم التعليمي ، وتبرز البرازيل كذلك كنموذج رغم تناقضاته الداخلية كذلك   تمكن من تحسين مؤشر التنمية البشرية لسكانه ( 0.792 الرتبة 69 )

خلاصة: و بصفة عامة فان الموارد الطبيعية و المالية لدولة ما لا تكفيان لإقامة اقتصاد قوي فلا بد من العنصر البشري فهو القادر على استخدام هذه الموارد في العمليات الإنتاجية ، و قد اتبتت تجارب الدول سواء منها المتقدمة أو الدول النامية الصاعدة أو الصناعية الجديدة أهمية العنصر البشري في تحقيق تنمية اقتصادية و اجتماعية مستديمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *