اليابان قوة تجارية كبرى – 2 –

اليابان قوة تجارية كبرى
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الثاني

التأطير الإشكالي: 

اليابان عبارة عن أرخبيل يمتد على شكل قوس بشرق آسيا تبلغ مساحته 378000 كلم 2 ويسكنه حوالي 127,9 مليون نسمة ويشكل قوة تجارية كبرى على الصعيد العالمي وذلك بفضل ما يتوفر عليه من مؤهلات بشرية وتنظيمية جيدة ومع ذلك فالبلاد لا تخلو من مشاكل اقتصادية وبيئية واجتماعية فما مظاهر القوة التجارية لليابان على الصعيد الدولي؟ و ما العوامل المفسرة لها؟ وما المشاكل التي تواجهها؟

المقطع الأول: مظاهر القوة التجارية لليابان على المستوى الدولي:(الوصف)

تتوفر اليابان على أكبر قوة تجارية في العالم ويتجلى ذلك في كونها تحتل مكانة مهمة في التجارة الدولية حيث أنها تساهم ب 5,7% من الصادرات العالمية و 4,8% من الواردات العالمية, ومن الملاحظ أنه وبالرغم من كون  البلدان الآسيوية وخاصة الحديثة التصنيع تعتبر  الشريك الأساسي لليابان فقد استطاعت البلاد كسب المزيد من الشركاء التجاريين خاصة مع الدول والقوى الاقتصادية الكبرى كالولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي, ويشكل فائض الميزان التجاري أهم مظهر لقوة التجارة اليابانية إذ وصلت قيمة الفائض سنة 2004 ما يقدر ب 111,2 مليار دولار وذلك بفضل القيمة المضافة العالية للصادرات التي تتكون أساسا من مواد مصنعة مقابل واردات تتكون من مواد أولية ضعيفة القيمة, ومن المظاهر الأخرى لقوة التجارة اليابانية نشير إلى الامتداد المجالي الكبير للاستثمارات الخارجية اليابانية المباشرة التي شملت جميع مناطق العالم تقريبا وإلى احتلال بورصة طوكيو الرتبة الثانية بين بورصات العالم.

المقطع الثاني: العوامل المفسرة لقوة التجارة الخارجية لليابان: (التفسير)

تستفيد التجارة الخارجية لليابان من عامل جغرافي يتمثل في الموقع الاستراتيجي للبلاد الذي يجعلها منفتحة على أكبر الأسواق العالمية خاصة بلدان جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة ومن عامل اقتصادي تمثل أساسا في قوة الصناعة التي تنتج بكميات كبيرة وتتميز بتطورها التكنولوجي وجودتها العالية بالإضافة إلى انخفاض أسعار منتجاتها بفضل انخفاض كل من تكاليف الإنتاج وهامش الربح الذي تعوضه كثرة المبيعات كما تستفيد من عامل تنظيمي يتمثل في توفر اليابان على مؤسسات  تجارية ضخمة كمؤسسة السوكوسوشاsogho shosha  المتخصصة في الأعمال التجارية بكل مراحلها من تسويق المنتجات والتزود بالمواد الأولية إلى تقديم خدمات أخرى كالتأمين وجمع المعلومات عن أوضاع السوق كما يتمثل العامل التنظيمي في توفر اليابان على أسطول تجاري ضخم يحتل المرتبة الثانية على الصعيد العالمي وفي انتماءها إلى مجموعة السبعة

لقد تدعمت تلك المؤهلات بمجهودات الدولة والمتمثلة في أنشاء بنية تحتية قوية طرق مواصلات والموانئ والمطارات و حماية الاقتصاد الوطني من المنافسة الخارجية إضافة إلى الاستفادة من التكنولوجية الأمريكية ودعم المقاولات (قروض + ضرائب منخفضة )

المقطع الثالث: المشاكل والتحديات التي تواجه التجارة الخارجية اليابانية

يعتبر النجاح التجاري لليابان مصدرا لعدد من المشاكل الداخلية فالفوائض المالية للميزان التجاري تؤدي إلى رفع قيمة الين وهذا يحد من القدرة التنافسية للصادرات ويفرض إعادة توطين الشركات اليابانية في البلدان ذات العملات الضعيفة ويترتب عن هذا تزايد حدة البطالة كما تعني البلاد من انتشار مجموعة من الأمراض نتيجة التلوث البيئي ومن أهمها أمراض ضيق التنفس وأمراض ميناماتا . و تعاني اليابان كذلك من مشكل التبعية للأسواق الخارجية قصد استيراد المواد الغذائية (نسبة الأمن الغذائي لا تتجاوز  40 %) والمواد المعدنية والطاقية (البترول الغز الطبيعي) و مشكل المنافسة الخارجية سواء من طرف التكتلات العالمية أو البلدان الصناعية الجديدة  (مظاهر هذا المشكل تمثلت في تراجع حصة اليابان من الصادرات العالمية للنسيج حيث انتقلت من 5,6 % سنة 1990 إلى 3,8 % سنة 2003)

تواجه اليابان كذلك تحديات بيئية خطيرة تمثلت في تعرض البلاد لسلسلة من الكوارث الطبيعية خاصة الزلازل والأعاصير.

خاتمـــة: من خلال ماسبق نستطيع القول أن اليابان استطاع إلى حد كبير التغلب على التحديات التي تعترض اقتصاده عن طريق استثماره الجيد لمؤهلاته التنظيمية والبشرية ليصبح بالتالي قوة كبرى تهيمن على التجارة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *