الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الأول
مقدمة: فرضت كل من ابريطانيا وفرنسا انتدابهما على المشرق العربي بموجب اتفاقية سان ريمو , ثم شرعت في استغلال المنطقة , الشيئ الذي أدى الى ظهور حركات وطنية سعت الى تحقيق استقلال المنطقة .
فما هي خصائص الحركة الوطنية في المشرق العربي؟ وكيف حصلت دول المنطقة على الاستقلال ؟
I – السياق التاريخي لتطور كفاح شعوب ودول المشرق العربي إلى غاية ح ع2 :
1 – التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية:
– التحولات السياسية : بعد الحرب العالمية الأولى , وقعت كل من ابريطانيا و فرنسا ” اتفاقية سان ريمو ” التي فرضت الانتداب البريطاني على فلسطين والعراق والأردن ،والانتداب الفرنسي على بلاد الشام (سوريا ولبنان)،وأعلن ” الشريف حسين ” نفسه خليفة على المسلمين منذ 1924، ثم تم طرده منها بعد تأسيس ” عبد العزيز بن سعود ” للملكة العربية السعودية.
وقد عملت ابريطانيا على تنصيب حكومات موالية لها في العراق ( تنصيب الملك فيصل ملكا على العراق ) , كما تمتع المفوض السامي الفرنسي بسلطات مطلقة في سوريا.
– التحولات الاقتصادية والاجتماعية: قامت فرنسا وبريطانيا باستغلال المنطقة كما يلي : السيطرة على الأراضي الخصبة وإنتاج مزروعات تسويقية، التنقيب عن الثروات الطبيعية،اعتبار المنطقة سوقا لمنتجاتها الصناعية،وأثر ذلك على الميدان الاقتصادي لدول المشرق، وتضررت معظم الفئات الاجتماعية العربية.
2- خاصية الحركات الاستقلالية بدول المشرق العربي:
نشأت في مناطق المشرق العربي حركات وطنية لمواجهة الاستعمار البريطاني , وقد طالبت باستقلال المنطقة ووحدة الأمة العربية, وهكذا نشأ في العراق “الحزب الوطني ” و ” حزب النهضة” , ولعب رئيس الوزراء العراقي ” نوري السعيد ” دورا أساسيا في تحقيق الاستقلال , بينما تأسس في سوريا “حزب الشعب ” و “جماعة مستقبل الاسلام ” , وفي لبنان تأسست ” جماعة الاتحاديين ” و ” جماعة الدستوريين “, ولعب ” شكيب أرسلان ” دورا محوريا في استقلال سوريا و لبنان .
3- المعاهدات الموقعة لتحقيق استقلال مشروط بدول المنطقة:
-مصر: شهدت انتفاضات شعبية للمطالبة بالاستقلال،وألغت بريطانيا نظام الحماية سنة1922،مع الحفاظ على مراقبتها لقناة السويس وبقائها بالسودان ، واستمرت انتفاضة الشعب المصري إلى أن تم سنة1936 توقيع معاهدة بين مصر وبريطانيا قضت بإنهاء الاحتلال العسكري لمصر مقابل عدة شروط منها مراقبة القوات البريطانية لقناة السويس.
– العراق: أدى استمرار نضال الشعب العراقي إلى توقيع المعاهدة البريطانية-العراقية سنة1930،قضت بمنح “استقلال مشروط ” للعراق وحفاظ بريطانيا على عدة امتيازات منها وجود قاعدة جوية ابريطانية بالعراق , و التشاور في السياسة الخارجية .
– سوريا: وقعت فرنسا وسوريا معاهدة سنة1936 منحت بموجبها لسوريا استقلالا مشروطا وحفاظ فرنسا على وجودها العسكري، واستشارتها في القضايا الخارجية.
II- التحولات التي عرفها المشرق العربي منذ ح ع 2 إلى غاية تحقيق الاستقلال:
1- التحولات في المشرق العربي خلال الحرب العالمية الثانية:
– ساهمت ظروف الحرب العالمية 2 في تزايد الضغط الاستعماري في منطقة المشرق العربي، وتنافست في المنطقة شركات بترولية أبرزها شركة البترول البريطانية العراقية, كما استمرت هيمنة شركة ” قناة السويس البريطانية ” على الملاحة البحرية بالقناة .
وشهدت المنطقة خلال هذه الفترة بداية التدخل الأمريكي من خلال شركاتها البترولية التي نافست الوجود البريطاني والفرنسي بالمنطقة.
2- تحقيق دول المشرق العربي للاستقلال التام:
– سوريا ولبنان: عرض البلدان قضية استقلالهما على ” مجلس الأمن ” في سنة 1946 ، فحصلت سوريا ولبنان على استقلالهما التام سنة1946.
– العراق: لم يحصل العراق على الاستقلال التام بسبب أهميته الاستراتيجية والاقتصادية، لكن , وبعد انقلاب ” عبد الكريم قاسم ” على الملك “فيصل 2 “, حصل العراق على استقلاله التام سنة 1958 .
-الأردن: اعترفت بريطانيا بالاستقلال التام للأردن سنة1946،وتم توقيع معاهدة تحالف بين بريطانيا والأردن.
-مصر والسودان: حدثت بمصر ” ثورة الضباط الأحرار ” في 1952 بزعامة “جمال عبد الناصر “،وتم اتفاق جلاء القوات البريطانية بصفة نهائية عن مصر ابتداء من سنة1954،وتم جلاء القوات البريطانية عن السودان سنة1955
– الخليج والجزيرة العربية:
– في السعودية: تمكنت أسرة ” آل سعود ” من توحيد شبه الجزية العربية وتأسيس المملكة العربية السعودية سنة1933
-اليمن: اعترفت بريطانيا باستقلال اليمن الشمالي،وسحبت قواتها من اليمن الجنوبي سنة1967
– باقي دول الخليج: استقلت سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين عن بريطانيا سنة1971،واستقلت الكويت سنة1961
خاتمة: خرجت دول المشرق العربي من الاستعمار لتجد نفسها أمام مشاكل اقتصادية و اجتماعية كبرى , بالاضافة الى مشكلة سياسية عظمى هي القضية الفلسطينية .