مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر – ن 1 –

مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الأول

تقديم وطرح اشكالي:
تشكل مجموعة أمريكا الشمالية نموذجا آخر للتكتل والاندماج داخل المجال العالمي، حيث تم إنشاؤها بين ثلاث دول هي الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك في 2 دجنبر 1992م بعد التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر التي لم يتم تفعيلها غلا في يناير 1994م.
فماهي ظروف نشأة مجموعة أمريكا الشمالية واأهدافها والمؤسسات المنظمة لها؟وما المظاهر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاتفاقية التبادل الحر؟ وما النتائج المترابة عنها؟ العوامل المساعدة على اتفاقية التبادل الحر لامريكا الشمالية؟وما هي فوائد اتفاقية التبادل الحر لامريكا الشمالية والتحديات التي تواجهها؟.

I- ظروف نشأة مجموعة أمريكا الشمالية واأهدافها والمؤسسات المنظمة لها:
1- ظروف نشأة مجموعة أمريكا الشمالية وأهدافها :
مجموعة أمريكا الشمالية تكتل بين ثلاث دول من القارة الأمريكية، وهي الو.م.أ.وكندا والمكسيك وتسمى”ألينا”،تشكلت بعد التوقيع على اتفاقية التبادل الحر فيما بينها سنة 1992 وأصبحت سارية المفعول منذ مطلع سنة 1994م.

2- ظروف نشأة مجموعة أمريكا الشمالية:
تبلورت لدى دول أمريكا الشمالية الرغبة في تشكيل تكتل اقتصادي قادر على مجابهة القوى الاقتصادية الكبرى، وتحديات العولمة،فتكونت مجموعة ألينا سنة 1992م،بعد التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين الو.م.أ. وكندا والمكسيك ولم تدخل حيز التطبيق إلا في يناير 1994م،حيث تعددت دوافع كل بلد منها: فالمكسيك البلد النامي كانت تبحث عن الاستقرار الاقتصادي وتطمح للدخول بسهولة إلى الأسواق الأمريكية المعروفة بحمائيتها الزائدة، أما الو.م.أ. فقد كانت ترغب في تعويض خسارتها بعد الفشل الذي أصيبت به خلال مفاوضات الكات بالأوروغواي،وإعادة بناء موقعها الاستراتيجي وهيمنتها الاقتصادية، أما كندا فإن توقيعها على هذه الاتفاقية لن يغير كثيرا من علاقاتها الاقتصادية الضعيفة مع الولايات المتحدة الامريكية.

3-  أهداف اتفاقية التبادل الحر لامريكا الشمالية:
تسعى مجموعة امريكا الشمالية من وراء توقيع اتفاقية التبادل الحر بين دوله الثلاث الى تحقيق ما يلي:
* إلغاء الحواجز الجمركية وتسهيل مبادلات السلع والخدمات عبر الحدود.
* تأمين منافسة نزيهة في منطقة التبادل.
* رفع فرص الاستثمار.
* حماية الحقوق الفكرية.
* وضع مساطر لحل الخلافات.
* التعاون لتوسيع فوائد الاتفاق.

4-  الأجهزة المسيرة لمجموعة أمريكا الشمالية ووظائفها:
يشرف على تسيير شؤون المجموعة عدة مؤسسات وأجهزة من بينها:
– لجنة التبادل الحر:مؤلفة من 3 وزراء، مهمتها تطبيق ومراقبة سير الاتفاقية، ومراقبة الأجهزة الأخرى.
– منسقو مجموعة”الينا”: وعددهم 3 منسقين، مهمتهم تدبير برنامج المجموعة، والاشراف على السير العام للاتفاقية.
– اللجن ومجموعات العمل: وعددها 30 لجنة،مهمتها تسهيل المبادلات والاستثمارات، والتسيير الجيد للمجموعة.
– سكرتارية/أمانة المجموعة: تتألف من مجموعة من الموظفين عن كل دولة، يتكلفون بالتسيير الإداري وحل الخلافات بين الدول الأعضاء.

II- المظاهر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لاتفاقية التبادل الحروالعوامل المفسرة لها:
1- المظاهر الاقتصادية لاتفاقية التبادل الحر:
* تضاعف القيمة الاجمالية للمبادلات التجارية منذ تطبيق اتفاقية التبادل الحر حيث انتقلت من 306 مليار دولار إلى 621 مليار دولار مابين 1993 و 2002م، أي ما يعادل 1.2 مليون دولار في كل دقيقة.
*ارتفاع نسبة المبادلات التجارية البينية ضمن التجارة الخارجية للمجموعة حيث أصبحت تمثل 56% من الصادرات و 38,1% من الواردات.
* تطور قيمة المبادلات البينية بين الدول الثلاث ويبقى الاقتصاد الامريكي هو المستفيد بالدرجة الاولى من ذلك.

2- المظاهر الاجتماعية والثقافية لاتفاقية التبادل الحر:
تسعى اتفاقية التبادل الحر الى تحقيق مجموعة من الاهداف الاجتماعية و الثقافية تتمثل في:
*التقليص من الفوارق في مجال الأجور،فالارباح الناتجة عن التنمية الاقتصادية ستنعكس ايجابيا على الطبقة العاملة وخاصة في المكسيك حيث سيتوفر لديها المزيد من الاموال لاقتناء البضائع الامريكية.
* التقليص من الهجرة السرية لاسيما من المكسيك نحو الولايات المتحدة الامريكية.
* حماية الملكية الفكرية : حيث حثت الاتفاقية كل الاطراف الموقعة عليها على توفير الحماية الناجعة والكافية لحقوق الملكية الفكرية والوسائل اللازمة من اجل احترامها والعمل بمقتضيات الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالملكية الفكرية.
أما بخصوص النتائج الاجتماعية لاتفاقية التبادل الحر في مجال الشغل على المجال الحدودي فتتمثل في:
* المساهمة في خلق مناصب شغل لليد العاملة المكسيكية من خلال إحداث مقاولات”الماكيلدوراس” على الحدود الأمريكية المكسيكية، والتي وفرت مابين 65 و 265 ألف منصب شغل.
* اقامة العديد من المحاور الطرقية الكبرى بين الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك لتسهيل تنقل السلع بين الطرفين.

3- بعض العوامل المساعدة على التبادل الحر داخل مجموعة “ألينا”.
أولا: العوامل الاقتصادية: توفر بلدان المجموعة على احتياطات مهمة من مصادر الطاقة كالبترول الذي تمتلك منه الو.م.21,4 برميل والغاز الطبيعي 192,5مليار م 3،إضافة إلى وفرة الانتاج الاقتصادي المتبادل وتنوعه سواء الفلاحي أو الصناعي.
ثانيا: العوامل الخدماتية: وجود شبكة هامة من المواصلات البرية والبحرية والنهرية والجوية والتي ساهمت في تسهيل مرور السلع والخدمات بين بلدانها.
ثالثا: العوامل البشرية: عدد السكان مرتفع بالمجموعة حيث بلع ما يقارب من 436 مليون نسمة 60% منهم ساكنة نشيطة، دخلهم مرتفع خاصة في الولايات المتحدة الامريكية وكندا أعطى سوقا استهلاكية واسعة ويد عاملة خبيرة ومؤهلة.

III- أوجه الاندماج الجهوي بين دول مجموعة امريكا الشمالية ومظاهره:
*ارتفاع قيمة المبادلات التجارية بشكل ملموس: بين الدول الثلاث من جهة، وبينها وبين باقي دول العالم من جهة أخرى، وخاصة مع آسيا ودول الاتحاد الأوربي.
* استفادة الاقتصاد الأمريكي بالدرجة الأولى، ويتضح ذلك من خلال:
– قيمة المبادلات:400 مليار دولار مع اكندا، و150 مليار دولار مع المكسيك سنة 2006م.
– حجم الاستثمارات الأمريكية في كل من كندا والمكسيك:3مليار مقابل 1 مليار دولار.
– ظهور مقاولات صناعية أمريكية على الحدود مع المكسيك تسمى”الماكيلدوراس” تختص في تركيب قطع الغيار والاجهزة المتنوعة التي يتم استيرادها وتصديرها نحو الولايات المتحدة الامريكية على الخصوص، وتستفيد من الاعفاء الضريبي وتشغل اليد العملة المكسيكية.
– إنشاء ممرات تجارية وهي مدارات للنقل تربط بين مختلف الجهات الاقتصادية في المجموعة، ومنها مثلا ممر ألينا الذي يربط بين مونريال الكندية وأطلنطا الأمريكية ومكسيكو عاصمة المكسيك.

IV- بعض فوائد اتفاقية التبادل الحر لامريكا الشمالية والتحديات التي تواجهها:
1- فوائد الاندماج الجهوي في أمريكا الشمالية:
*استفادة المنتجين والمستهلكين من اختيارات أفضل وأوسع: حيث وفر تحرير التجارة لهؤلاء الاستفادة من المواد الأولية والسلع بأثمان تفضيلية مما مكن من مضاعفة الانتاجية وتقوية التنافسية في الاسواق الدولية.
* تسهيل تبادل الافكار وطرق مواجهة التحديات المشتركة.

2- التحديات التي تواجه تحقيق الاندماج الجهوي في مجموعة أمريكا الشمالية:
* التفاوتات الكبرى على مستوى التنمية البشرية والدخل الفردي بين الدول الثلاث: وخاصة بين المكسيك والو.م.أ. من جهة وكندا من جهة أخرى: فحسب IDH نجد 0,814 مقابل 0,944 و حسب PIB/hab نجد 9186 دولار مقابل 37562 دولار.
*الرغبة في التنقل والهجرة: وخاصة من المكسيك نحو الو.م.أ.(الهجرة السرية)مما يجبر الحكومة الأمريكية على مراقبة حدودها بشكل دائم ومستمر، وذلك لكون اتفاقية ألينا لم تحسم في قضية فتح الحدود بين البلدين.
* إغراق السوق المكسيكية بالمنتجات الأمريكية: خاصة المواد الفلاحية كالذرة واللحوم مثلا ومنتجات صناعية متنوعة، وبأسعار منخفضة لا يستطيع الاقتصاد المكسيكي منافستها،مما أدى إلى توقف الانتاج المحلي وتعرض المستثمرين للإفلاس أو البيع القسري للشركات المتعددة الجنسيات أو للمقاولين.
* استغلال اليد العاملة المكسيكية في مقاولات الماكيلدوراس بأجور تقل عشر مرات عن نظيرتها الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *