المجال العالمي و التحديات الكبرى – ن 2 –

المجال العالمي و التحديات الكبرى
الثانية باك آداب وعلوم انسانية ولغة عربية تعليم أصيل
النموذج الثاني

تقديم إشكالي :
شهد المجال العالمي منذ القرن 18م عدة تطورات ديمغرافية وبيئية إذ تضاعفت ساكنته عدة مرات وأصبحت حاليا تتجاوز 6 مليارات نسمة،ويحتمل أن تصل سنة 1925م الى 8.5 مليار نسمة،مع ما يرافق ذلك من ضغط على الموارد الطبيعية واستنزافها،وهو ما يطرح عدة تحديات أمام المجال العالمي كالتحدي السكاني والتحدي البيئي وما يرتبط يهما من تحديات أخرى .
– فما هي خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي وتحدياته ؟
– ما هي مميزات حالة البيئة العالمية والتحديات التي تطرحها بالنسبة البشرية ؟
– وما هي العلاقة الموجودة بين التحديين السكاني والبيئي ؟

I- الوضع السكاني العالمي تحدياته

1-الوضع السكاني العالمي : خصائص تطوره وتوزيعه

أ‌-تطور الوضع السكاني :
مر التاريخ الديمغرافي للمجال العالمي بمرحلتين رئيسيتين هما:
*مرحلة ما قبل الثورة الصناعية(قبل القرن 19م) : تميزت بنمو بطيء للسكان بسبب ارتفاع الولادات والوفيات.
*مرحلة الثورة الصناعية الى الآن : عرفت تزايدا سريعا للسكان بفعل تراجع نسبة الوفيات ← ثورة ديمغرافية تضاعف معها عدد السكان عدة مرات (1750م : 650 مليون نسمة ← 2000م : 6 مليار نسمة ) .وهذا الوضع مرشح للاستمرار خلال القرن 21م حيث يتوقع أن تبلغ ساكنة العالم 10 ملايير نسمة سنة 2100م.
ملاحظة : وثيرة النمو الديمغرافي في الدول النامية أسرع بكثير من مثيلتها في الدول المتقدمة خاصة خلال القرن 20م.

ب‌-خصائص توزيع السكان :

يتسم توزيع السكان في المجال العالمي بعدم الانتظام حيث يتركز معظمهم بالقارة الأسيوية ( 61% سنة 2000م ) بينما يتوزع الباقي بنسب متفاوتة في كل من أفريقيا وأمريكا وأوربا.وحسب إسقاطات 2025م ستستمر آسيا في احتلال الصدارة من حيث تركز السكان مع ملاحظة تزايد هائل لسكان القارتين الإفريقية والأمريكية.
– نستنتج من خلال هذه الإسقاطات أن العالم سيواجه تحدي سكاني خطير خاصة بدول الجنوب التي ستعرف نموا ديمغرافيا هائلا جدا.

2-بعض التحديات التي يطرحها الوضع السكاني العالمي.
– اقتصاديا:
* اختلال التوازن بين وثيرتي النمو السكاني السريع والنمو الاقتصادي.
* الخصاص الغذائي خصوصا في بلدان العالم النامي التي تشهد نموا ديمغرافيا سريعا.
* غياب العدالة في توزيع الثروة في العالم.

– اجتماعيا:
* اختلال الاوضاع الاجتماعية لسكان العالم بسبب سوء توزيع الثروات واتساع الفوارق الاجتماعية.
* انتشار المجاعة حيث مست 854 مليون وسيزداد الوضع خطورة في أفق 2050م خاصة بالقارة الإفريقية.
* انتشار سوء التغذية : 2 مليار شخص.
* تزايد حدة الفقر : 1.3 مليار شخص.
* ارتفاع عدد العاطلين : 195 مليون عاطل معظمهم بالدول النامية واكبر نسبة تسجل في إفريقيا.
* انتشار الأمية : 862 مليون شخص .وتسجل اكبر نسبة بالدول النامية (36.4%) واقل نسبة بالدول المتقدمة (1.2%) بينما وصلت بالدول العربية الى 30.1% في حين أن المعدل العالمي لا يتعدى 20.3%.

II- وضعية البيئة في المجال العالمي والتحديات التي تطرحها

1- الوضع البيئي العالمي وتحدياته
عرفت البيئة العالمية مع مطلع القرن 20م تدهورا خطيرا بفعل الضغط السكاني على الموارد الطبيعية التي أصبحت مهددة بالاستنزاف. وتتضح مظاهر هذا الخطر في :
– النقص في الموارد المائية (← طرح مشكلة الأمن الغذائي).
– استنزاف الموارد الطبيعية (← ارتفاع الأسعار والصراع حول مناطق الإنتاج).
– تدهور التربة وتفاقم التصحر← تراجع الإنتاج ← نقص الغذاء.
– التغيرات المناخية ← الجفاف والكوارث الطبيعية .
– تلوث الماء والتربة والجو بفعل أنشطة الإنسان خاصة ثاني أكسيد الكربون الذي يساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري وفي هذا الإطار تجدر الإشارة الى أن الدول الصناعية هي الأكثر تلويثا للغلاف الجوي.
– تراجع التنوع الحيوي وانقراض الأحياء.
– تدهور الغابات والنباتات الطبيعية بسبب الاجتثاث (13 مليون هكتار سنويا) وتتصدر أمريكا الجنوبية قائمة المناطق الأكثر تضررا.

2-التغيرات المناخية كتحد بيئي خطير يواجه العالم
– يؤدي تزايد نسبة الغازات الاحتباسية الى ارتفاع درجة حرارة الأرض بفعل ظاهرة الاحتباس الحراري. وحسب التوقعات فان هذه الظاهرة سوف تتفاقم مستقبلا مما سيؤدي الى تغيرات مناخية واضحة مثل:
*ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض خاصة المناطق القطبية الشمالية (ما بين 6° الى 8° ) لكن هناك مناطق أخرى ستشهد انخفاضا في درجة الحرارة مثل المحيط الاطلنتي الشمالي وخليج البنغال وعلى طول الدائرة القطبية الجنوبية.
* على مستوى التساقطات ستعرف مناطق كثيرة انخفاضا في كمية التساقطات وتعاقب سنوات الجفاف خاصة بجنوب شرق آسيا (المغرب -20مم).بينما ستشهد مناطق أخرى ارتفاعا في كمية التساقطات مثل وسط إفريقيا وغرب الو.م.أ وخليج المكسيك ← فيضانات وأعاصير.
– ووعيا بخطورة هذه الظاهرة فقد عقدت دول العالم عدة اتفاقيات ومؤتمرات للحد منها والتقليص من آثارها مثل :
* قمة الأرض سنة 1992م بريو ذي جانيرو sommet de la terre (الاتفاقية الإطار حول التغيرات المناخية).
* برتوكول كيوطو سنة 1997م الذي يلزم الدول الصناعية بتقليص مساهمتها من انبعاث الغازات الدفيئة بنسبة 5.2% عما كان عليه سنة 1990م.غير أن هذا البرتوكول لو يحضى بتوقيع اكبر دولة ملوثة للجو في العالم وهي الو.م.أ الى جانب دول أخرى مثل تركيا وليبيا واستراليا وجمهوريات آسيا الوسطى.

3- العلاقة بين الوضعية السكانية والبيئة في العالم ودور التنمية المستدامة في اعادة التوازن إليها

– رغم الاختلاف في وثيرة النمو السكاني بين الدول المتقدمة والنامية فان ارتفاع مستويات الاستهلاك في الأولى وتحسن مستوى المعيشة في الثانية أدى الى ارتفاع الضغط على الموارد البيئية حيث يفوق الطلب على هذه الموارد قدرة البيئة على تجديدها مما يجعل من ممارسة التنمية المستدامة اكبر تحدي يواجه العالم،أي كيف يمكن تحسين مستوى عيش السكان في الحاضر دون هدر حقوق الأجيال القادمة،وهو ما يدعو الى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ( الوثيقة 3 /خطاطة ص: 52 )، ولتحقيق التنمية المستدامة بشكل أفضل ينبغي التركيز على مجموعة من الوسائل (الوثيقة 4.ص:52-53 ).

الخاتمة :
إن التطور الذي يشهده العالم على المستوى الاقتصادي الديمغرافي يجعل من التدهور البيئي اكبر تحدي يواجه كوكب الأرض ،مما يفرض تدبير الموارد البيئية بشكل عقلاني من اجل تحقيق التنمية المستدامة إضافة الى التكتل في إطار اتحادات إقليمية كالاتحاد الأوربي .فما هي مراحل تكوين هذا الاتحاد ومظاهر الاندماج بين دوله ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *