مدخل الاقتداء: نماذج للتأسي: علي كرم الله وجهه وزينة القوة والعلم – ن 1 –

مدخل الاقتداء: نماذج للتأسي: علي كرم الله وجهه وزينة القوة والعلم
السنة الثانية باك حميع المسالك
النموذج الأول

قراءة النصوص:
قال الله تعالى: “وَجَاءَ مِنَ اَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)”(يس:20-21)

قال ابن إسحاق في سيرته: “ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضوان الله عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين” السيرة النبوية لابن هشام، (281/1)
قال الله تعالى: ” وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”، قال القرطبي وقيل : نزلت في علي رضي الله عنه حين تركه النبي عليه الصلاة والسلام في فراشه ليلة خرج إلى الغار”. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(15/3)

شرح المفاهيم:
– يشري نفسه: يضحي بها.
– الغار: غار حراء

المضامين:
• وجوب اتباع المرسلين والاقتداء بالصالحين من الناس.
• بيان فضل علي بن أبي طالب وإسلامه .
• تضحية علي بن أبي طالب بنفسه للإسلام.

المحور الأول: سيرة الامام علي رضي الله عنه ونشأته في بيت النبوة.
1- مفهوم التأسي : التأسي هو الاقتداء وهو أمر فطري يميل إليه الإنسان ويبحث عنه تلقائيا ،فهو يميل إلى أن يكون أمامه نموذج حي يقتدي به ،فالطفل الصغير ينظر إلى أبيه ويحاول تقليده، حتى الكبير تجده ينظر إلى غيره ويحاول تقليده، ولهذا وبحكم التأسي والاقتداء لابد من وعي وإدراك عند اختيار من نقتدي بهم ونسلك سلوكهم .
2- نسب علي بن أبي طالب وولادته:
هو أبو الحسن والحسين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء والقضاة، وأول من أسلم من الصبيان ولد بمكة سنة 23 قبل الهجرة، 599ميلادية وتوفي رضي الله عنه في 40 هـ، الموافق 27 يناير 661م.
3- نشأته رضي الله عنه:
فتح علي رضي الله عينيه على أبيه أبي طالب، وعاش معه مدة يسيرة، ثم انتقل إلى بيت ابن عمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد استأذن عمه أبا طالب منذ عهد أن يترك له عليا يعيش معه في بيته. فورث علي عن أجداده وأبيه الفضائل كلها كما ورث الشهامة والبذل والعزم وزادت هذه الخصال وهو في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
4- شجاعته الفائقة رضي الله عنه :
يُعتبر الإمام علي من أشجع العرب والمسلمين، فقد اشتهر -رضي الله عنه- بهذه الصفة، نظراً لكثرة المواقف التي أظهر فيها شجاعة فائقة لا نظير لها على الإطلاق؛ ففي يوم بدر كان الإمام علي -رضي الله عنه- أحد الثلاثة المُسلمين الذين تقدّموا لمبارزة ثلاثة من المشركين، وفي غزوة الخندق تقدّم وحده لمبارزة عمرو بن عبد ود، الذي عُرِف بقوّته الفائقة، وهزمه، وفي غزوة خيبر كان الإمام علي -رضي الله عنه- الصحابي الذي فتح الله تعالى على يديه حصن خيبر المنيع، فضلاً عن العديد من المواقف العظيمة الأخرى.
وإذا تكلمنا عن شجاعته – رضي الله عنه – فحسبه أنه نام ليلة الهجرة في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم أن المشركين يريدون قتله صلى الله عليه وسلم .
5- علمه وحكمته :
يُعتبر الإمام علي -رضي الله عنه- عالماً لا يُشقُّ له غبار، له قدم راسخة في العلم الشرعي، وفي العديد من العلوم الأخرى؛ كاللغة العربية، وقد اشتهر بهذه الميّزة العظيمة من بين سائر الصحابة، ومن هنا فقد استحقَّ لقب الإمام بكل جدارة. كان يقول عن نفسه: “والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت؟! إن ربي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً صادقاً ناطقاً”. وقد قال في آخر عهده: “سلوني قبل أن تفقدوني”. وكان ذلك عندما مات أكثر علماء الصحابة. وكان أمير المؤمنين عليّ -رضي الله عنه- من بين القلة من المسلمين الذين كانوا يعرفون الكتابة في صدر الإسلام، وفوق هذا فقد كان من كتاب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ساعدته هذه المهارة في القراءة والكتابة على التبحر في العلوم الشرعية.
و لم يعرف العرب حكيماً كالإمام علي -رضي الله عنه-، فحِكَم هذا الإمام العميقة تتردّد على الألسن في كل زمان ومكان، لما لها من معانٍ سامية، لا يمكن أن تنبع إلا من عقل جبّار، وبصيرة متَّقِدَة، ونمط تفكير فريد من نوعه. هذا وتتّصف حكم الإمام علي -رضي الله عنه- بفصاحتها، وبلاغتها، وإيجازها، ممّا أضفى عليها جمالاً فوق جمال. مثال عن حكمه : يقول رضي الله عنه ”
وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ … وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ …… كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ
من أقواله أيضا: «أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه

المحور الثاني: أهمية الاقتداء بالصحابة : سيدنا علي نموذجا
إن دراسة سيرة صحابي من صحابة رسول الله عليه السلام ،خليفة كان أو غيره ، تثري التفكير وتلخص عصارة تجاربهم وأفكارهم ومواقفهم ، والتأسي بأخلاقهم وآدباهم وسلوكاتهم … وسيدنا علي واحد من هؤلاء الأفاضل؛ الذي تميز بسعة علمه ووفور شجاعته …
يقول جمال الدين القاسمي : ( ماذا يفيدك مثل السيرة النبوية، وتاريخ الخلفاء من بعده، إذا قرأته بتمعن وتفكر، أليس يمثل لك الخطوات التي كانوا يسلكونها أمامهم من المصاعب الجمة ؟ إنك لتجد بينها الدعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولين القلب والجانب ، كما أنك تجد في مقدمتها الصبر وصدق العزيمة …..) جامع الآداب في أخلاق الأنجاب : ص 122
لذا على كل مسلم ومسلمة قراءة سيرهم والسير على خطاهم

تعليق واحد

  1. عبد الباسط

    المقصود بالغار هنا غار ثور لانه هو الذي مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مهاجرا وليس غار حراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *