مدخل القسط: حق النفس: الصبر واليقين للأولى باك جميع المسالك

مدخل القسط: حق النفس: الصبر واليقين للأولى باك جميع المسالك

النموذج الأول

 

تابع أحمد سلسلة الأنبياء و الرسل فأثار انتباهه مدى الابتلاءات و الشدائد التي لقيها الأنبياء و الرسل من أقوامهم ومدى قدرتهم على التحمل و الصبر و مواجهتهم لأعاصير العناد و الاستهزاء.
فسأل أحمد أباه  هل الصبر دليل ضعف في الشخصية و نكوص عن المواجهة، أم أنه دليل قوة إيمان و رسوخ يقين؟

النصوص المؤطرة للدرس:
النص الاول : قال تعالى :قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذا أنتم جاهلون (89) قالوا أنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (90). سورة يوسف الآيتان 89 -90
النص الثاني: عن الحسن رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه خطب الناس, فقال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”يا أ يها الناس,إن الناس لم يعطوا في الدنيا خيرا من اليقين والمعافاة ,فسلوهما
أولا : قرا ءة النصوص وتحليلها :
1-قاموس المفاهيم :
من الله علينا : كافأنا ومنحنا وأنعم علينا. ويصبر :من الصبر وهو التحمل و الثبات.
2- المضامين المستفاذة من النصوص :
النص الأول : تبيان الآيتين لعاقبة صبر يوسف عليه السلام و أخيه .
النص الثاني: دعوة الحديث النبوي إلى طلب اليقين والعافية لما لهما من قيمة في الحياة .
ثانيا: التحليل :
المحور الأول :الصبر واليقين المفهوم والتجليات :
1-مفهوم الصبر : لغة :نقيض الجزع ,وهو حبس النفس عن الجزع . يفيد أيضا التجلد والتحمل والثبات إصطلاحا: خلق فاضل من أخلاق النفس ,تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب والشدائد والمحن بكل إطمئنان وهدوء .
ج- تجليلت الصبر : من تجليات الصبر:
-إختبار للإيمان :فالصبر يميزالمؤمن من أدعياء الإيمان ,حيث يختبر صدقهم ويستخرج من كل نفس ما تضمر من خير أو شر قال تعالى :(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران الأية 179
-الصبر أعظم حقوق النفس على صاحبها :فمن الحقوق الثابتة للنفس الصبر والثبات والإطمئنان والرضى بما قسم الله ,عن صهيب رضي الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .)
-الصبر وفاء بالأمانة والمسؤلية :من أراد الوفاء بالأمانة والمسؤولية جعل خلقه الصبر والتحمل قال عز وجل :(إستعينوا بالله وآصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )سورة الأعراف الآية 128.
2-مفهوم اليقين : أ- لغة :هو ضد الشك ,وهو من يقن ,يقينا أي ثبت ووضح ,يقال :خبر يقين : لاشك فيه فهو ثابت وواضح .
ب- آصطلاحا :هو كمال الإعتقاد بحسن الظن لا يخالطه شك يعني الرضا بكل القضاء والقدر .ويعتبر صفة من صفات الرسل والأنبياء قال تعالى :(بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم )سورة يوسف الآية 83 .
ج- تجلياته : -التوكل على الله قال تعالى :(فتوكل على الله إنك علي الحق المبين).النمل الآية 79 .
-تعلق القلب بالله .
الرضى بحكم الله .
-المضي على الحق في الحياة بعزم وثبات
-الهدى والفلاح :قال تعالى :والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ).البقرة آية 5.
المحور الثاني :علاقة الصبر و اليقين بالإيمان والعمل الصالح :
قال آبن مسعود رضي الله عنه :”الصبر شطر الإيمان واليقين الإيمان كله .” هكذا يعلم أن الإيمان ينبني على ركنين يقين وصبر ,فباليقين يعلم حقيقة الأمر الذي لاشك فيه فينعكس على عمل القلب والجوارح فلا يعلق قلب بغير الله ولا تنشغل الجوارح إلابطاعته .وبالصبر ينفد الأمرالمطلوب المصحوب بالإستعانة بالله (فآصبر وآستعن بالله ) فآعتبر الصبرمن أعظم العبادات التي تدل على قوة الإيمان واليقين بالله فهو ثمرة من ثمرات اليقين لأن اليقين يشمل الإيمان كله ولنا تجسيد لذلك في حلم وصبر يوسف عليه السلام على المحن والإبتلاءات ويقينه في رحمة الله ونصره .
المحور الثالث:قبس من صبر ويقين الأنبياء والرسل :
ماأعظم صبر الأنبياء والرسل عليهم السلام على تحمل المحن والشدائد وما أشد يقينهم بالله وإيمانهم بالقضاء والقدر ولنا في قصصهم صور ونماذج يحتدى بها :
-في قصة يوسف عليه السلام صبر ويقين وتوضيح لعاقبة الصابرين أمام محن متنوعة قال تعالى:
(قالوا إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) . وفي صبره عن الإستجابة لآمرأة العزيز حيث دعته إلى نفسها فآعتبر صبرا عن المعصية .
-ويضرب المثل في القرآن الكريم بأعظم صبر وهو صبر أيو ب عليه السلام , حيث أبتلاه الله تعالى في ماله وولده وجسده فصبر صبرا جميلا قال تعالى :(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.) سورة الأنبياء الآية 83.
-وفي صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على محنة الحصار من طرف قريش وعلى الشروط المجحفة والظالمة في حقه خلال صلح الحذيبية ويقينه بفرج الله .

كيف أحفظ حق نفسي وأتحلى بالصبر واليقين وأقتدي بسير الأنبياء والمرسلين عليهم السلام
– أتعظ وأعتبر بسير الأنبياء والمرسلين .
– أتأمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية صبره على الشدائد ويقينه بفرج الله .
– ألتزم بالعبادات وأتقي الله تعالى وأوقن أن مع الضيق فرج ومع الشدة رخاء .

ذة : م .بوجخار

7 تعليقات

  1. شكرا جزيلا .معلومات الدرس جيدة

  2. فاطمة الزهراء

    شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيم اطلب من المشرفين على هذا العمل بعض التمارين او امتحانات تجريبية لمساعدتنا جزاكم الله خيرا

  3. شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيم .
    جزاكم الله خيرا.

  4. المرجو العمل على تلخيص الدروس وشكرا

  5. شكرا على هذا إنه مفيد جدا جدا جدا

اترك رداً على ikram de smara إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *