الحواس الخمس قصة ومسرحية للأطفال

قصة للأطفال بقلم : أحمد محمد علي صوان

قَرَّرَتْ أَعْضَاءُ الحَوَاسِّ الخَمْسِ فِي الإِنْسَانِ : العَيْنُ و الأُذُنُ و اللِّسَانُ و الأَنْفُ و الجِلْدُ ، أَنْ تَخْتَارَ رَئِيْسًا لَهَا يُسَيِّرُ أُمُورَها ، قَالَتِ العَيْنُ :

أَنَا أَهَمُّ عُضْوٍ عِنْدَ الإِنْسَانِ ، أُرِيْهِ كُلَّ مَا حَوْلَهُ ، فَإِذَا رَأَى خَطَرًا ابْتَعَدَ عَنْهُ .

قَالَ اللِّسَانُ : بَلْ أَنَا أَهَمُّ عُضْوٍ ، فَمِنْ دُونِي لا يَسْتَطِيعُ الإِنْسَانُ أَنْ يَقُولَ مَا يُرِيدُ بِوُضُوحٍ .

قَالَتِ الأُذُنُ : بَلْ أَنَا أَهَمُّ عُضْوٍ، و دَلِيلِي أَنَّ الإِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَفَاهَمَ مَعَ الآخَرِينَ و يَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ مِنْ دُونِ نَظَرٍ ، و لا يُمْكِنُهُ التَّفَاهُمُ و التَّوَاصُلُ مَعَ مَنْ حَوْلَهُ مِن دُونِ سَمْعٍ .

قَالَتِ الأَعْضَاءُ مُتَعَجِّبَةً : و هَلْ يَتَكَلَّمُ الإِنْسَانُ مِنْ أُذُنَيْهِ ؟!

قَالَتِ الأُذُنُ : لا، و لَكِنَّهُ إِذَا لَمْ يَسْمَعْ بِأُذُنَيْهِ فَلَنْ يَتَكَلَّمَ أَبَدًا .

قَالَ اللِّسَانُ : كَلامُكِ صَحِيحٌ أَيَّتُها الأُذُنُ .

قَالَ الأَنْفُ : وهَلْ نَسِيتُمْ فَائِدَتِي فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِ ؟ فَأَنَا الذِي أَشَمُّ الرَّوَائِحَ الجَمِيلَةَ لِيَسْعَدَ بِهَا ، و أَشَمُّ الرَّوَائِحَ الكَرِيهَةَ لِيَبْتَعِدَ عَنْها ، و أُشْعِرُهُ بِالغَازِ و غَيْرِهِ ، فَيُسَارِعُ إِلَى إِزَالَةِ الخَطَرِ .

قَالَ الجِلْدُ : أَمَّا أَنَا فَأُسَاعِدُ الإِنْسَانَ عَلَى التَّلاؤُمِ مَعَ الجَوِّ المُحِيطِ بِهِ ؛ البَارِدِ و الحَارِّ ، و أَمْنَعُ دُخُولَ الجَراثِيمِ إِلَى جِسْمِهِ .

قَالَتِ الأُذُنُ : نَحْنُ – أَيُّهَا الإِخْوَةُ – بَعْضُنا يُكْمِلُ بَعْضًا ، و لا يَسْتَغْنِي الإِنْسَانُ بِأَحَدِنَا عَنِ الآخَرِ.

قَالَتِ العَيْنُ : كَلامُكِ صَحِيحٌ أَيَّتُهَا الأُذُنُ الغَالِيَةُ ، و لَكِنْ نُرِيدُ رَئِيسًا لَنَا ، فَمَاذا تَقْتَرِحِينَ ؟

قَالَتِ الأُذُنُ : تَكْتُبُ كُلُّ حَاسَّةٍ مِنَّا رَغْبَتَها فِي وَرَقَةٍ صَغِيرْةٍ ، ثُمَّ نَبْحَثُ المَوْضُوعَ .

قَالَ الأَعْضَاءُ : مُوَافِقُونَ .

و عِنْدَمَا أَنْهَتِ الأَعْضَاءُ كِتَابَتَها ، طَلَبَتْ مِنَ اللِّسَانِ أَنْ يُعْلِنَ النَّتِيجَةَ . و بَعْدَ لَحَظَاتٍ قَالَ اللِّسَانُ :

– لَقَدِ اخْتَارَتِ الأَعْضَاءُ بِالإِجْمَاعِ ( الأُذُنَ ) لِتَكُونَ رَئِيسَةَ الحَوَاسِّ الخَمْسِ ، و نَرْجُو لَهَا التَّوْفِيقَ فِي عَمَلِهَا .

فَرِحَتِ الأَعْضَاءُ بِهَذا الرَّأْيِ ، وعَادَتْ إِلَى عَمَلِهَا فِي خِدْمَةِ الإِنْسَانِ بِبَهْجَةٍ و نَشَاطٍ …

 

يمكنكم تحميل القصة على شكل مسرحية:

 

3 تعليقات

  1. أرجو أن تكون القصة قد أمتعت الأطفال وأفادتهم، وشكرًا لاختيارها في موقعكم.
    أخوكم: أحمد صوّان
    كاتب القصّة

  2. مرحبا الأستاذ الكريم .. فعلا القصة جميلة وتربوية بامتياز…. دام لكم الإبداع

  3. جزا الله خير الجزاء القائمين على هذا الموقع وكذلك الشكر الجزيل على الأخ الفاضل د. أحمد صوان مع الدعاء له أن يستمر في الإبداع.

اترك رداً على د. أحمد صوّان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *