وحدة التربية الحقوقية : حق المسلم على المسلم -نموذج 2-

وحدة التربية الحقوقية : حق المسلم على المسلم -نموذج 2-

السنة الأولى إعدادي

النصوص الشرعية

عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله عليه و سلم : ﴿ المسلم اخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، التقوى ها هنا و يشير الى صدره ثلاث مرات ، بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه و ماله و عرضه .﴾ رواه الإمام مسلم .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، سمعت رسول الله عليه و سلم يقول : ﴿ حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام خمس : رد السلام ، و عيادة المريض و اتباع الجنائز ، و إجابة الدعوة ، و تشميث العاطس .﴾.  رواه البخاري


عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره . رواه البخاري


قال تعالى :وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴿86﴾ سورة النساء


قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٠﴾ .

سورة الحجرات  .


قال تعالى : …… وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ …… ﴿2﴾ . سورة المائدة

 

شرح المفردات:

لا يظلمه : أي  لا يعتدي عليه.
ولا يخذله : في مقام أن ينتصر فيه.
ولا يكذبه : أي  يخبرهبحديث كذب.
ولا يحقره : أي  يستهين به.
التقوى ها هنا : يعني تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح – و يشير إلى صدره ثلاث مرات – يعني: يقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.
ثم قال: { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً.
المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه : دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك.
وماله : لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.
وعرضه : أي سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.
خمـس: أي خمس خصال.
رد السلام : يعني إذا سلم عليك فرد عليه .
عيادة المريض : زيارة المريض خاصة.
اتباع  الجنائـز : أي تشييع الجنازة حتى تدفن.
الجنائـز : جمع جنازة وهو اسم للميت .
إجابة الدعوة : الحضور إلى مكان الدعوة.
تشميت العاطس : هو أن تقول “يرحمك اللّه ” إذا حمد اللّه.

 

” انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ” : النصر بمعنى الدفاع عن الغير أي دفع ما يضره
” انصر أخاك”  : أي ادفع ما يضره ، سواء كان ظالماً أو مظلوماً
فقال رجل: يا رسول الله ، أرأيت إن كان ظالماً فكيف أنصره؟
ولم يقل : فلا أنصره
بل قال : كيف انصره ؟
يعني سأنصره ولكن أخبرني كيف أنصره
قال: ” تمنعه- أو قال تحجزه – من الظلم فإن ذلك نصره ”
فإذا رأيت هذا الرجل يريد أن يعتدي على الناس فتمنعه فهذا نصره أي بأن تمنعه .
أما إذا كان مظلوماً فنصره أن تدفع عنه الظالم.
وفي هذا دليلٌ على وجوب نصر المظلوم وعلى وجوب نصر الظالم على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم .

التحية : السلام ، يقال حَيّى يُحيّي تحية إذا سلم.
حسيبًا : مُحاسبًا ومُجازيًا، أو شهيدًا.

وَتَعَاوَنُوا : أي ليعن كل واحد أخاه.
عَلَى الْبِّرِّ : وهو فعل الطاعات.
وَالتَّقْوَى:  وهي ترك المحرمات.
الإثم: هو المعاصي المتعلقة بحق الله عزّ وجل.
العدوان : المعاصي المتعلقة بحق العباد.


التـــحــــلــــيل
الحقوق الاجتماعية بين الفرد والجماعة :
ا – رد السلام : و هو من أساليب نشر المحبة بين الناس، و اعتبره الإسلام واجبا و من تركه فهو آثم .
ب – عيادة المريض : للتخفيف عن آلامهم و تقوية الروابط الأسرية و الجوار و الصداقة بينهم.
ج – اتباع الجنائز : فيه تذكير لنا على يوم الحساب ، و في اتباعها لقاء بين المسلمين و كسب الاجر و تمتين العلاقات ..
د – إجابة الدعوة : للتضامن مع المسلمين في أفراحهم كالعرس و الوليمة و العقيقة ..
ه – تشميث العاطس : اذ يخلق ذ لك نوعا من المحبة بين المسلمين . و هو واجب .

  المقصود بحقوق المسلم :
هي الحقوق التي شرعها الله تعالى للمسلم ، و أمر بحفظها و صيانتها . و نهى عن انتهاكها . سواء كانت هذه الحقوق خاصة بالمسلم نفسه ، أو في علاقة المسلم بأخيه .
و المسلم من طبعه انه اجتماعي . لذا أكــــــد الإسلام على رابطة الأخوة و اعتبرها أقوى رابطة بين المسلمين ، عنها تصدر المحبة و الرحمة و السلام و التعاون و ووحدة الصف … فشرع له حقوقا فردية و أخرى اجتماعية .


من حقوق الفرد :
* عدم ظلمه . * عدم خذله . * عدم احتقاره . * حفظ نفسه و ماله و عرضه

رعاية الحقوق بين المسلمين متبادلة :
بعد تشريعه لكل الحقوق ، اوجب الإسلام على كل مسلم الحفاظ عليها من المساس و الضياع .و اعتبر الكل مسؤول عن رعاية هذه الحقوق .

آثار الحفاظ على حقوق المسلمين فيما بينهم :
– تحقيق العدالة الاجتماعية بين الناس
– تحقيق العيش الكريم و الطيب .
– حماية أنفسهم الهلاك .
– حماية أموالهم من النهب و السرقة و الغصب ….
– حماية أعراضهم …
تحقيق الأمن و الاستقرار و الرخاء

 

المعنى الإجمـالي:

– عَنْ أَبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنْهُ قَالَ: سَمِعتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يقـولُ: “حَقُّ المسلَمِ على المسلِمِ خَمسٌ: ردُّ السلامِ، وعِيادةُ المريضِ، واتِّباعُ الجنائِزِ، وإجابَةُ الدَّعْوةِ، وَتَشْميتُ العاطِسِ “. رواه البخاري
حرص رسـول اللّه صلى الله عليه وسلم – على إقامة روابط المحبة بين المسلم وأخيه ليوطد علاقة المسلمين بعضهم ببعض، ويقوي روابط الأخوة والمحبة بينهم، فأمر بأداء حقوق المسلم، وهي كثيرة، وقد أرشدنا الرسول- صلى الله عليه وسلم – في هذا الحديث إلى خمس منها غالية في قيمتها سهلة في أدائها.
1- رد التحية بمثلها أو بأحسن منها. وهو فرض عليه إن كان  المسلَّم عليه واحـداً، وفرض كفاية إن كانوا جماعة. لأن عدم رد السلام يتضمن إهانة للمسلِّم واحتقاراً له.
وفي الحـديث: “بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخـاه المسلم”. رواه مسلم والترمذي و أبوداود.
2- زيارة المـريض، وهي تبعث في نفس المـريض سروراً وطمـأنينة، لشعوره بأن إخوانه المسلمين يهتمون به، ويشاطرونه آلامه. وقد جاء الأمر بها في هذا الحديث و غيره. والأمر للوجوب، لكن على الكفاية.
و في  حالة عدم متعهد للمريض غيره تكون فرض عين. لكن  يتأكد على المسلم أن يجعل زيارته للّه وفي اللّه لا لغرض دنيوي كأن يعود الأغنياء ويترك الفقراء والمساكين والضعفاء الذين يُرزق الناس ويُنصرون بسببهم.
3- اتبـاع الجنائز بتشييعها حتى تدفن، وذلك من موجبات الوفاء للمسلم بعد موته وهو فرض كفاية.
4- إجابة الدعوة بالمجيء إلى مكان الوليمة التي دعاك إليها، وجوباً في وليمة العرس لقوله عليه الصلاة والسلام: “… ومن لم يجب فقد عصى اللّه ورسوله “. رواه مسلم.
وهذا أيضـاً إذا لم يكن  ثمَّ عذر شرعي يمنع من الحضور. ويتأكد الحضور في غيرها من الولائم لكن دون وليمة العرس. وفي الإِجابة تقوية لروابط الأخوة والقضاء على أسباب التناحر والبغضاء.
5- الدعاء له بالرحمة إذا عطس فحمد اللّه، لما في ذلك من التودد وإظهار المحبة، كـما أن الألفة تكتمل عندما يرد عليه العاطس بقوله: يهديكم اللّه ويصلح بالكم.
وحكم التشميت واجب إذا حمد اللّه. وفي حالة عدم الحمد من العاطس فإنه لا يشمَّت ولا يذكر أيضاً.
هذه من حقـوق المسلم على أخيه المسلم ينبغي مراعـاتها والمحافظة عليها لآثارها الإيجابية في المجتمع الإسلامي.
أهم الفوائـد: 
1- عظم شأن المسلم عند اللّه تعالى.
2- الحض على كل ما يؤدي إلى وحـدة المسلمـين وتقارب قلوبهم.
3- بيان حق المسلم في حياته وبعد موته وعدم الاستهانة به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *